عمر عبد الله
اكتنفت عملية اعتقال دكتور الجزولي كثير من الغموض المحير لكثير من المراقبين في الساحة السياسية ؛ من حيث طريقة الإعتقال والهدوء الذي صاحبه الرجل الذي يعد أكبر الأصوات المعارضة لحكومة قحت واشدها إيلاما وأكثرها أخلاقية ، الرجل الذي كان رفيق القحاته في معتقلات الإنقاذ ابان ثورة ديسمبر المجيدة يجدونه اليوم معتقلا وهم في سدة السلطة ولاينبسون ببنت شفة فقد فاقت الغيرة السياسية وغمرة السلطة مباديء الحرية وملح وملاح النضال المشترك اليوم حيث لا مباديء ولا قانون فقد يطفو فوق ذلك كله طغيان القرارات المجرفة للقيم المهددة لتماسك اسرنا وبيضة ديننا الحنيف يعتقل الرجل بهدوء لكي لا يفاجئهم بعواصفه التى لا تعرف هدوءا قبلها ولا بعدها..
الجزولي وكعادته يبشر بلايف يتحدث فيه عن لماذا الغضب على التعديلات الخائنة التى تقر بلا مؤسسات شرعية ولا أعراف دولة دستورية في غفلة رقيب ضمير سوداني حصيف يميز بين تدين الكيزان المغشوش وافتراءتهم على الدين وبين قيم إسلامية أصيلة عشنا وقمنا عليها وأصبحت جزءا لا يتجزأ من تراثنا وقيمنا ومن يتبرأ من تراثه وأصوله فلا حداثة له ولانهضة .. كل النهضات قامت على إرث اقوامها المقدس من حكماء وقادة وزعماء فكانت ملهمة لهم مقوية يتلقون منها الإلهام للإبداع الحضاري والمادي ولكن بمرجعيات مقدسة و تراث تليد مفتخر به ونحن من سودانيتنا تربينا على سماحة الدين وإلهامه لنا في جميع شؤوننا ليست المسألة قوانين تعدل وإنما منظومة قيمية متكاملة نفتخر بها ونفتخر بملهمنا النبي الأعظم فلا غرو أن نكون أكثر الدول تعظيما لشأنه واقتداء بنهجه لأننا عشنا اجيالا بعد اجيال نحيي الذكر والقرءان ونلهج بالصلاة على الرسول فنكون أمة مباركة هذه هي قيم ثورتنا المجيدة كان الإعتصام شاهدا على حبنا لقيمنا ولديننا وتمسكنا به فكان قويم الأخلاق ديدننا والإبتعاد عن الأعمال الفاضحة والإشارة في كثير من الهتافات إلى أن كل ثائرة هي بمثابة أختك في الإشارة للكف عن التحرش والبذاءات.
لكن معتقلوا الجزولي فاتهم أن الأمر بات واضحا وأن النوايا التي كانت متسترة أصبحت تتعرى أمام الملأ بعورات مغلظة ألجمت كل من كان يتعاطف مع قحت وسقطت التهاويش الممجوجة أن كل من يقف ضد هذا العبث من تحريف القيم وإهانة تديننا الوسطي بأنه كوز لتخرس الألسن وليحلو لهم ما يفعلون من تجن على الفترة الإنتقالية ومحاولة إلباس الحكومة المؤدلجة لبوس العمل الثوري وهي عن أجندة الثورة وقيمها أبعد من نجم الفلاة ..
التعديلات أسقطت قبل سقوط عرابيها الوشيك الوجه الغربي المتدثر بالثورة فجاءت جمعة الغضب لتقول للأعور أعورا في عينه وأن سلاح الكوزنة أصبح بائرا وأضحت غشاوات التضليل الممنهج التى يقوم بها نشطاء قحت في الأسافير محض خيال مريض فضحه الشارع ووعي الثوار.
ليت الإصلاح القانوني والعدلي بدأ بإصلاح قوانين الحريات والحقوق العامة.
فاليوم حكومة سراق الثورة تعتقل بدون قانون عبر جهاز أمن يعتبر الاعتقال التحفظي مشروعا بعد ثورة الحرية عجبي!
اليوم يعتقل الجزولي ولا يعرف أين هو ولا تهمته فضلا عن أن يكلف محاميا ليرافع عن تهمة غائبة في دولة قحت القاحطة عن العدل وأبسط حقوق الإنسان في إبداء الرأي المعارض
كان الأجدر بوزير العدل أن يراجع قانون جهاز أمن الثورة الذي مازال يعتقل بلا تهمة
كان الأولى بوزير العدل أن يتجه إلى أولويات الثورة في تفعيل الحرية وتقديسها ولكن صدق من قال القحاتة لايقوون على الحرية..