في نهايات القرن الماضي كانت شرطة مكافحة المخدرات من اكثر الادارات الشرطية تطوراً ايام المركبات (السوزوكي) و(اللاندروفر) وكان لديها من المعينات ما يمكنها من تحرير الخرطوم، وكانت كل تلك المعينات عبارة عن امداد من منظمات المجتمع الدولي وخاصة برنامج الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات ومقرها (فينا) والتي وقتها قدمت للسودان المعينات بناء على طلبه عبر اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والآن اين هذه اللجنة لم نعد نسمع لها ضجيجاً ولا نسمع حتى باسمها الا في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وبعد ان تحشد له الشرطة الاعلام والاعلاميين هذا الجسم الذي يفترض به ان يكون المنقذ لشرطة المخدرات والداعم لها اصبح عبارة عن مركز (للمسنين) لا فائدة ترجى منه والدولة اعتادت منذ العهود السابقة وحتى الآن على المجاملات وتعيين اولي القربى والاصدقاء فى المناصب الحساسة التي لا تحتمل .
يجب ان تفوق الدولة من سباتها العميق وان تنقذ هذه الاجيال من براثن المخدرات وان تتخلى عن المجاملات السخيفة وان تقوم فوراً باصدار قرار بتغيير اعضاء اللجنة القومية لمكافحة المخدرات باعضاء فاعلين قادرين على العمل ونشطين قادرين على جلب الدعم وتوفير فرص التدريب لمنسوبي مكافحة المخدرات بالتنسيق مع برنامج الامم المتحدة للتنمية .
كلكم يعلم تماماً ان منظمات العالم اجمع لن تقدم الدعم المطلوب للشرطة ولن توفر المعينات اللازمة لمكافحة المخدرات الا عبر لجنة وطنية قادرة على التواصل المستمر والفاعل مع تلك المنظمات واذرعها داخلياً وخارجياً واعتقد ان لجنتكم الحالية اصبحت (out of date) وعفا عليها الزمن وآن الأوان لاعفاء اعضائها عدا العناصر الفاعلة منهم امثال الدكتور الجمل، ان مسألة تغيير هذه اللجنة اصبحت حاجة ملحة فرضها الواقع الماثل أمامنا الآن ولا يحتاج لكل ذلك التحرج والاستحياء منكم يا رئيس مجلس السيادة لانها مسألة قرار صغير ووضع الاشخاص المناسبين في الامكنة المناسبة وان يشترط على الاعضاء الجدد قيداً زمنياً محدداً يتم فيه جرد حساب للوقوف على فاعليتهم وادائهم فان نجحوا في توفير الدعم اللازم فهو المطلوب وان فشلوا وكان اداؤهم بطيئا ورديئا تحال اللجنة وتشكل لجنة اخرى .
الضرورة الملحة التب فرضها الواقع الآن تتطلب التعامل السريع والفاعل وبذل اقصى الجهود لحل مشكلة المخدرات التي استفحلت واصبحت متوطنة في مجتمعنا ووسط شباب الغد وتقضي على اجيالنا ان لم تتحركوا سيدي رئيس مجلس السيادة البرهان وسيادة وزير الداخلية عنان فان الوقت يتسلل من بين ايديكم وستكونون حتماً قد ساهمتم في دمار الوطن، في النهاية الحكاية مامحتاجة قومة وقعدة محتاجة قرار بجرة قلم وتلاوة القرار على الملأ ومنح الصلاحيات وانتم أعلم بابناء الوطن الفاعلين فقط ابعدوا اللجنة عن السياسة واسلوب المجاملات الفاسد الذي لا يجدي نفعاً ، عليكم فقط ان تصدروا القرارات وتمنحوا اعضاء اللجنة الجدد قيداً زمنياً للانجاز ونحن في انتظاركم فالقصة اصبحت قصة يكون شعبنا او لا يكون ومسألة حياة شباب او موتهم جراء المخدرات فاما نلتمس جديتكم باتخاذ هذا القرار واما ان نلتمس تخاذلكم من خلال التراخي والتجاهل والله من وراء القصد.
