ضابط بهيئة العمليات يرد على صلاح قوش
من أحد ضباط جرحى هيئة العمليات الى السيد المدير صلاح قوش ردا على مقاله بعنوان (هيئة مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ضد الدولة
سيدي المدير وبعتاب يملأه الأدب الذي تربينا فيه بين أسرنا الصغيرة أولا ومن ثم بين أكناف صرح الجهاز وهيئاته .. وبعد العودة إلى أوراقك القديمة بين إطلال مدينتك .. سيصلك سهمنا من الابناء للأب وببساطة العبر ووضوح الجمل .. كنت بيننا نحن الضباط والأفراد ( هيئة العمليات ) الأب الروحي والقائد المحنك الذي ما تردد فتى فينا قيد أنمله أن يضحي بروحه فداء في سبيل الله أولا ومن ثم هذا الوطن وشعبه الأصيل .. كنا حينها على ثقة تامة أن من يقف أمامنا رجل كنا نحسبه من سلالة السلف والصحابة في معنى العمل الخالص لوجه الله تعالى .. فلو خاض البحر لخضناه معه .. ولو صعد الجبال لصعدناها أمامه .. ولو سار الأرض من مغربها إلى مشرقها لسرنا خلفه .. في تقديرنا ما نراه اليوم أن قصة أو فكرة (هيئة العمليات) التي أنشأتها و كانت وليدا في بدايتها بالألفية .. والتي ما إدخرت أنت جهداً في رعايتها وتوفير احتياجاتها وحبك لها .. والتي تشرف بقيادتها ضباط خلص أسهموا في نجاحها بصدق وتفاني .. ما نرى إلا أنك قد جعلتها مثل نبي الله يوسف يتحمل وزر إخوته ( مليشيا الدعم السريع ، عملاء قحت ) وتركتها لإخوة يوسف فرموها في غيابت الجب وكانوا فيها من الزاهدين ..
قُتل أبناء الهيئة وأصيبوا برصاص إخوتهم ممن تمرد حينها من ضباط وأفراد الجيش في القيادة العامة بحجة حماية الشعب منها .. وهي التي كانت يوما وبكل فخر سند الجيش وإشارته الاولى والأخيرة في حماية الارض والعرض والذي تتكسر عندها كل المؤامرات التي تريد ان تفتك بهذا الشعب ووطنه .. تركتها لمليشيا الدعم السريع وأذيال قحط وعملائهم والذين ظنوا للحظتهم أنهم سيحظون ببر يعقوب ( الشعب ) وإستغفاله ..
تركتها لإخوة يوسف فظنوا أنها الابن العاق الذي يريد ان يأخذ مكانها من أبيهم بداعي الحسد وهوى النفس وإتهمونا زورا وبهتانا وقالوا إن أبانا ( الشعب ) لفي ضلال مبين .. وقالوا إقتلوا يوسف أو إطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ( الشعب) .. ولكن قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف فإختاروا لها غيابت الجب بالتسريح والنفي من حضن الدولة إلى فسيح الارض وشروها بثمن بخس بحقوق افرادها إبان حلها .. وتوالت على أبناءها وأفرادها الفتن والتجريح والإساءة والتخوين .. والأذى النفسي والجسدي والإعتقال والسجن .. فقالوا السجن أحب إلينا مما يدعوننا إليه .. ولكن الله يمهل ولا يهمل .. ودارت الدوائر .. وعندما إشتد ألم يعقوب ( الشعب ) وأذاه وتحسر على يوسف وإبيضت عيناه من الدمع بالتشريد والقتل والنهب والسلب والإغتصاب والطرد من منزله .. عاد أبناء هيئة العمليات ( يوسف) دفاعا عنه وقال يعقوب إني لأجد ريح يوسف لولا ان تفندون فعادت الهيئة طائعة له خالصة لعملها غير آبهة بما قيل لأنها ارتوت بحب هذا الوطن وأمن شعبه .. لأنها هي من عركت الدروب وعلمت أن بضياع البلاد ضياع الإرث والهوية والدين .. وما زال إخوة يوسف يصارعون لرضى أبيهم بالعقوق ولم ويطلبوا