الرؤية نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: الكتلة الديمقراطية أو حملة حقائب حميدتي

0

عندما تم توقيع اتفاق سلام جوبا بين الحكومة وبعض الحركات المسلحة، كنا نعتقد ان يحدث هذا السلام النماء وان يجلب الخير للبلاد وان تشهد دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان على وجه الخصوص شيئاً من الاستقرار والنمو، لكننا لم نشهد إلا المزيد من الحروب والصراعات والنزف، فقد اشعل قادة الحركات الموقعة على السلام وهم في السلطة جمر الفتنة واذكوا نار النزاعات القبلية ، ليتحولوا الى (حملة حقائب) للنائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو ، وكان اولئك القادة قد ظهروا في اكثر من مرة وهم يحملون (حقائب) حميدتي وهو يتوجه الى المنصة لمخاطبات الجماهير في زياراته المختلفة التى يقوم بها في انحاء السودان.
(2)
       الشيء الوحيد الذي نجحت فيه الحركات الموقعة على اتفاقية سلام جوبا هو انها نجحت في نقل الحرب من الهامش الى المركز ومن الغابة الى العاصمة القومية، دون ان يكون هنالك سلام في المناطق الهامشية التى وقعوا السلام من اجلها.
       كنا نبحث عن الاستقرار والسلام في مناطق محددة في السودان ، اثناء الحرب ، اصبحنا نبحث عن الاستقرار والسلام بعد السلام في كل انحاء السودان بما في ذلك الخرطوم نفسها.
       قد يكون هذا هو الشيء الذي خططت له الحركات المسلحة ان تجعل السودان كله منطقة صراع وان يفقد الوطن الآمن والاستقرار في كل ربوع البلاد، وهذه نظرة مازالت قيادات الحركات المسلحة تعمل بها وهي جزء اساسي في السلطة.
       اوضح دليل على ذلك ان هذه الحركات مازالت تحمل السلاح ، فلا هي انضمت للقوات المسلحة ولا هي خرجت من العاصمة القومية والمدن الكبرى التى مازالت تشهر فيها سلاحها وهي موقعة على اتفاقية للسلام.
       على أي شيء يتم صرف مرتبات لجيوش هذه الحركات وهم بلا مهام وبدون مهمات ولم ينضموا بعد للقوات المسلحة.
       يجب ان توقف كل مخصصاتهم الى ان يتم دمجهم في القوات المسلحة.
       اذا كان هنالك تجار للحرب ، هنالك ايضاً تجار للسلام ، وتجار السلام اكثر ابتزازاً ودسائس من تجار الحرب ، لأن تجار الحرب يمارسون تجارتهم على استحياء وفي الخفاء اما تجار السلام فهم يمارسون تجارتهم في الهواء الطلق ولا يشعرون بالخجل ولا يعرفونه.
(3)
       الحركات المسلحة في السلطة الآن يرفضون كل اتفاقية او خطوة تحقق الاستقرار والسلام. من مصلحتهم ان يبقى الوضع على ما هو عليه الآن حتى يترك لهم الحبل على الغارب ويفعلون ما يشاءون في ثروات البلاد وخيراتها.        لقد اصبح قادة الحركات المسلحة الموقعة لاتفاقية سلام جوبا المعيق الاول والأساسي لكل ما يدعو للشمل والاتفاق ، وأظنهم بذلك يحققون  ما عجز عنه الفلول بعد سقوط نظامهم. هم يقومون بالإنابة او الوكالة عنهم في احلامهم بإشاعة الفوضى والتفلتات.
(4)
       بغم
       اذا حدثت فوضى في هذه البلاد فان اول ضحايا هذه الفوضى سوف يكون الفلول وأنصار النظام البائد. هم اكثر الخاسرين من ذلك ، فلا تقودوا البلاد الى التهلكة وانتم تقفون في حافتها.
       وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

المصدر: الانتباهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!