الرؤية نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: الديسمبريون في ديسمبر

0

(1)

 هذا الجيل الديسمبري العظيم اثبت ان كل الطرق – كل الشوارع تؤدي الى (الحكم المدني).

 حقولنا تطرح البرتقال والموز والمانجو.. غابتنا تعطي الصمغ العربي.. مزارعنا تنتج القمح والسمسم .. وشوارعنا تنبت القيم والمثل والمبادئ والحرية والسلام والعدالة.

 تلك الشوارع لا يزيدها الرصاص والغاز المسيل للدموع والقمع والاعتقالات إلّا المزيد من التماسك والصمود والقوة.

 في وجود هذه (الشوارع) لا نخشى من شيء.

 الشارع السوداني لم يتجاوز القيادة فقط، لم يتجاوز السلطة– بل تجاوز طموحنا وأحلامنا أيضاً.. لقد كنا نرضى بنصف مدنية.. الشارع الآن لا يرضى إلّا بمدنية كاملة الدسم.

 كنا نعشم في (الممكن) فوجدناهم يتجاوزون حدود (المستحيل).

 الآن الذي يحكمنا فعلاً هو (الشارع) لا عسكر ولا مدنيين.. لا البرهان ولا حمدوك… الشارع يفرض كلمته ويقول رأيه.

(2)

 عاد ابراهيم الشيخ ووجدي صالح وخالد سلك وعمر الدقير الى الشارع الذي خرجوا منه.

 هذه العودة لو يعلم العسكر لا تنقص من قدرهم شيئاً– بل ان عودتهم للشارع وانصهارهم فيه زادتهم بريقاً وقوة.

 على العسكر ان يعلم ان الاعتقالات لا تنقص من قدر المناضلين في شيء– انتم باعتقالكم لهم في الفترة الماضية منحتموهم الشرعية.

 عندما شاهدت البرهان وحمدوك وهما يوقعان الاتفاق السياسي – قلت في نفسي من هو الذي كان فيهما معتقلاً؟

 لم نشاهد وجدي صالح محمولاً على الاعناق إلّا بعد ان خرج من المعتقل.

 تفكيك النظام البائد يتم بهذا التفاعل.

 خالد سلك عندما كان وزيراً فقد الكثير – الآن يعود المناضل خالد سلك الذي نعرف.

 مهم ان يعرف المسؤول قيمة الشارع – لا تبتعدوا عن الشارع هو الاصل في شرعيتكم وفي ثورتكم.

 حمدوك بعيد عن الشارع يفقد كثيراً.

 كنا نتمنى ان ينضم البرهان وحميدتي للشارع وان يحققا رغباته.. لكن حدث العكس وانضم لهما حمدوك.

 عودوا الى الشارع يرحمكم الله.

(3)

 لم اكن افضل التقليل من الاحزاب او الاستخفاف بدورها – البرهان ومجموعته كانوا يتحدثون عن (الاقصاء) في الفترة الماضية– الآن يتم اقصاء لكافة الاحزاب عدا المؤتمر الوطني المحلول.

 كل الذين تم تعيينهم في الفترة الماضية ترجع اصولهم للمؤتمر الوطني المحلول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!