محمد ابوزيد كروم: هذا ما حدث في مدني .. وهذا ما سيحدث!!
لا شك أن مدينة ود مدني عصية على المرتزقة والجنجويد، ولن يدخلوها حتى يلج الجمل من سم الخياط..
– ما حدث أمس واليوم على تخوم مدني الشرقية من جهة كبري حنتوب هي محاولات انتحارية مزعجة أقدمت عليها المليشيا في حالة من حالات اليأس التي أصابت قيادتها، قادت هذه التحركات مجموعة من قيادات المليشيا القبلية يعينهم في ذلك الحرامي ابوعاقلة كيكل والمجرم البيشي (لزوم التصوير) إذا نجحوا في دخول مدني العصية!!
– مدني سليمة كما هي وكما يجب لم يطأ أرضها الآبية الحرامية والقتلة .. أما الكر والفر الذي حدث صباح اليوم فهو نتيجة لسكب المياه في جحور الطوابير والمتعاونين الموجودين داخل المدينة لثمانية أشهر ينتظرون لحظة الصفر..
كانت الأجهزة الأمنية ترصد الكثيرين منهم في صمت قبل الهجوم الأخير على مدني .. فإستعجل بعضهم الإعلان عن نفسه ظنا منه أن الأمر قد إنتهى!.. اتخذت السلطات الأمنية أثناء ذلك قرارها بالقبض عليهم و(بلهم) وقد كان .. ما حدث داخل مدني فقط هي مواجهة بين الأجهزة الأمنية والمتعاونين وتم القبض على غالبيتهم وبعضهم خرج إلى أماكن أخرى خوفا من وقوعه في أيدي السلطات.. وهذا لا يعفي الأجهزة الأمنية من الحذر والانتباه لاحقاً..
– ما حدث اليوم مزعج ومقلق وفيه تقصير كبير أن تسمح بوصول الفوضى إلى تخوم المدينة المهمة في هذه الحرب والتي نزح إليها المواطنين والتجار والمرضى.. لقد حققت المليشيا حالة من الازعاج الضار وهو عين ما سعت إليه لتجبر السلطات والشعب على قبول تسوية تبقي على المليشيا المجرمة في خارطة الحياة السياسية والعسكرية في السودان!!
– وبمثلما خلقت المليشيا حالة من الإزعاج الخفيف.. إلا أنها قد دمرت مجموعة كبيرة جداً من قواتها وعتادها بشكل غير مسبوق خلال هذه الحرب .. ولكن كما معلوم فإن أرواح المتمردين لا تعني شيئاً للمليشيا وقيادتها في مقابل تحقيق أحلامها الشخصية وأحلام من تعمل لهم من جهات خارجية..
– مقدرة تلك المخاوف التي ساقت إلى موجة النزوح والخروج من مدني، وهي مخاوف مشروعة لمن تجرعوا سم وأذى المليشيا في الخرطوم ونزحوا منها إلى مدني .. والأيام المقبلة كفيلة لتبرهن لهم أن خروجهم من مدني خطأ، وأن عودتهم لها ممكنة.
– ماذا سنستفيد من درس مدني وقرى الجزيرة وأحداث اليومين الماضيين؟؟ النتيجة هي أنه ليس هنالك اي مبرر يمنع قيادة الدولة والجيش من تسليح المستنفرين والقادرين على حمل السلاح لحماية أرضهم وأهلهم وهم منتظرون لأشهر في المعسكرات!!.. ليس هنالك مبرر البتة لإخفاء السلاح!! المليشيا تدخل إلى كل مكان تقتل وتغتصب وتنهب .. لا تواجه المليشيا مضايقة تذكر !! إذن من يمنع السلاح عن الشعب لحماية نفسه من كل هذه المصائب والمخاطر شريك في الجريمة!! ومتواطىء فيها!!..
– بعد أحداث أمس واليوم يتوجب على الشعب الاستعداد لحماية نفسه في أي مكان كما هو واجب شرعا ومنطقاً .. ومن يمنعه عن ذلك فهو أحق بالقتال من المليشيا .. على البرهان أن يفهم ذلك .. لا مجاملة في أرواح الناس واعراضهم وأمن ومستقبل البلاد أكثر من ذلك!! هذا يكفي جداً!!
محمد ابوزيد كروم