أزمة السودان.. ماذا وراء استمرار المعارك في ظل مفاوضات بين طرفي الصراع؟
تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أكثر من موقع بالعاصمة السودانية الخرطوم والمناطق المجاورة.
وتستمر المعارك رغم بدء طرفي الصراع محادثات في جدة بوساطة من السعودية والولايات المتحدة قبل ما يزيد على أسبوع، والتي أثمرت عن إعلان مبادئ ينص على تسهيل وصول المساعدات وحماية المدنيين، لكن آليات إنشاء ممرات إنسانية والموافقة على وقف إطلاق النار لا تزال قيد المناقشة.
البحث عن إنجازات
ويرى أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أسامة عيدروس، في حديث إلى “العربي” أن “مفاوضات جدة متربطة بشكل كبير بما يحدث في ميدان المعركة”، حيث دخلت المعارك شهرها الثاني، في وقت يسعى الطرفان إلى تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض عبر السيطرة على مواقع حساسة ومفصلية.
ومن بين تلك المواقع المهمة، جسر الحفايا الرابط بين الخرطوم البحري وأم درمان، كذلك منطقة شرق النيل التي شهدت اشتباكات عنيفة.
وكان قد سمع في سماء العاصمة أصوات تحليق طائرات حربية، تابعة للجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، حيث أكد سكان العاصمة أن الضربات الجوية تصاعدت جنوبي النيل وشرقه وشمال مدينة بحري، كما احتدم القتال في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
إستراتيجية “الدعم السريع”
ويوضح عيدروس أنه منذ بداية الصراع، قام الجيش بضرب كل معسكرات الدعم السريع الثابتة في ولاية الخرطوم الممتدة على مساحة 23 ألف كلم مربع، الأمر الذي أدى لانتشار تلك القوات بشكل واسع بعدها في الولاية، لتسيطر على مرافق حيوية، بالإضافة لأحياء المدن الثلاث الأساسية في الولاية، لتحمي نفسها بتواجدها بين السكان، ما يعطل القوات الجوية للجيش.
ولطالما أعلن الطرفان في السابق موافقتهما على العديد من فترات وقف إطلاق النار لكن القتال لم يتوقف في أي منها.
ويخلص عيدروس إلى أنه وبعد انتشار قوات الدعم في الأحياء، تسبب ذلك بتشتتها فيما تمسك الجيش بقواعده الثابتة دون اللحاق بها الأمر الذي مكنه من السيطرة على الجسور الرئيسية التي تربط الولاية ببعضها بعض، وانعكس ذلك توقفًا للقتال لبرهة قبل أن يستأنف لاحقًا، حيث غيرت قوات الدعم من استراتيجيتها عبر محاولتها تحقيق إنجاز عسكري واضح، يعزز مكانها في المفاوضات.