وزير الثروة الحيوانية يقف ميدانيا علي محجر (عشي) بمحلية بارا ويشيد بالنهجية العلمية للمشروع

زيارة وزير الثروة الحيوانية شمال كردفان

وقفات عند التجارب الناجحة..

محجر (عشي) نموذجا

✍️ معتصم حسن

في ظل ما تمر به البلاد من مرحلة اقتصادية معقدة المخرج الحقيفي يكمن في الاتجاه إلي الإنتاج لترجيح كفة الصادر على الوارد وهذا لا يحدث إلا بالاهتمام بالانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني كأحد اهم روافد الإقتصاد الوطني ويتبع ذلك اتباع جميع مراحل الإنتاج بدءا من التخطيط الدقيق والعلمي وصولا لمنتج متميز ينافس السوق العالمي.

هذا المدخل يقودني الي اهمية تشجيع رأس المال الوطني فضلا عن الأجنبي للدخول في العملية الاستثمارية للاستفادة من الموارد التي تتمتع بها البلاد. وتحريك الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية لا يتحقق إلا بأحداث الفارق في الإنتاج والاستثمار في جميع الموارد السودانية بتغيير السياسات الاقتصادية لاشراك جميع قطاعات المجتمع في الإنتاج لدعم الإقتصاد وما الدول التي ارتقت اقتصاديا واصبحت في مصاف البلدان المتقدمة إلا عبر مساهمة ومشاركة شعبها في الإنتاج.

في هذه المساحة نقف عند تجربة وطنية ناجحة وهي (محجر عشي) بمحلية بارا شمال كردفان المملوك لرجل الأعمال الاقتصادي الوطني (بشير عشي) كأحد التجارب المتميزة التي اثبتت أن رأس المال الوطني اذا ما وجد الفرصة ينعكس ذلك خيرا علي الولاية والسودان عامة. محجر رجل الأعمال بشير عشي يعد نموذجا واقعيا وتشجيعا لرأس المال الوطني والأجنبي للإستثمار في الموارد الكبيرة التي تزخر بها شمال كردفان في باطن الأرض وعلى سطحها. وتحديدا الإستثمار في الثروة الحيوانية كأهم الاستثمارات لتمييز المورد وجودته.

محجر (عشي) الذي انشئ في العام 2021 اول ما يلفت نظرك وانت تزوره التخطيط السليم للمحجر الذي بني بشكل علمي محكم مساحة واسعة شبكات للامداد المائي والتيار الكهربائي عدد (55) حظيرة للماشية مخازن التغذية العناية البيطرية عبر طاقم طبي متخصص ومتكامل صيدلية مكاتب إدارية سكن للعاملين بمختلف تخصصاتهم الادارية والفنية والعمالية. هذا المحجر انشئ بمواصفات عالمية لينافس سوق الصادر العالمي. وخلال هذه الفترة الزمنية القصيرة قام بتصدير أكثر من (200) الف رأس من الماشية لعدد من الدول المستوردة من السودان.

من المكاسب التي حققها مشروع محجر عشي اثمر للوطن بالنفع على المستوى المحلي والولائي ودعم الإقتصاد القومي بجانب فتح نافذة لاستيعاب عمالة محلية وولائية لتحقيق كسب العيش لعدد كبير من الأسر ورفع من قيمة المنتج السوداني باتباعه السبل العلمية المتطورة في جميع المراحل انتهاءا بالتصدير وبالتالي يجلب للدولة العملة الحرة التي تحتاجها البلاد في ظل الضائقة الاقتصادية التي حلت بالسودان.

إلا أن من المشكلات التي تواجه العملية الاستثمارية بالسودان سوى كان على صعيد رؤوس الأموال الوطنية أو الأجنبية لزيادة مثل هذه التجربة التعقيدات والاجراءات المعقدة التي كثيرا ما ابعدت دخول المستثمرين في المشروعات الاقتصادية مما يتطلب الأمر التبسيط لتشجيع رأس المال المستثمر. بخلاف ذلك تظل مواردنا مجمدة واقتصادنا متدهور نستجدي الاعانات وخيراتنا في متناول اليد في حين فقط مطلوب سياسات متطورة ومرنة وهمة وطنية بها نستطيع بلوغ الهدف المتمثل ارتفاع في المستوى المعيش لدى المواطن واقتصاد قومي قوي يعتمد على مواردنا الذاتية واستثماراتنا الاقتصادية.

وزارة الثروة الحيوانية اهم الوزارات الإنتاجية وقف وزيرها حافظ إبراهيم عبدالنبي ليومين بنفسه برفقة طاقمه المعاون على المشروعات الانتاجية التي تحتاج الإهتمام والدعم وكذا زار وشاهد نجاح تجربة محجر عشي. فعلى الوزارة تسهيل وإزالة المعوقات التي تعترض الانتاج والعملية الإستثمارية في مجال الثروة الحيوانية عن طريق الجهات ذات الصلة بهذا الأمر بالتنسيف حتى يتثني للدولة ورأس المال الوطني والمواطن الإستفادة من الموارد عبر الإستثمار لزيادة الإنتاج لمصلحة البلاد.