أزمة إنسانية متفاقمة.. أرقام توثق أبرز ما خلفه النزاع الدائر بالسودان
لا تتوقف الحرب في السودان ومعها تداعياتها على البشر والحجر. في الميدان اشتباكات أودت بحياة الآلاف، وإلى خارجه فرّ ملايين السودانيين – داخل الحدود وإلى ما بعدها – وسط أزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
اندلع النزاع في البلاد منتصف أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولم تفلح مساعي التهدئة في إنهائه.
والطرفان لا يتبادلان فقط اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال، بل أيضًا عن ارتكاب انتهاكات خلال هدنات متتالية تم الإعلان عنها.
قُتل جراء النزاع الدائر في السودان نحو 3900 شخص على الأقل في مناطق الاشتباكات، على غرار الخرطوم وإقليم دارفور وبعض المناطق الجنوبية.
كما سُجل نزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى جاراته تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى. وبات 14 مليون طفل في السودان بحاجة إلى دعم إنساني.
وسجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من 300 وفاة بين 15 مايو/ أيار و17 يوليو/ تموز بسبب مرض الحصبة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، نظرًا لمحدودية التمويل الإنساني وصعوبة الوصول.
هذا وزاد العدد التقديري للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد في السودان بوتيرة أسرع من المتوقع إلى 20.3 ملايين، أو ما يعادل 42 بالمئة من السكان، حسبما جاء في “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، وهو عبارة عن شراكة بين وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وجماعات أخرى.
إلى ذلك، أخرج النزاع 80% من المراكز الصحية والمستشفيات في أنحاء البلاد عن الخدمة، وتوقفت عن العمل 80% من المصانع الحكومية في العاصمة الخرطوم.
وعلى الصعيد التربوي، تشير الأمم المتحدة إلى أن 89 مدرسة على الأقل في سبع ولايات تُستخدم ملاجئ للنازحين مما يثير مخاوف من عدم تمكن الكثير من الأطفال من دخول المدارس في العام الدراسي الجديد ليتركهم ذلك عرضة لعمالة الأطفال وسوء المعاملة.
وتلفت إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ارتفع حاليًا إلى تسعة ملايين من 6.9 مليون، ونزح أكثر من مليون طفل في سن الدراسة وأغلقت 10400 مدرسة على الأقل منذ بدء القتال.