الرؤية نيوز

ابراهيم عثمان يكتب..رفقاً بالقحاحيت!

0

متابعة:الرؤية نيوز
يحمِّل الناس أحزاب قحت المركزي فوق طاقتها حين يطالبونها باتخاذ مواقف غير مواقفها الحالية الداعمة للدعم السريع، فهذه المواقف تشبهها تماماً، وتمثل قمة ( العقلانية ) و( الموضوعية ) بالمعايير التي تصنعها حاجاتها وقدراتها وطموحاتها وأطماعها والقواعد التي طورتها لتحقيق أقصى استفادة من الحرب :

▪️ الأحزاب المكونة لقحت المركزي – عدا حزب الأمة القومي – لم تفز في تاريخها بدائرة جغرافية واحدة، ويصدق عليها قول خالد سلك ( الانتخابات ما بتجيبنا )، ولهذا يمثل سند الدعم السريع حاجة وجودية لها لا تستطيع الاستغناء عنها . ولعل الشعور بعدم الحاجة لهذا السند بتكلفته الأخلاقية الباهظة هو ما أدى إلى تباين موقف بعض قيادات #حزبالأمةالقومي واختلافها عن موقف قيادة الحزب ممثلة في برمة ناصر .

▪️ لا تستطيع هذه الأحزاب الصغيرة مقاومة إغراء التحالف مع كيان عسكري يوفر لها معظم ما تريده : يعتمد عليها كذراع سياسي، ويرغب في أن تكون هي وكيله ( المدني ) في حكم السودان بلا انتخاب، ويرغب مثلها في تفكيك #الجيش وبقية الأجهزة النظامية وإعادة تأسيسها، ويقبل مثلها بالتبعية للخارج، ويتبنى العلمانية مثلها، ويعادي كل الأحزاب التي تخاصمها .

▪️ وجودها السطحي في المجتمع يجعلها لا تشعر بأنها تخسر كثيراً من الحرب التي يشنها الدعم السريع على المواطنين . فلو افترضنا أن عدد سكان السودان ٤٠ مليوناً، وأن عدد الجمهوريين – مثلاً – الموجودين داخل #السودان وفي مناطق الحرب ١٠ آلاف جمهوري فإن قتل المتمردون ٤ آف مواطن ونهبوهم فسيكون بينهم جمهوري واحد فقط، وربما لا يكون هناك جمهوري واحد قد قُتِل بعد اندلاع الحرب عدا ذلك الجندي الدعامي الذي نعته أسماء محمود وسألت إن كان قد ( استشهد ) بدانة أم ( بطيران الفلول )، وقس على ذلك بقية الأحزاب الصغيرة .

▪️ على عكس الأحزاب الأخرى وعامة المواطنين تستطيع هذه الأحزاب أن تحصل من الدعم السريع على تعويض فوري لخسائرها المادية، بل يمكنها أن تربح من ذلك فغنى الدعم السريع الذي حافظ عليه بالنهب الواسع يتيح له تقديم تعويض/دعم أكبر بكثير من خساراتها، إضافةً إلى التعويض السياسي المأمول . وهذا يفسِّر احتفاء قادة التنسيقية بحميدتي رغم أن دور أحزابهم ومنازل بعضهم كانت محتلة ومنهوبة لحظة التقائهم به وتصفيقهم له !
▪️ طورت قاعدة تلائم حساباتها البراغماتية، تقول إن إدانات رفع العتب الخجولة، ووعود المحاسبة التي لا تزعج الجاني تكفي للتعامل مع حرب المتمردين على المواطنين وتخريبهم وإجرامهم الممنهج واستباحتهم للقرى والمدن، الأمر الذي يجعل إدانتها لجرائم المتمردين جملة معترضة سرعان ما تتجاوزها إلى الاتفاق مع المتمردين على اعتبار الاستباحة ( انتصاراً ) تنشغل بحساب أرباحه للمتمردين، ومن ثم لها . ولهذا كان ما بعد استباحة الجزيرة هو الوقت المناسب لظهور قائد الميليشيا، ولتوقيع اتفاقها معه ولتزايد أحاديثها عن انتصار #الدعم_السريع !

▪️ شددت على قاعدتها التي تقول بأن #الكيزان جماعة مستباحة مهدرة الدم، ويمكنك أن تطالب – مع اسماء محمود محمد طه وغيرها – بـ ( القضاء التام والمبرم على #الحركة_الإسلامية بتشرزماتها كلها وبصنوفها الموجودة ) والإشادة بما يقوم به الدعم السريع بهذا الخصوص، دون أن تقترب منك تهم #الإرهاب والعنف، بل يمكنك أن تلصق تهمة الإرهاب بهؤلاء المطلوب تصفيتهم !

▪️ وطورت انطلاقاً من القاعدة السابقة قاعدة ذهبية تقول إن فش غبينتها من الكيزان يبرر أي شيء حتى لو كان تخريب المدن، فإذا كنت أجنبياً أو سودانياً، وكانت لديك قدرة على الأذى، وعشَّمتها بأنك ستوظف بعض هذه القدرة لصالحها ولإيذاء الكيزان، فستجد من هذه الأحزاب التأييد مهما كانت أطماعك الخاصة وأجندتك، ومهما تجاوز أذاك الكيزان إلى عامة المواطنين، والجمهوريون وياسر عرمان هم الأكثر ( جرأةً ) على الحديث صراحةً عن هذه القاعدة الذهبية، ولولا أن الأدلة تثبت أن سقفهم مفتوح ولا توجد معادلة دقيقة تحكمه لكان أهم سؤال في هذا الخصوص هو : كم كوز يجب أن يُقتَل مع ألف مواطن لتكون هذه المقتلة مفيدة بالنسبة لهم ؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!