الرؤية نيوز

خارج الإطار – بخاري بشير – صورتك الخايف عليها!

0

في كل يوم تتحفنا السياسة السودانية والسياسيون بالمزيد من الأفعال التي تعد من ضروب (الخبل السياسي).. ومن عجبي أن تصرفات النخب والقادة صار يؤيدها بعض العوام من الشباب؛ الذين لا يحملون رؤى محددة؛ ومفاهيم ثابتة للممارسة السياسية؛ ويسهل (شحنهم) بأي شحنات سالبة؛ وغير مفيدة.. كما يسهل كذلك شحنهم بشحنات موجبة؛ تفيدهم وتفيد أوطانهم.. ولكن قليل من يفعل ذلك في عالم السياسة.

كانت السياسة والسياسيون السودانيون –سابقاً- يتبادلون الزيارات الاجتماعية؛ ويلتقون ويختلطون مع بعضهم البعض في صيوانات العزاء؛ أو في تشييع ميت الى مثواه الأخير؛ أو في صالات الأفراح والأتراح.. ويفعلون ذات الشيء في (عيادة المرضى) وينثرون الأمنيات بالشفاء العاجل لهم.. ولا يمنعهم من ذلك انتماء حزبي؛ أو تحيز لفكرة؛ حتى اذا كانت الى النقيض من التي يحملها الشخص المزار.

ما دعاني لهذه الكلمات؛ ما ضجت به الاسافير أمس؛ حول الصورة التي التقطت بالقاهرة للقيادي بحزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ الذي يستشفي بأم الدنيا؛ والتي جمعته مع الفريق ياسر العطا عضو المجلس السيادي.. وما وجدته الصورة من ردود أفعال؛ تناولت أن العطا من قادة (الانقلاب) بينما الشيخ من الرافضين للانقلاب؛ أو بالأحرى أن حزبه من أقوى الرافضين والمناهضين للانقلاب.

الأسوأ في اعتقادي أن الضجة التي صاحبت الصورة؛ تم تقنينها حزبياً؛ حيث أعلن الحزب عن محاسبة القيادي الذي نشر الصورة؛ وهو الوالي السابق محمد حسن عربي؛ حتى أن عربي نفسه عندما ووجه بتداعيات الصورة .. التي تسيدت الترند؛ سارع بالاعتذار عنها.. فكيف يعاقب حزب احد قياداته لمجرد نشر صورة (اجتماعية- لزيارة مريض)؛ حتى اذا كان هذا المريض عدواً.

فعلاً انه زمان (الانحطاط السياسي)؛ الذي بدأ يداهم المجتمع السوداني؛ ويزج به في أتون الكثير من السلوكيات التي لم تكن شائعة في الأزمان السابقة.. حتى أن سياسيينا على مر الحقب التاريخية يحفظ لهم التاريخ التوادد الاجتماعي والترابط في أرقى صوره كما يحدث بين عامة السودانيين وخاصتهم.

كثيراً ما شهدنا زيارات متبادلة؛ ولحظات (وثقتها الكاميرا الاجتماعية)؛ لقيادات أمثال د. الترابي أو الميرغني او الصادق المهدي أو نقد.. وربما جمعتهم العديد من الصور مع رموز عسكرية كان لها تاريخها (الباطش) بالاحزاب التقليدية أو الأحزاب الكبيرة؛ ومن أمثال هؤلاء القادة الرئيس الأسبق جعفر نميري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!