الرؤية نيوز

 الإغلاق والمقاطعة.. هل ستعصف بالعام الدراسي؟

0

الخرطوم: خديجة الرحيمة

أعلنت لجنة المعلمين استمرار إغلاق المدارس بكل ولايات السودان ابتداءً من الأمس. وجاء ذلك القرار لعدم استجابة وزارة المالية لمطالب اللجنة، ونفذ عدد من المعلمين في ديسمبر الماضي إضراباً عن العمل مطالبين برفع حد الأجور الى (69) الف جنيه. ولوحت اللجنة آنذاك بالتصعيد حال لم تتحقق المطالب، وعقب الدعوات التي أطلقتها اللجنة نفذ عدد من المدارس بالخرطوم وبعض الولايات إضراباً شبه كامل عن العمل، بينما استقر العمل بشكل طبيعي في كثير من المدارس.
وأصدرت اللجنة بياناً قررت فيه مواصلة الإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع، بجانب تسيير مواكب لوزارة المالية ورفض الامتحانات الموحدة ومواصلة الطواف على المدارس.
وأكدت عضو لجنة المعلمين درية محمد في حديثها لـ (الانتباهة) استجابة عدد كبير من الولايات لدعوات الإغلاق، محذرة من انهيار العملية التعليمية في البلاد.
وأضافت قائلة: (في ظل تعنت وزارة المالية واستهتارها بمطالب المعلمين سينهار العام الدراسي، ونحن مجبرون على اتخاذ هذه الخطوة).
ومن جهته أكد مدير عام التعليم بالنيل الأبيض مصطفى حسن موسى استمرار العمل بالمدارس وسير امتحانات المرحلتين بصورة طبيعية، ووصف موسى في حديثه لـ (الانتباهة) مطالب لجنة المعلمين بالسياسية، نافياً الاستعانة بالعاملات للمراقبة في الامتحانات.
استجابة وتنفيذ
وطبقاً لتقرير لجنة المعلمين فإنها رصدت حالات الاستجابة للإغلاق والمقاطعة في كل الولايات بحسب لجانها الميدانية التي أشارت إلى أن السلطات في ولايات شمال دارفور اتخذت قراراً قضى بتعليق الدراسة في جميع المراحل إلى اجل غير مسمى على خلفية الإضراب المعلن، بينما استجابت ولايات جنوب وشرق ووسط دارفور للإغلاق في كل المراحل، واغلقت المدارس بنسبة ٩٥٪ في ولاية غرب دارفور.
اما في ولايتي غرب وشمال كردفان فقد أغلقت المدارس بالكامل، وفي ولاية الجزيرة تواصل الإغلاق منذ إعلان الإضراب.
الا أن ولاية النيل الأبيض أصرت فيها السلطات على إجراء الامتحانات رغم رفض عدد كبير من المعلمين لها، كما استخدمت أسلوب التهديد بالإجراءات الإدارية لإرغام بعض المعلمين على إجراء الامتحانات بحسب التقرير، كما ان ولاية سنار عقدت الامتحانات في ظل رفض المعلمين، بينما استجابت النيل الأبيض للإغلاق بالكامل بجانب ولاية كسلا والبحر الأحمر وولاية القضارف، اما الولاية الشمالية ونهر النيل فأعلنتا عن عطلة رسمية.
ولكن في ولاية الخرطوم فقد تباين موقف التنفيذ من محلية لأخرى، واشارت القراءات الأولية إلى تواصل الإغلاق في محليات (شرق النيل وبحري وأم درمان).
خيبة أمل وتهديد
وعقدت اللجنة العليا للإضراب اجتماعاً الخميس الماضي بوزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل ابراهيم لمناقشة قضية الإضراب، وقالت اللجنة في بيانها ان مخرجات الاجتماع جاءت مخيبة للآمال، كما انها تعكس مدى استخفاف النخب التي تتاح لها فرصة الجلوس في مواقع القرار حتى وإن كانوا من دعاة نصرة المهمشين والمسحوقين، بحسب تعبيرها. واشارت الى ان الاجتماع تناول كافة التقارير والمقترحات التي وردت من المعلمين في القرى والفرقان والمدن، كما أمن الاجتماع على أن هذه اللحظة تاريخية وأمامهم خيار وحيد لا ثاني له، وأضافت قائلة: (إن كنا نبحث عن واقع أفضل لنا وللعملية التعليمية وإن كنا نطمح لواقع أفضل لأبناء الشعب السوداني، علينا بالسير في دروب المواجهة حتى تتحقق في النهاية).
