الرؤية نيوز

هاجر سليمان تكتب: معرض الخرطوم .. الجبل ولد فأراً

0

معرض الخرطوم الدولي هو احتفالية ضخمة وبادرة طيبة ومنشط حميد يسهم سنوياً في تغيير أمزجة الشعب السوداني فهو للامانة فرصة طيبة لكسر روتين الرتابة والملل الذي نشعر به ولكن للأمانة في هذا العام، تمخض الجبل فولد فأراً صغيراً ويا له من فأر ، فالمعرض هذا العام اكثر من متواضع مساحات كبيرة خالية وابرز مناشطه القهوة والشاي والاكل والشرب والايسكريم فقط ولا اقتصاد ولا استنثمار ولا اي فرص تسهم في النهوض بانسان السودان والخروج به من مستنقع التردي الاقتصادي وسوء الاحوال، بل وحتى اجنحة الاستثمار الدولي  كانت فارغة وعبارة عن كاونترات وكراسي واجانب ينظرون ببلاهة للقادمين ليس لديهم ولا حتى طبق حلوى يقدمونه فيا ترى هل انتقلت عدوى سوء الاوضاع الاقتصادية الى اجنحة البعثات الدبلوماسية والدول المشاركة؟ ام ان مشاركتها جاءت كسر رقبة ؟ .
في اعتقادي الشخصي ان معرض الخرطوم الدولي يعتبر فرصة طيبة لملء جيوب اشخاص محددين دون ان نوجه التهم لاحد وفي اعتقادي الخاص انه ليس سوى مأكلة لجهات بعينها ، وبحسب معلوماتي فان مساحة (75) متراً تم ايجارها بمبلغ ثلاثة ملايين لصالح ولاية واحدة فقط وهذا طبعا في جناح الولايات فقط فما بالك ان هنالك ست عشرة ولاية مشاركة ونحو اكثر من اربعمائة شركة شاركت في المعرض وهذا غير اصحاب الصناعات الصغيرة والبازارات والمشاركين الفرادى والباعة الفريشة وبائعي الاناتيك فكم المبلغ الذي تم جمعه خلال هذه الفعالية ؟؟
هنالك الكثير من الاسئلة تدور برأسي وبالطبع هنالك رسوم اخرى غير رسوم ايجار الارضيات تم فرضها مثل رسوم الخدمات المتمثلة في الكهرباء والماء علماً بان المعرض ليس فيه اي خدمات ولا يقدم ادنى خدمات بل حتى دورات المياه تفتقر للتعامل الصحي ، حقيقي فشل المنظمون في اعداد المعرض وفشل المقدمون في تقديم سلع جاذبة وعروض استثمارية جيدة واكاد اجزم انه ولا اي جهة ستستفيد من هذا المعرض سوى الباحثين عن فرص لتغيير الاجواء وكسر الروتين والخروج من المنازل للتعرف على تجمعات بشرية مختلفة ومتنوعة .
في السابق كان معرض الخرطوم الدولي عبارة عن ظاهرة كونية كانت ساحاته تضج بعشرات الفرق الفنية الشعبية والفنانين والراقصين والنقارة والبالمبو وكان المعرض يكتظ بالسلع والبضائع والمنتجات الحديثة والاشياء المبتكرة والمبتدعة والتي لاتجد مثلها الا في معرض الخرطوم الذي كان يمثل ظاهرة ينتظرها الشعب في كل عام ولكن منذ ثلاثة اعوام وحتى الآن اصبح المعرض فارغاً تماماً من كل المحتويات ، وفي اعتقادي ان هذا المعرض قد انتهى وعلى كل المشاركين ان يتنافسوا على الاعداد الجيد للدورات القادمة وفى رأيي الشخصى الدورة اربعين رسبت رسوبا كبيرا وعلينا ان نعترف بذلك الرسوب والفشل وان ننتقل للتنبيه المبكر لمعرض الكتاب ليكون ظاهرة اضخم واكبر واكثر جذباً .
الطريف اننا وصلنا مرحلة من الملل اننا اصبحنا ندلف لتناول الاطعمة بالمطعم المجاور للمعرض دون ان نلقي نظرة عليه او حتى نفكر في زيارته والسبب هو انه معرض متواضع خال من المضامين والابتكار والافكار الجذابة وتنعدم فيه اقل وسائل الترفيه اللهم الا من (البعوض) الذي اقام حفلاً مرتباً في البركة الضخمة التي امتلأت ببقايا مياه الامطار او ربما مياه صرف صحي لا ندري ولكن مياهها التي اخضرت من الطحالب اسهمت في توالد البعوض ولم تكلف ادارة المعرض نفسها عناء رشه وتجفيف البركة واعادة ملئها بماء نظيف .
ياهو ده السودان قمة المتعة والبعوض يمتص دماءنا ونتناول الوجبات على ضفاف بحر الصرف الصحي الخالد وفوق كل هذا قمة الرضاء والانبساط والله عالم عجيب عشان كدة الحكومات لاعبة بيكم ركلات ترجيح

المصدر:الانتباهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!