الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: هؤلاء رفضوا مبادرة الجد !

0

بدأ (السبت- وانتهى أمس) مؤتمر (المائدة المستديرة) لمبادرة الشيخ الجليل الطيب الجد ود بدر زعيم وشيخ الطريقة البدرية.. حيث إن المبادرة لم تحظ بموافقة قوى التغيير (المجلس المركز)؛ وكذلك رفضتها لجان المقاومة؛ وحتى أسر الشهداء قالوا فيها ما قالوا.

لا أدري الى متى الاستمرار في طرح الحلول (العدمية) التي من شاكلة (لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية).. أهل قحت لا هم لهم الايام الماضية غير (تبخيس) مبادرة الطيب الجد؛ وانتقادها؛ بل إن بعضهم انتاش الشيخ الجليل بـ(مقذع الألفاظ) في كتاباتهم؛ وذكرت تصريحات بعض قياداتهم أن المبادرة عبارة عن (مسرحية هزيلة).. أما لجان المقاومة؛ فقد قال قائلهم إن اللجان ستستمر في التصعيد الثوري (مليونيات- ومظاهرات؛ ولن يلتفتوا للمبادرات).

مضت المبادرة الى عليائها .. وحضرها جمع مقدر من مكونات المجتمع السوداني (أحزابه- وكياناته- واداراته الأهلية- وفئاته وشرائحه المختلفة).. المبادرة رفضها (أهل اليسار).. وإني على يقين أن هذا الاصطفاف وأعني به (المع – أو الضد) في شأن المبادرة يأتي تبياناً للصراع التاريخي بين اليمين واليسار.. ولم يرفض أهل قحت مبادرة الجد لرأي مسبق في الشيخ الجليل؛ أو أن لديهم رأي في بنودها؛ وما ستفضي اليه.. أبداً؛ ولكن رفضوها لقناعة راسخة (لن تتزحزح)؛ أنها مبادرة لن تترك لهم شيئاً في ميدان السياسة.

وإني على يقين-كذلك- ان الشيخ الجد؛ اذا جلس معهم وساومهم في (شراكة قادمة)؛ سيكونون أول المؤيدين له؛ ثم لاعتقادهم القوي أن وراء المبادرة (أهل يمين- واسلاميون).. وتناسوا عمداً؛ أن الاسلاميين والوسطيين من أهل السودان؛ ليسوا كلهم (كيزان) .. أو (مؤتمر وطني).. فالمجتمع السوداني مليء بـ (رجال دين) سعوا في حياتهم للتمسك بشرع الله الحنيف؛ ولا يقودهم في ذلك (كوز أو مؤتمر وطني).

مبادرة الجد أكدت أن الأصل الاسلامي في أهل السودان باق؛ ولن تمحوه (هتافات).. وليسأل أهل اليسار أنفسهم سؤالاً واحداً: هل كان كل الذين تدافعوا بالأمس الى قاعة الصداقة (مؤتمر وطني)؟.. بالتأكيد هناك كثيرون لم ينتموا يوماً في حياتهم للكيزان أو جماعة الوطني؛ وكثير من أهل السودان تقودهم الفطرة السليمة للدين.

تجمعت بالقاعة أحزاب؛ وكيانات ذات استقلالية؛ وكانت لها مشاركات في نظام البشير لا أحد ينكر ذلك.. ولكن حتى (قحت- بمجلسها المركزي)؛ كانت لها شراكات في أوقات ماضية مع نظام البشير.. وكثيرون ممن يتسيدون المشهد اليوم كانت تجمعهم بالبشير ونظامه (مصالح وأهداف) ؛ صحيح هذه المصالح قننت باتفاقيات؛ لكن ما الذي يمنح هؤلاء الحق- ويمنعه عن الآخرين.

آن الأوان أن يبعد أهل السياسة؛ عن الحلول الـ(الصفرية- أو العدمية)؛ ليصل السودان الى بر الأمان؛ وآن الأوان أن يضع السياسيون في اليسار وفي اليمين حداً للصراع المتطاول الذي اقعد البلاد جميعها منذ الاستقلال؛ وتسبب في أن يكون السودان في ذيل قائمة الدول الباحثة عن التنمية والرفاه والاستقرار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!