الرؤية نيوز

مدينة أبوزبد بغرب كردفان «الآيسكريم» مشروع جديد لزيادة دخل الاُسر الفقيرة

0

تقرير: صديق البصيلي

مِهنا وليدة اصبحت فاتحة أبواب رزق جديدة لم تكن موجودة من قبل لأسراً عاشت على مر الأزمنة في أحلك المعاناة تكابد وتجازف لتربية أبنائها حفاظاً على مستواها المعيشي دون تلبية متطلبات الحياة الاخرى في ظل الظروف الراهنة وأضحى الغالب الأعم من المواطنين في مدينة أبوزبد بغرب كردفان يكرسون جُل وقتهم خلال فصل الخريف في مهنة الزراعة اليدوية ويبقى الإعتماد الكلي عليها دون مجال آخر، نسبةً إلى عدم توفير مشاريع تنموية تسد حاجة رُواد الأعمال ولا تتوفر مصادر دخول آخرى بالقدر المطلوب سوى القليل منهم يمارسون مهنة التجارة في إتجاهات محدودة،لكن مع وجود الكهرباء هل ستتغير الأحوال إلى نوعاً ما.

                   الكهرباء والتنمية

بعد دخول الكهرباء القومية بشكل جزئي لهذه المدينة والتي ظلت عشرة سنوات في ظلام دامس من عمر تأسيس محطة التوزيع بالمدينة وبفضل جهود الاهالي الشعبية عن طريق مبادرة مشروع (نفرة كهرباء أبوزبد) قد أنارت أجزاء مقدرة من أحياء المدينة المنسية ومعها شعر المواطن بإندياح التنمية بفتح فرص عمل جديدة وزادت وسائل إنتاج كسب العيش في مجالات شتى للعمال المهرة – كورش الحدادة، الصناعات الصغيرة، مراكز (أكشاك) خدمات الهاتف الجوال.. وغيرها – بينما سوق الآيسكريم (الدادرمة) فهو عمل خاص للسيدات فقد شهد إنتعاش وحركة تجارية نشطة وكأنه ثقافة جديدة على المجتمع في أصناف المشروبات الباردة والتسلية بعد ان كان شبه معدوم في السابق أو حصرياً على الأطفال دون الكبار أما الآن بسبب الإنتشار بات لافت للأنظار ومفضل لكافة الفئات من مختلف الأعمار .

                        زيادة في الطلب

وفي واقع النظرية الإقتصادية والتي تقول: كلما زاد الطلب على السلعة أرتفع سعرها مع إنخفاض الكمية المعروضة وقد انطبق (كيرف) العلاقة إيجابياً بين «العرض والطلب» على تجارة الآيسكريم الدادرمة في أبوزبد بشكل ملحوظ بعد ان تزايد الطلب عليه بصورة متكررة، بات سوق واسع الإنتشار في هذه البلدة ومهنة شريفة لزيادة دخل الاسر الفقيرة وظلن النِسوة المهتمات بهذا المنتج في تسابق إبداعي لتحضيره بأشكال وألوان جاذبة، أصناف جديدة معباة في قوارير، فضلاً عن عبوات الأكياس المعروفة بأسعار معقولة مقارنةً بأسعار العصائر الطازجة في أماكن سوق الكافتريات السياحية و الحديثة.

                    في سوق المنجم

لم تعد حركة (البيع والشراء) لهذا الآيسكريم ثمة مختصرة في داخل أبوزبد فحسب، قد ظهرت أماكن تسويق جديدة ولاسيما منجم الذهب للتعدين الأهلي الذي أكتشف قبل ثلاث أشهر بمنطقة أولو (عرفات) التابعة لمحلية السنوط نحو (٣٠) كيلو من أبوزبد غرباً على مقربة من محطة دواس بالسكة حديد طريق منطقة المحفورة والذي أتجهوا إليه التُجار لممارسة مختلف الانشطة التجارية عبر أم دورور والباعة المتجولين فقد لاقت هذه الحركة التجارية إستهلاك منقطع النظير ولـ(الآيسكريم) النصيب الأكبر الأمر الذي جعل السيدات في إهتمام بالغ تجدهن في بواكير الصباح يحملن صبارات السفاري ذات اللون البرتقالي يشدن الرحال على متن مواتر التكتك «ثلاثة لستك» التي تقلهن في تزاحم رهيب لبيع الآيسكريم هناك.

                المصاريف طالعة

وقالت زهراء عبدالله بائعة إسكريم في سوق منجم الذهب، الاسكريم مرغوب في سوق المنجم، كويس ما كعب فيه قطعة الدادرمة الواحدة بـ(٥٠)جنيه والقارورة عبوة صغيرة بـ(١٠٠)جنيه وآخرى أعلى منها حجماً بـ(١٥٠)جنيه، والحافظة الكبيرة بتصفي خمسة ألف جنيهاً وتكلفتها ما كثيرة يعني ربحها مضمون، وأضافت بالقول: كان في البداية الشغل سمح شديد بس الآن في محاكاة كثيرة من النسوان لكن الحمدلله المصاريف طالعة أفضل بكثير من القُعاد ساي وماشي الحال.

                        إيجار الثلاجات

أما فاطمة بشير فقد طالبت الحكومة بدعم مشروع كهرباء أبوزبد لتغطية اطراف المدينة في إشارة إلى معظم الشرئح الضعيفة هم أطراف المدن واهل التهميش وقالت سكان الأحياء الطرفية هم أكثر حوجة للكهرباء ومساكين بفتشوا رزق اليوم باليوم فياريت لو الحكومة وصلت لينا الكهرباء لأن فيها نعمة كبيرة وفرص عمل كثيرة، وزادت قائلة: معظم النساء الشغالات إسكريم بأجرن الثلاجات من أصحاب الكافتريات والبقالات في السوق لشغل الاسكريم نسبةً لعدم الكهرباء وعدم توفير الثلاجات في البيوت وانا بوجه رسالة لديوان الزكاة والحكومة لتوفير وسائل إنتاج لتسهيل لقمة العيش للمواطن المسكين في الظروف الصعبة وغلاء الأسعار المولعة نار دي وضروري جداً مساهمة الحكومة في توصيل الكهرباء حتى الفائدة تعم الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!