حميدتي في جيبوتي.. السودان يترقب ميلاد عام جديد وأسبابا للأمل
يترقب السودان عاما جديدا على أمل أن يأتي ببشائر لحل الأزمة التي تفجرت بين الجيش وقوات الدعم السريع الربيع الماضي.
و الإثنين، وصل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى جيبوتي في ثالث محطة أفريقية له، حاملا رؤيته لوقف الحرب التي خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين.
وكان من المفترض أن يلتقي حميدتي قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الخميس الماضي في جيبوتي لكن الاجتماع تأجل لأسباب “فنية”.
وقال دقلو في تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، “سعدت اليوم بزيارة جمهورية جيبوتي ولقاء الرئيس، إسماعيل عمر قيلي، قدمت (..) شرحا لتطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الجارية الآن.”
وأضاف أنه طرح رؤيته لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم. كما أكد التزامه التام بمخرجات مؤتمر رؤساء الإيغاد واستعداده غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل.
وحظي الجنرال حميدتي باستقبال رسمي خلال لقاء الرئيس إسماعيل عمر قيلي الذي يتولى حاليا رئاسة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد).
وبدأ الجنرال حميدتي، الأسبوع الماضي جولة في دول شرق أفريقيا شملت أوغندا وإثيوبيا ومن المنتظر أن يزور أيضا كينيا وجنوب السودان، من أجل شرح رؤيته للحرب، وتحقيق السلام في البلاد.
و”إيغاد”، منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست في 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق أفريقيا هي؛ إثيوبيا وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
وأعلنت الخارجية السودانية الأربعاء الماضي، أن جيبوتي أبلغتها بتأجيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، مع قائد قوات الدعم السريع إلى يناير/كانون الثاني المقبل.
وأعلنت جيبوتي، السبت، أنها ستمهد الطريق للحوار السوداني، وتستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا وصفته بـ”الحاسم”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبدالرحمن، أن ظهور حميدتي وجولات الخارجية تجدد الأمل في إمكانية الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب العبثية التي دمرت البنى التحتية وشردت الملايين داخليا وخارجيا.
وأشار إلى أن دقلو يريد عرض وجهات نظره على الدول الأعضاء في إيغاد في الوقت الذي تتوسع فيه سيطرة قواته في ولاية سنار (جنوب شرق) ما يجعل من موقفه التفاوضي أفضل.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد اللطيف أبوبكر، إن اللقاء يجب أن يرتب سريعا لكي نتجنب الانزلاق إلى هاوية التقسيم.
واندلعت الاشتباكات في السودان في أبريل/نيسان الماضي وخلفت المعارك الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 9 آلاف قتيل، ونحو 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.