الرؤية نيوز

جريدة لندنية : هل تنجح مفاوضات جدة هذه المرة في وضع حد للصراع في السودان ؟ موازين القوى تجبر الجيش على التفاوض دون شروط مسبقة

0

هل تنجح مفاوضات جدة هذه المرة في وضع حد للصراع في السودان
موازين القوى تجبر الجيش على التفاوض دون شروط مسبقة

أمام فرصة ثمينة لتحقيق السلام
يأمل السودانيون في أن تكون الجولة المنتظرة للمفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع على خلاف سابقاتها، لاسيما وأن كل الظروف تبدو مهيأة لتحقيق اختراق سياسي، مع استعصاء فرص الحسم العسكري، وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية.

الخرطوم- أثار قرار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باستئناف المفاوضات في جدة ارتياحا كبيرا في صفوف المدنيين والقوى السياسية التي أعربت عن أملها في أن تسفر الجولة المنتظرة عن اختراق في جدار الأزمة المستمرة منذ ستة أشهر.

وأعلن الجيش السوداني في بيان الأربعاء قبوله الذهاب إلى جدة “استجابة لدعوة من دولتي الوساطة، وإيمانا من القوات المسلحة بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب”.

وأكدت قوات الدعم السريع بدورها أنها أرسلت وفدا إلى السعودية للتفاوض بناء على دعوة من المملكة والولايات المتحدة.

ويرجح مراقبون أن تنطلق الجولة الجديدة من المفاوضات الخميس، مشيرين إلى أن هناك فرصة كبيرة لحصول تقدم، لاسيما مع استشعار الجيش السوداني الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان صعوبة تحقيق أي نصر عسكري، مع تقدم قوات الدعم السريع في أكثر من جبهة.

ويوضح المراقبون أن ميزان القوى داخل المؤسسة العسكرية يرجح الذهاب إلى مفاوضات دون شروط مسبقة.

وأعرب المحلل السياسي السوداني عادل سيد أحمد عن اعتقاده بإمكانية حدوث اختراق سياسي ما كان يخطر على بال أحد في جولة المفاوضات بين وفدي الجيش والدعم السريع، على عكس كل الجولات السابقة التي استضافها منبر جدة، وتوقفت بسبب تباعد الرؤى بين الجانبين، وشعور كل طرف بقدرته على تحقيق النصر وفرض رؤيته.

وقال سيد أحمد في تصريحات لـ”العرب” إن الطرفين شعرا بأن المعارك تحولت إلى حرب استنزاف لن يكون فيها منتصر، وبالتالي لن تحقق أهدافها لدى كل فريق، كما أن الخسائر في صفوف المدنيين أصبحت كبيرة وتمثل عبئا ماديا ومعنويا عليهما، وهناك اتهامات متعددة حمّلت كليهما مسؤولية تزايد الخسائر في الأرواح.

◙ القادة المدنيون الذين يعقدون اجتماعات تنظيمية في أديس أبابا هذا الأسبوع لتشكيل جبهة لن يشاركوا لكنهم قد يلتحقون بطاولة المفاوضات

وأضاف أن العنصر الحاسم في العودة إلى المفاوضات والحوار معا هو وجود تحركات دولية مختلفة، أبرزها ما يتعلق بالعقوبات الأميركية وإجادة واشنطن توظيف سياسة العصا والجزرة هذه المرة، علاوة على تلويح مجلس الأمن الدولي بأن عدم توقف الحرب بالتفاوض يفتح الطريق لخيارات أخرى قاسية، في إشارة إلى عدم استبعاد اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أي التدخل عسكريا لوقف الحرب.

وذكر سيد أحمد أن الضغوط الإقليمية لعبت دورا مهما أيضا في حث الطرفين على العودة إلى المحادثات ومحاولة التفاهم لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن، خاصة تلك التي جاءت من جانب مصر والسعودية والإمارات، والتي لعبت دورا مهما في إقناع الطرفين بالذهاب إلى منبر جدة مرة أخرى، لاسيما الجيش، حيث كانت بعض القيادات العسكرية تعرقل العودة.

ولم يخل بيان الجيش السوداني من مضامين تصعيدية من قبيل أن “استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية”، وأن “القضاء على المتمردين ودحرهم هو هدف الشعب السوداني والقوات المسلحة السودانية لوضع البلاد في مسارها الصحيح”.

ويرى متابعون أن المواقف لا تعدو كونها محاولة تسويق لموافقة الجيش على العودة إلى طاولة المفاوضات التي غادرها في يوليو الماضي على أنها لا تأتي من موقف ضعف، وهو خلاف الواقع حيث أن قيادات الجيش باتت على قناعة بأن القوات العسكرية لا تملك عمليا القدرة على قلب موازين القوى على الأرض، وبالتالي فإن استمرار الحرب هو بمثابة انتحار.

وسينضم الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى المحادثات في جدة التي ستركز أولا على القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة من أجل إرساء أساس للحل عن طريق التفاوض.

عادل سيد أحمد: المعارك تحولت إلى حرب استنزاف لن يكون فيها منتصر
ولن يشارك القادة المدنيون الذين يعقدون اجتماعات تنظيمية في أديس أبابا هذا الأسبوع لتشكيل جبهة، لكنهم قد يلتحقون بطاولة المفاوضات.

وأبدى عادل خلف الله المتحدث باسم حزب البعث الاشتراكي تفاؤلا حيال إمكانية تحقيق تقدم خلال مفاوضات جدة، مؤكداً أن فرص التقدم أفضل من الجولات السابقة.

وقال خلف الله لراديو “دبنقا” المحلي إن استئناف المفاوضات يأتي بعد تبدد الحسم العسكري النهائي الذي يمكن أن يقود إلى ترجيح ميزان القوى لأي طرف مع تزايد معاناة المواطنين والتدهور الشامل في جميع مناحي الحياة.

وألقى خلف الله باللائمة على القوى المحرضة على استمرار الحرب ممثلة في تنظيمات النظام السابق الأمنية والإعلامية وفلول المؤتمر الوطني المحلول.

وأعرب حزب الأمة القومي عن ارتياحه للعودة إلى طاولة المفاوضات في منبر جدة. وأكد الحزب في بيان أهمية الخطوة، ودعمه الكامل للمنبر للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة، وشدد على ضرورة أن تعمل كل الأطراف على إنجاح جولة التفاوض الحالية وصولاً إلى اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وتسهيل كافة الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات للمواطنين المتضررين في مناطق النزاع والنزوح.

ورحبت حركة العدل والمساواة ( قيادة سليمان صندل) برغبة طرفي النزاع في السودان بالعودة إلى منبر جدة واستئناف التفاوض، مؤكدة دعمها للخطوة التي من شأنها وقف الحرب ووضع حد لمعاناة المواطنين.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن الآلاف من القتلى والجرحى ونزوح الملايين من السودانيين.

ويتهم فلول النظام السابق بالوقوف خلف اندلاعها من خلال تحريض قيادة الجيش على أمل قطع الطريق على تسلم المدنيين للسلطة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!