“تنسيقيات مقاومة بالخرطوم” تحذر من خطر انقسام السودان
حذرت تنسيقيات للجان مقاومة في ولاية الخرطوم من خطر انفصال إقليم دارفور وتقسيم الدولة السودانية.
وقالت التنسيقيات في بيان مشترك مساء الجمعة اطلع عليه “الترا سودان” – قالت إن الوضع الحالي ليس سوى “شرارة وتمهيد جريء لوضع مقترح انفصال إقليم دارفور على مائدة الحوار وتقديمه كحل لوقف الحرب” في سيناريو قالت إنه “شبيه بتجربة انفصال الجنوب”. وأوضحت أن الهدف هو تقسيم الدولة السودانية إلى دويلات صغيرة. “يروج لهذا الخيار بعض قادة النظام البائد وبعض القوى الإقليمية والدولية” – أردف بيان التنسيقيات.
حذرت تنسيقيات للجان مقاومة في الخرطوم من تكرار “تجربة انفصال الجنوب” بوضع مقترح انفصال دارفور كحل لوقف الحرب في السودان
ولفت بيان التنسيقيات إلى أن تسارع الأحداث وتطورها بهذا الشكل “ليس بجديد في تاريخ السودان الحديث”، مشيرًا إلى ما شهدته البلاد من “تأجيج الاقتتال والصراعات القبلية في تجربة الحرب الأهلية البغيضة في جنوب السودان”.
وشدّد البيان الذي وقعت عليه ست تنسيقيات في ولاية الخرطوم (لجان أحياء بحري، ومركزية لجان المقاومة والتغيير دار السلام أمبدة، ولجان أحياء أمبدة، وتنسيقية لجان مقاومة أم درمان القديمة، وتنسيقية شرق النيل جنوب، وتجمع لجان أحياء الحاج يوسف) على أن “واجب الساعة هو حماية البلاد من خطر الانقسام”. ودعا البيان ما أسماها “القوى المدنية الديموقراطية الوطنية” إلى توحيد موقفها وصفها وتدارك الموقف والتصدي لمسؤوليتها تجاه شعبها ووحدة بلادها والعمل داخليًا وخارجيًا لوقف الحرب واستعادة مسار الانتقال وإدارة الأزمة السودانية بطريقة تُجنب البلاد خطر التفتيت والانفصال، لافتًا إلى أن الانفصال سيكون “بداية لأزمات جديدة وليس نهاية لها”.
ولفت البيان إلى أن دارفور تعيش –منذ عقدين– “كارثة إنسانية تعد الأكبر بعد الحرب الأهلية في جنوب السودان”. وتشهد جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل واغتصابات وجرائم متنوعة بمعدلات أعادت إلى الأذهان ما جرى في الأعوام الأولى من الحرب والإبادة الجماعية في دارفور في 2003 – 2004 – طبقًا للبيان.
وأضاف البيان: “لا جديد في دارفور اليوم سوى اعتصار الآلام التي تأتي نتيجة الجرائم والفظائع الكبرى التي ترتكبها مليشيات الجنجويد في حق مواطنيها”، لافتًا إلى أن “المليشيا تتفنن في شتى أنواع الانتهاكات والممارسات الوحشية غير المسبوقة واللاإنسانية من القتل والتهجير القسري للمواطنين في المدن وحتى معسكرات النازحين واللاجئين”، بالإضافة إلى “نهب الممتلكات وإهانة الكرامة الإنسانية والتعذيب والاحتجاز والحرمان المتعمد من المياه والغذاء والرعاية الصحية”.
وأشار البيان إلى معاناة ملايين المدنيين في مدن: نيالا والجنينة والفاشر وطويلة ومناطق دارفور المختلفة لا سيما المواطنين في معسكرات النازحين، قائلًا إنهم يكابدون “ظروفًا إنسانيةً بالغة التعقيد وكارثة إنسانية كبيرة”، يواجه فيها المواطنون شبح المستقبل المجهول والإبادة المستمرة أمام أعين المجتمع الإقليمي والدولي – حسب تعبير البيان.
وأدانت الخارجية السودانية أمس مواصلة الدعم السريع في ارتكاب “الفظائع وجرائم الحرب والتطهير العرقي” في ولايات غرب دارفور ووسط دارفور وشمال كردفان وفي المناطق السكنية الآمنة في أم درمان الكبرى بولاية الخرطوم رغم تعهداتها في منبر جدة. وطالبت المنظمات الدولية بإعلان موقفها من ممارسات الدعم السريع، وقالت إن عدم تحديد موقف من هذه الممارسات يعد تأييدًا لها.