الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: أدخلوا مصر!!

0

عند الوصول الى مطار القاهرة يقرأ العابرون لبوابة المطار وهم يهمون بدخول الاراضي المصرية عبارة (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين).. وهي الآية القرآنية المعروفة؛ ومصر منذ تأريخها القديم عرف عنها السعة في الرزق؛ والاحسان في استقبال الضيوف؛ وقد صارت كذلك حتى في تأريخها الحديث وحتى اليوم؛ حيث تعتبر الأرض المصرية قبلة للسياح والزوار والقادمين من كل صوب؛ اما لراحة أوعلم او سياحة.. وفي العرف السوداني تعتبر مصر -الدولة الشقيقة- هي الأكبر في فتح ذراعيها لاستقبال السودانيين؛ والجالية السودانية هي الأعظم في أرض الكنانة؛ وذلك يرجع لما لأهل السودان من وشائج وروابط عظيمةمعها؛ ولما يجدونه كذلك من معاملة من مصر (الرسمية والشعبية)؛ حتى السياسيين السودانيين وجدوا فيها قديما وحديثا خير (ملتجأ) وأعظم (جوار)؛ والشواهد في ذلك كثيرة ليس المقام مقام تعدادها.
المبادرة المصرية برزت الى سطح الأحداث السياسية في السودان؛ ومن المتوقع أن تكون جلساتها المعلنة من قبل القيادة المصرية قد بدت هذا الصباح؛ وقد توجهت بالفعل الى القاهرة الوفود السياسية السودانية المشاركة منذ الأمس.. اقول لا زالت (المبادرة) مثار جدل الأوساط السياسية السودانية؛ حيث اعتبرتها جماعة (الحرية والتغيير/ المجلس المركزي) إنها جاءت لتصبح عقبة أمام (الاطاري)؛ بينما تنظر اليها بقية القوى السودانية على أنها آخر محاولة للم شمل السودانيين الذي تفرق أيدي سبأ؛ بين الجدل السياسي العقيم والخلافات (الفاجرة) في الخصومة؛ جاءت المبادرة المصرية لتشكل (ملتقى وسطي) يجمع هؤلاء الفرقاء الى مائدة واحدة؛ من غير أن تفرض القيادة المصرية على المجتمعين أي أجندة؛ فهي منذ البداية اسمتها (حوار سوداني سوداني).
لكن اللافت للنظر أن مجموعة (مركزي التغيير) أصرت على رفض الدعوة المصرية؛ وأصبحت هي الوحيدة التي تجلس في (مقعد الرفض) .. وليتها اعتذرت عن المشاركة بشكل أفضل من مفردة (الرفض)؛ لأن ايحاء الكلمة يعني أنهم لن يقبلوا مجرد النقاش في الأمر؛ والناظر لمجمل تصريحات (مركزي التغيير) يجدها تضعهم في خانة (المتخوفين) من الدعوة المصرية؛ بأنها ستسحب البساط من تحت أرجل (الاطاري).. وكانوا هم في غنى عن هذه الخطوة؛ اذا لم يتعنتوا في (فتح الاتفاق)؛ لأن الاصرار على (اغلاقه) بالطريقة التي نادوا بها وأن أطرافه محددة مسبقا؛ هو الذي قاد الى المبادرة المصرية.. ومثلما ان الاطاري جاء بسند الثلاثية والرباعية؛ أيضا جاءت الدعوة المصرية بسند دولي بدأ واضحا في الهتمام الأمريكي.
أيا كانت مخرجات القاهرة أوتوصياتها او اعلانها؛ سمه ما شئت بالتأكيد سيكون لذلك أثره على مجريات الساحة السياسية السودانية؛ خاصة اذا نظر الرائي المتأمل لحجم ونوعية المشاركين في لقاءات القاهرة ؛ فالمجموعات المشاركة من حيث العدد هي مجموعات مؤثرة ومن حيث النوع كذلك.
الكتلة الديمقراطية المشاركة اليوم في لقاء القاهرة هي كتلة مؤثرة؛ وذات تأثير كبير على المشهد؛ وهي تضم الحزب الاتحادي الديمقراطي بكل ثقله التأريخي وتضم كذلك أكبر حركتين موقعتين على اتفاق جوبا؛ وهما العدل والمساواة وحركة تحرير السودان؛ طبعا نقول هذا الكلام دون أن نشير للمجموعات الأخرى التي ذهبت للقاهرة.. نكتفي فقط بالكتلة الديمقراطية؛ وننتظر مع المنتظرين مخرجات اللقاءات.

المصدر: الانتباهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!