الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: التميز .. في مشفى التميز!

0

التراجع المخيف الذي حدث في السودان في السنوات القليلة الماضية؛ ينذر بخوف قادم؛ ومستقبل مظلم لشعبنا ولأجيالنا.. وأسوأ صنوف هذا التراجع الذي جرى أصاب (الأخلاق) وموروثات الشعب الأصيلة؛ وتقاليده الراسخة.. وهي اعلاء السودانيين لـ (مكارم الأخلاق) وبسط مجتمع التكافل والتراحم.

وشمل التراجع كذلك كما نعلم؛ العديد من القطاعات؛ بالأخص قطاعات الخدمات بأصنافها المختلفة؛ خاصة (الصحة والتعليم)؛ فلا تكاد تجد شخصاً يؤمن بأهمية ما يقدم في هذين القطاعين الا من رحم ربي.. تراجع مخيف في مستويات الخدمات الصحية تمدد لكافة المرافق الصحية؛ وللأسف هو بسبب التراجع الكبير الذي أصاب (الخزينة العامة) المرهقة بالغياب الكامل للموارد؛ والتراجع الكبير في الصادرات وتدني مستوياتها.. وإننا قد تحولنا الى دولة (مستهلكة).. بدلاً من (منتجة)؛ وتوفرت لنا كل أسباب ذلك.. ولكن آثرنا (الصراع السياسي) الذي أقعد بلادنا وجعلها في ذيل ركب الأمم .. والله المستعان.

بالرغم من الصورة (السوداوية) السابقة التي بدأت بها المقالة؛ الا والحق يقال إنني ولأول مرة منذ فترة طويلة أرى أن هناك بعض القطاعات في مجال الصحة ما زالت تتعامل بأخلاق أهل السودان (القديم).. وليس سودان ما بعد الثورة.. الذي اختلت فيه (الموازين) وتغيرت فيه الموروثات.. بالأمس كنت ضمن ثلة من الصحفيين في جولة ميدانية بمستشفى (التميز- الأكاديمي) جنوب الخرطوم؛ وقد هالنا ما وجدنا من جهد داخل هذا المستشفى والخدمة الكبيرة المقدمة للمرضى خاصة في مجال (الطوارئ والاصابات)- وبقية الأقسام بالمستشفى التي شملت كل التخصصات.

هذا الجهد المقدر يقوده د. الفاتح وراق المدير العام للمستشفى؛ والذي يعمل وفريقه كالنحلة؛ ليعود هذا المستشفى لانسياب كافة أنواع الخدمات الطبية.. ومعروف أن المستشفى كان قد توقف عن العمل بعد (الهجمة الشرسة) والتي لم يكن فيها (انصاف) لما يسمى بلجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.. اللجنة بعد قراراتها المجحفة .. تسببت بادارتها المؤقتة في تعطيل العمل بالمستشفى حتى توقف تماماً.. ولكنه اليوم ينهض من تحت الرماد بجهد كبير يقوده النطاسي البارع والاداري الفذ د. الفتاح وراق اختصاصي النساء والتوليد المعروف.

محتوى مدفوع

هاجر سليمان تكتب: رداً علينا

بهذا الجهد الكبير بدأ المستشفى يتعافى رويداً رويداً؛ ويقدم خدماته للأحياء المحيطة؛ ولكافة مواطني ولاية الخرطوم.. عادت الطوارئ من جديد؛ وكانت ضمن أفضل أقسام الطوارئ بالسودان؛ عنما نالت شهادات الايزو العالمية؛ وكانت مصنفة من أفضل الطوارئ المقدمة في دول العالم المتقدم.

أعاد د. وراق أقسام عديدة بالمستشفى؛ ووفر خدمات جليلة لا يجدها المريض الا بشق الأنفس في القطاع الخاص؛ وبتكاليف باهظة.. لكنها اليوم متوفرة بسعر رمزي؛ ومجاني لبعض الحالات في المستشفى؛ والذي قال عنه الدكتور وراق إنه يتمتع بامكانات (مهولة) اذا ما استخدمت بصورة جيدة.. ويستطيع المستشفى ان يغطى مساحات كبيرة.. عادت أقسام (غسيل الكلى)؛ والمعمل المتكامل؛ وخدمات العناية المركزة.. وتمكن الفريق الاداري بالمستشفى ان يوفر (5) غرف عمليات تستطيع أن تعمل في توقيت واحد..

ما شاهدناه في (التميز-الأكاديمي) ثمرة لجهد بشري يقوده أطباء همهم الأول توفير الخدمة للمواطنين.. واكاد أجزم ان كثيراً من مواطني ولاية الخرطوم؛ لا يعرفون ان لديهم مستشفى بهذه القدرات والامكانات.. ولكن هذا الجهد لكي يستمر ويتواصل وينجح في تقديم خدماته يحتاج لتضافر الجهود من الجميع؛ وأولهم وزارة الصحة؛ وحي الصحافة والامتداد وشباب المقاومة؛ وعامة المواطنين.. وضع د. وراق ورفاقه اللبنة الأولى للانطلاق بكامل الطاقة التشغيلية للمستشفى؛ ولكنهم وحدهم لا يستطيعون الاستمرار.. لا بد من تضافر جهد الجميع؛ وهذه رسالة نبعثها في بريد الوزارة والمواطنين؛ فهل من مجيب.؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!