محمد أمين المصرى يكتب الحلول الإفريقية لأزمة السودان
لم تكن أزمات السودان لتقبل أى صعاب جديدة فى الوقت الراهن بعد نحو 4 أشهر من الحرب المستعرة بين قوات الجيش والدعم السريع، لتأتى السيول وتدمر 4 آلاف منزل فى شمال البلاد، ليصبح ساكنوها نازحين جددا ويضافون إلى 4 ملايين شخص اضطرتهم الحرب إلى مغادرة بلداتهم وقراهم ومنازلهم ليعيشوا لاجئين ونازحين خارج السودان..وبخلاف أزمة اللاجئين والنازحين، تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة، إلى أن أكثر من 20 مليون شخص يمثلون 42% من الشعب السودانى يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد، والوضع حرج بلا شك مع ما يقرب من 6 ملايين شخص فى مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد، وأن الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وشرق وجنوب وغرب دارفور هى الولايات الأكثر تضررا بسبب تمركز الحرب فيها.
الصورة فى السودان تبدو قاتمة بشكل مأساوي، فالحل السياسى بعيد المنال بعد أكثر من جولة مفاوضات ووساطات دولية وإقليمية.. هذه الصورة القاتمة رسمها وزير الخارجية سامح شكرى خلال استعراضه الأوضاع بالسودان خلال الاجتماع الأول للآلية الوزارية لدول جوار السودان الذى استضافته العاصمة التشادية نجامينا الأسبوع الماضي..ربما من كلمات شكرى نستخلص انسداد الأفق السياسي: «لا توجد أى ملامح لعملية جديدة..ضبابية تامة فى مسار العملية السياسية». ثم يخرج شكرى بدعوة تعبر عن حقيقة الوضع المأساوي: «على السودانيين التحلى بالمسئولية والتكاتف مع دول الجوار لتعود الحياة إلى طبيعتها».
لم يكن أمام هذا الاجتماع أى مخرج للأزمة سوى استمرار الاتصالات بالأطراف السودانية، ولكن هذه الاتصالات لم تؤت ثمارها فى وقف الأعمال العسكرية، وفقا لكلام وزير الخارجية. الأزمة السودانية تشتد وتستعر فى وقت يتشدد فيه كل طرف ويتمسك بموقفه ويُحمل الطرف الآخر مسئولية استمرار القتال، فى حين لم يفلح أى طرف فى تحقيق نصر حاسم يعيد الهدوء إلى السودان.
والتساؤل: هل ينجح الأفارقة بحكم التاريخ والجوار، فى تحريك الجمود السياسى بالسودان وتغيير الصورة القاتمة ليكون هناك حل فى الأفق يُنهى عذابات السودانيين اليومية؟..الأمل موصول فى التوصل إلى حلول سياسية إفريقية، ما دامت القيادات تجتهد لإنهاء أسوأ أزمة إفريقية حاليا.
جريدة الاهرام المصرية