الرؤية نيوز

هل ينجح الدبيبة في دفع فرقاء السودان نحو الحل؟

0

يسعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة إلى جمع فرقاء السودان بعد سنة من اشتعال الأوضاع في هذا البلد، بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” وقوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وقال مصدر مقرب من الدبيبة لـ “إرم نيوز” إن “رئيس حكومة الوحدة عرض وساطته مجددا خلال لقائه بحميدتي الخميس، ويسعى لإقناعه إلى جانب البرهان وبقية الأطراف السياسية والمدنية السودانية بحل سلمي للأزمة”.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن “حميدتي كان متفهما ومرحبا بجهود الوساطة التي يدفع بها رئيس حكومة الوحدة، وقدم هو الآخر وجهة نظره للحل لكن لم يتم بعد الاتفاق على اجتماع مع البرهان أو خطوات ملموسة في اتجاه ذلك”.

وجاء لقاء حميدتي بعد أيام من لقاء الدبيبة بحميدتي في العاصمة طرابلس في ما بدا وكأنه تقدم في جهود الوساطة التي يقوم بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية نحو الحل في السودان.

وحيال هذه اللقاءات قال المحلل السياسي السوداني حافظ كبير “حتى الآن المبادرة الليبية لا تزال غامضة لكن الطرفين استجابا لدعوة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وحميدتي منفتح على السلام ووقف الحرب لكن الشيطان كما يقال يكمن في التفاصيل”.

وتابع كبير لـ “إرم نيوز” أن “تفاصيل المبادرة عندما تظهر ربما تكشف إمكانية التقدم أم لا، باعتبار أن آخر تفاوض مباشر جرى في المنامة قطع شوطا بعيدا في الوصول إلى تفاهمات حول وقف إطلاق النار والاشتباكات وسبل حل الأزمة السودانية”.

وزاد: “الجيش أوقف التفاوض؛ لأنه يمضي في اتجاه الحسم العسكري، وهو أمر لم يصدر عن قوات الدعم السريع التي تتمسك بالمبادرات المطروحة، وقائد الدعم السريع قال إنه ذهب إلى ليبيا من أجل السلام وأطلع الطرف الليبي على تفاصيل الأزمة ورؤيته للحل”.

ورأى أن “غياب الإرادة هو ما يمنع التقدم في سبل الحل، وهناك مبادرات مختلفة من جدة والمنامة وإيغاد وهذه المبادرات تحتاج لإرادة، لذلك لا أعتقد أن مبادرة الدبيبة ستدفع نحو وقف الحرب، رغم أن ليبيا تتأثر بشكل كبير من الصراع في السودان”.

ومن جانبه قال المستشار السابق لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا والمحلل السياسي إسماعيل السنوسي، إن “المملكة العربية السعودية سبقت الجميع بمحاولة جمع الفرقاء السودانيين في منبر جدة الذي حقق نقاطاً متقدمة للوصول إلى اتفاق بين طرفي النزاع السوداني”.

وأضاف السنوسي: “لكن المنبر تجمد بحكم تغير موازين القوى على الأرض لصالح الجيش السوداني بقيادة البرهان خاصة في العاصمة، بالإضافة إلى تزايد الغضب الدولي من أخبار عن جرائم قتل واغتصاب خاصة في إقليم دارفور، حيث تتوجه أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي”.

وذكر لـ “إرم نيوز” أن “كل ذلك يضاف إليه فشل كل المحاولات الأفريقية لرأب الصدع بين الطرفين وانسحاب السودان من مبادرة إيغاد؛ ما يخفض سقف التوقعات بنجاح أي مبادرة جديدة لا تنطلق من منبر جدة خاصة مع وجود امتعاض سعودي واضح على المستوى الإعلامي من مبادرة حكومة الدبيبة و كذلك تجاهل مصر لكل هذه الخطوات من طرابلس وكأنها لم تحدث؛ ما يصعب المهمة على مبادرة الدبيبة”.

وبين أنه “قد يكون المكسب من هذه المبادرة هو محاولة طرفي النزاع السوداني كسر العزلة الدولية الدبلوماسية عليهما، نتيجة عدم مرونتهما تجاه منبر جدة السعودي المدعوم أمريكيا وإقليميا بصورة كبيرة”.

وحول دلالات إطلاق الدبيبة لهذه المبادرة في ظل زخم المبادرات على الصعيد الإقليمي والدولي تجاه الأزمة السودانية قال، إن “استفادة الدبيبة تكمن في محاولة الحصول على زحم دولي لحكومته التي تعيش أزمة الشرعية والإخفاق في أداء مهمتها الرئيسة وهي إنجاز الانتخابات وعدم تمكنها من استيعاب القوى السياسية في شرق وجنوب البلاد، حيث توجد الحكومة الليبية برئاسة حماد المدعومة من البرلمان والجيش الليبي التابع للقيادة العامة في بنغازي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!