إستغفار أبيهم لهم ولم يخروا سُجداً بعد .. ولكن سيأتي اليوم الذي سيخرون فيه سجداً شاؤوا أم أبوا وسترفع هيئة العمليات وبمسماها الجديد عزيز السودان ( عزيز مصر ) مع أخيها ( الجيش ) أبويها على العرش ( الشعب والوطن ) .. وبالعودة لك سيدي المدير العام الاسبق صلاح قوش إنتظرنا منك تبريرا لما لحق بنا من أذى وغدر .. ففي نظرنا أنت المتهم الأول والأخير والذي تتحمل وزر شهداءنا وجرحانا وممن تشرد منا إبان فترة الثورة المشؤومة التي تسلقها إخوة يوسف وإخوة يوسف المذكورون بالقرآن بريئون من أعمال قحت ومليشيا الإرتزاق .. طالبتك الهيئة مسبقا بتسليمك مفاتيح الدولة والسلطة لإخراج البلاد من هذا النفق المظلم .. فقلت لهم أنها ( مُرتّبة ) ولكن لم نجد من هذا الترتيب سوى ضياع وتشريد وقتل واغتصاب لشعبنا الذين تركتهم لأهواء قحت ومغامرات حميدتي ومليشياته .. وبعد كل ذلك آثرت الإكتفاء بالصمت و عدم المواجهة وتركتنا لأقدارنا وبالحمدلله نحن لها .. ولنا العزيمة بها .. وكما ذكرت أنت أن أبناء ( أمن يا جن ) كانوا أبطال معارك خاضوها مسبقا وسيخوضوها الآن وحتى عودة البلاد الى إستقرارها وأمنها وعودة كل مواطن سوداني إلى دياره آمنا مطمئنا .. ولا مكان لكل من غدر بشعبنا وبلادنا وبنا .. بأدب العتاب لا حاجة لنا بك مرة أخرى فشخصيتك إرتبطت في أذهاننا بشهداء فقدناهم في القيادة العامة 2019 وجرحى ما زالوا يئنون حتى الآن من آلامهم الجسدية والنفسية وكنت سببا في الكره والحقد الذي وجدته الهيئة من شعبها إبان مظاهرات ثورة ديسمبر المشؤومة بوضعها وجها لوجه مع الثوار من شعبها وأنت كما وردنا ترتب لتغيير نظام الانقاذ .. فو الله لو كنت طلبت منا تغييره لغيرناه لك من دون صنع ثورة أو مواجهة ثائر .. ففي الختام جزاك الله على ما قدمت للجهاز و للبلاد والعباد .. فإن أصبت فلك أجران وإن أخطات فلك اجر .. وعند الله تجتمع الخصوم .. وإن أخطأت في حقنا ومن عاونك ستكونوا خصما لنا أمام الله يوم القيامة عن كل دماء سالت من شهداءنا وجرحانا وعلى رأسهم الشهيد النقيب / خالد عمر موسى ( خالد شيف) ..
قيل لي لا تتكلم فقد يعود قوش ويغدر بك كما غدر بإخوتك من قبل كما فعل بعودته الأخيرة .. وإحالتهم للسجن أو المعاش ولكن نحن قوم تربينا على الخوف من الله فقط ولا نخاف فيه لومة لائم وأن تقال كلمة الحق أيا كانت إن لم تكن سببا في شق الصف أو إثارة الفتنة .. وعندما إنتظرنا كل هذه السنين كان حرصا منا على وحدة الصف وعدم إنزلاق البلاد للهاوية .. ونحسب الآن أن الوقت مناسب للرد بالحكمة والكلمة الحق .. فالملك لله الواحد القهار .. وكما ذكرت سيدي المدير وبدأت مقالك بجملة ( قصة العمليات ) فهي ذاخرة بالمعلومات والأسرار التي لم تخرج بعد والتي نحسب أننا لم نظلمك بها إن حملناك وزر الأذى الذي لحق بها وفي جُعبتنا الكثير والكثير من الحكاوي والآلام منذ العام 2019 حتى اليوم .. وقد يكون للسرد بقية إن أراد الله ذلك .. فقصتنا ( هيئة العمليات ) عبرة لأولي الالباب .. ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدىً ورحمةً لقوم يؤمنون (لشعبنا وجيشنا وكل وطني غيور) .. والله من وراء القصد وهو المستعان .
المصدر : تسامح نيوز