شائعات وسياسة
وفي ما يتعلق بالإغلاق في ولاية النيل الأبيض والاستعانة بالعاملات في مراقبة الامتحان الموحد، فقد أكد مدير عام التعليم بالولاية مصطفى حسن موسى لـ (الانتباهة) سير الامتحانات بصورة طبيعية، نافياً ما أشيع حول الإغلاق او الاستعانة بكوادر أخرى في المراقبة، وقال: (كل هذه أكاذيب، والامتحانات قائمة والوضع مستقر في كل محليات الولاية، وكل الأساتذة مداومون، وهذه شائعات لإضعاف التعليم، وعندما نسمع بذلك نضحك فقط).
ووصف موسى مطالب اللجنة بأنها سياسية، وتابع قائلاً: (المسألة ليست مسألة حقوق، بل دخلت فيها السياسة، وتم توجيه العمل سياسياً، واصبحت المسألة استغلالاً وهذا شيء غير مقبول).
وصرح قائلاً: (اذا كانت المسألة تتعلق بالحقوق ففي الولاية تمت ترقية اكثر من (9) آلاف معلم في كل المراحل، وفي ظل الوضع الحالي لا يعقل ان يطالبوا بهذه المطالب، وليس لدينا إضراب ومدارسنا شغالة وامتحاناتنا تمت بصورة طيبة، وهناك ثلاث مدارس بكوستي تم تحريض الطلاب فيها ومنعهم من الدخول، اما بقية المحليات فتعمل بشكل مستقر بنسبة 99٪)، وختم حديثه قائلاً: (اي زول عايز مصلحة البلد ما بضرب).
إغلاق وإجازة
اما عن تقرير اللجنة حول الإغلاق الكامل بولاية البحر الأحمر فقد أوضح مدير عام التعليم بالولاية هاشم علي عيسى لـ (الانتباهة) اسباب إغلاق المدارس، وأضاف قائلاً: (قدمنا الإجازة الشتوية الى التاسع والعشرين من الشهر الجاري)، وصرح قائلاً: (ذبذبة في التعليم ما بتنفع واذا غاب استاذ واحد بسبب إزعاج). ومضى قائلاً: (ليست لدينا دعوى باللجنة ونعمل لمصلحة طلابنا، وامتحاناتنا قائمة وتقويمنا لن يتأثر، وستنعقد الامتحانات الابتدائية في مايو، وكذلك لن تتأثر امتحانات الشهادة الثانوية).
تعنت واستهتار
الى ذلك اكدت عضو لجنة المعلمين درية محمد في حديثها لـ (الانتباهة) الاستجابة الكبيرة للإغلاق في كل الولايات، مشيرة إلى دخول ولايات جديدة متمثلة في القضارف والنيل الأزرق وكسلا، لافتة إلى أن نسبة الاستجابة في الخرطوم كبيرة، وقالت: (في ظل الوضع الحالي وتوقف الدراسة وعدم وجود إجلاس لا يمكن أن تنعقد امتحانات، ولو جمعوا رسوم الامتحان الموحد حالياً يكون دا شغل جبايات وعايزين يوزعوها بينهم، وما شايلين هم للطالب) وتابعت قائلة: (اذا انعقدت امتحانات ستكون غير حقيقية ولن تؤدي غرضها)، ونفت ما أشيع بأن مطالبهم سياسية، لتضيف قائلة: (هذا الحديث غير صحيح، ومطالبنا موضوعية وواقعية، وعلى الدولة ان تتعامل معها بالصورة المطلوبة). وحذرت من انهيار العام الدراسي، واصفة المالية بالتعنت والاستهتار بشأن مطالب المعلمين. ومضت قائلة: (هناك تهديد للعام الدراسي بالكامل، ونحن مجبرون على اتخاذ هذه الخطوات، وتصعيدنا مستمر حتى تحقيق المطالب).
وصرحت قائلة: (حتى القرارات التي صادق عليها جبريل في عهد حكومة حمدوك تم إنكارها، وهذه مراوغة وتهميش يدلان على عدم جديته في الاستجابة للمطالب).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!