الزين كندوة يكتب..مباحثات جدة ورهان الفرصة الأخيرة
بقلم : الزين كندوة
_ مما لا يدعو مجالا للشك بأن هناك مصير مشترك مابين الشعب السعودي والشعب السوداني ،وكثير جدا من المصالح الاقتصادية والإنتاجية والاستراتيجية التي تربط بين الأشقاء في البلدين ، فضلا عن التواصل الروحي والقدسي الدائم .
هذا بالإضافة لأهمية الأدوار السياسية المتعاظمة للبلدين في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، لذلك ولكل ماذكر ، وفي إطار الميلاد الجديد الذي يشهده كل العالم الآن ،أعتقد بأن المملكة العربية السعودية تواجه تحدي كبير جدا في ضرورة إنجاح التفاوض الذي تستضيفه في بلدها (جدة) بين الفرقاء السودانيين ، حتي لا تفقد جناح من أجنحتها المهمة .
_ وفي تقديري إن التفاوض الذي تجري فعاليته الآن بكل سرية ، لابد من النجاح له وبإي ثمن ، بإشراك كل السودانيين في نقاطه المصيرية ، وأهمية نجاحه تكمن في ضرورة المحافظة علي عظم الدولة السودانية إبتداءا ، لانه ولإي سبب من الأسباب إذا إنهار هذا التفاوض فإننا لانجد دولة ، بل سنبكي علي الأطلال ، وسيدخل الجميع مباشرة في تنفيذ خطط تقسيم السودان وفق الخارطة المرسومه للشرق الأوسط والقرن الأفريقي القاضية بتقسيم السودان الي أربعة دويلات فاشلة ،ويتمد التقسيم لدولة مصر العربية ايضا ،ولكل دول المنطقة بالمحيط العربي والأفريقي..
لذلك من المتوقع أن تعلب المملكة العربية السعودية دور إيجابي كبير في تقريب وجهات النظر بين السادة السودانيين، وهذا هو مطلب كل الشعب السوداني الذي أصبح (يعول) كثيرا علي المملكة في المساهمة الفاعلة في الحل الجذري وبكل حياد ، لأن الشعب السوداني يعتقد بأن هناك دور كبير في كل المنطقة الأفريقية والعربية يجب علي المملكة العربية السعودية أن تقوم به فورا ، لخلق توازن قوة عسكرية واقتصادية ضاربة ،في ظل المتغيرات والتحالفات السياسية والاقتصادية العالمية ( حرب أوكرانيا روسيا ، حرب إسرائيل غزة التي حشد لها الاتحاد الأوربي إمكانيات عسكرية ضاربة لتظل باقية في الشرق الاوسط تمهيدا لتنفيذ الخطط المستقبلية حسب رغبة إسرائيل ، والتقارب الايراني الأمريكي لهزيمة الإقتصاد الروسي الصيني وتفكيك تحالفهما ….الخ)
لذلك في سياق هذه المتغيرات يجب أن ينتج حلف إستراتيجي افريقي وعربي تقوده السعودية لتضمن مصالح الشعوب ، وتحميها من ترسانة الغرب والإمريالية الطاغيه..
_ عموما الفرصة كبيرة أمام السودانيين للتوصل لإتفاق لأن كل السودانيين قالوا( لا لا وألف لا للحرب ) وقالوا هذه الحرب العبثية لابد من أن تتوقف، ولابد من وصول المساعدات الإنسانية لكل السودانيين ، ويتم إيقاف دائم لإطلاق النار فورا ،ويتم التوقيع علي الإتفاق الأمني بدمج قوات الدعم السريع في الجيش لبناء جيش مهني واحد ، ويجب الاتفاق علي كل ما يصلح البلاد والعباد ، وإني أقول صراحة منبر جدة الآن يمثل فرصة البقاء الوحيدة والاخيرة للسودانيين ، ويجب أن يتفقوا ويحافظوا علي ما تبقي من إمكانيات في الدولة ، وإذا لم يتفقوا فانهم لم يجدوا مؤسسات دولة ، ولا وطن اسمه السودان حتي يتصارعوا عليه ، لذلك يجب علي الأشقاء السعوديين أن يقبلوا التحدي الكبير ، ويبقوا علي السودان موحدا بإنجاح التفاوض بمنبر جدة ، وأكيد سيكون ذلك مدخلا فاعلا لتعلب السعودية دور الريادة في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ، وتكوين الحلف الجديد القائم علي تبادل المنافع بين الشعوب …