تدهور تاريخي لسعر الجنيه السوداني في تعاملات اليوم السبت 13 ابريل 2024م
تستمر العملة السودانية في تكبد خسائر هائلة أمام العملة الأمريكية وباقي العملات الأجنبية، إذ تشهد قيمتها تراجعًا حادًا لتصل إلى أقل مستوياتها في الأسواق غير الرسمية. هذا الهبوط يؤدي إلى تدهور القوة الشرائية للسكان في السودان.
بعد عام من اندلاع الأزمة في أبريل من العام 2023، شهد الجنيه السوداني تدهوراً شديداً في قيمته، حيث انخفض إلى مستويات تاريخية لم يشهده من قبل، مع تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ 1400 جنيه. ولا تزال عملية تقلب سعر الصرف تتواصل في الزيادة، وذلك على حد سواء في الأسواق النظامية والأسواق الغير رسمية.
شهد الاقتصاد السوداني انحدارًا غير معتاد بسبب تصاعد الصراعات المسلحة التي تورطت فيها القوات العسكرية وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل 2023، وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي لمستويات غير مسبوقة، تخطيًا حاجز 570 جنيهًا سودانيًا ليصل إلى أكثر من 1400 جنيه. إن هذا الإرتقاء في الأسعار أفضى إلى تردي الأحوال المعيشية من خلال زيادة هائلة في تكاليف السلع والخدمات.
في السوق السوداء، تظل قيم العملات الاجنبية في ارتفاع أمام العملة المحلية السودانية، حيث بلغ سعر بيع الدولار الأمريكي 1440 جنيهاً سودانياً، إلى جانب أن سعر الشراء قد وصل إلى 1420 جنيهاً سودانياً، وكان ذلك اليوم السبت الموافق للرابع من شوال. تعاني الأسواق من تقلبات في أسعار الصرف للعملات الأجنبية والتي يمكن أن تفوق الأسعار الرسمية، خاصة عند تنفيذ العمليات النقدية الفردية، بحسب ما أفادت به بعض المصادر المالية التي تحدثت إلى مراسل “أخبار السودان”.
تشير البيانات الإحصائية إلى ارتفاع قيمة العملات الخليجية مقارنة بالجنيه السوداني، حيث وصلت قيمة الريال السعودي إلى حوالي 378.66 جنيه، في حين اقتربت قيمة الدرهم الإماراتي من 386.92 جنيه. كما تم رصد ازدياد قيمة الريال القطري حتى بلغ نحو 389.04 جنيه تقريبًا. تمثل هذه الارتفاعات تناقصاً مستمراً يشهده الجنيه السوداني، مما يؤدي إلى آثار سلبية على تكاليف السلع والخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.
وفقًا لما توصلت إليه متابعات “أخبار السودان” الأخيرة للأرقام البنكية المعلنة قبل العطلة الخاصة بعيد الفطر، لوحظ وجود تباين في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، الأمر الذي يختلف بالاعتماد على كل مصرف على نحو فردي. تُشير التفاصيل إلى أنه يتم تبادل الدولار بسعر يقارب 1090 جنيه سوداني في مصرف الخرطوم، ومع ذلك، فإن هذا السعر يرتفع ليصل إلى حدود 1200 جنيه في مصرف أم درمان، كما يُقيّم بما يقرب من 1180 جنيه في مصرف فيصل.
بعد إعلان وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، عن انخفاض قيمة الجنيه السوداني واستعرض خطط الميزانية المتوقعة لعام 2024، حيث أشار إلى أن التركيز في الميزانية القادمة سيكون على دعم القوات المسلحة بالإضافة إلى مساندة الأفراد الذين تضرروا جراء الصراعات. يرى محللون اقتصاديون أن الحكومة السودانية تسعى لشراء الدولار من السوق الموازي بهدف الحصول على التمويل الكافي للإنفاق العسكري واقتناء الأسلحة.
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تستمر العملة المحلية في السودان بالتراجع بفعل الأزمات الاقتصادية الخطيرة التي تعاني منها الدولة. كما أوضحت تقارير رسمية صادرة عن الهيئات المعنية بأن هناك انخفاضًا ملحوظًا في الإنتاج الوطني حيث بلغت النسبة تقريبًا 40% في السنة الأخيرة. وتتسبب هذه التحولات في ارتفاع مباشر لأسعار السلع والخدمات، الأمر الذي يزيد من تعقيدات الحياة اليومية للسكان.
وفق ما جاء في تحليلات “أخبار السودان” لآراء خبراء الاقتصاد، فإن انخفاض قيمة الجنيه السوداني أمام سلة العملات الأجنبية يعزى إلى عدة عوامل رئيسية، تتضمن تراجع أداء الإنتاج والتصدير في مجالات هامة كالزراعة والثروة الحيوانية وقطاع التعدين، وهي قطاعات كانت تسهم بشكل كبير في توفير العملات الأجنبية للبلاد. إلى ذلك، يلعب تفاقم الأوضاع الأمنية دوراً بارزاً في إعاقة الأنشطة التجارية والأعمال عموماً، خاصةً في ضوء تعرض المؤسسات المالية والبنوك لسلسلة من الهجمات التي تؤدي إلى تخريبها أو إغلاقها قسراً.
تعذر على البنوك التصدي لهذه الصعوبات بفعل ندرة رأس المال وانخفاض مستويات السيولة بالعملات الأجنبية. انحسرت العائدات التي كانت تجنيها البنوك من الواردات والتحويلات النقدية التي يرسلها المقيمون في الخارج، فضلاً عن تراجع الدعم الذي كان البنك المركزي يقدمه. هذه الأوضاع اضطرت المؤسسات المالية إلى تحديد سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار بما لا يعبر عن الوضع الاقتصادي الراهن، الأمر الذي أدى إلى فجوة كبيرة بين السعر الرسمي والسعر المتداول في السوق السوداء.
أشارت التقارير الواردة من خبراء الاقتصاد إلى أن الدوافع الأساسية لارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني وتراجع قيمته ترتبط بالأحداث التي حدثت في شهر أبريل والتطورات التي أعقبتها. كما لفت الخبراء النظر إلى أن البنك المركزي السوداني قد أصدر مرارًا كميات وافرة من العملة المحلية، ما ساعد على خفض قيمة الجنيه. ويرون الخبراء أن إصرار الحكومة على رفع قيمة الجنيه السوداني بدون دعم من احتياطيات العملات الأجنبية يشكل عاملًا رئيسيًا يؤثر على القوة الشرائية للعملة المحلية.
تتزايد رغبة المواطنين في اقتناء العملة الأمريكية، لاسيما الأفراد الذين ينوون مغادرة البلاد نتيجة للنزاعات والتحديات الاقتصادية. هذا الاتجاه يُسهم في الضغط على الجنيه السوداني مما ينجم عنه استمرارية تراجعه أمام العملات الدولية.
منذ تعليق إصدار بيانات التضخم في فبراير 2023، تنبأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بأن يستمر معدل التضخم في الارتفاع، إذ من المتوقع أن يتجاوز الـ300 بالمئة.
تنوية \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر.
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم السبت 13\04\2024م (وقت نشر الخبر )
الدولار الامريكي1420.00 جنيها.
الريال السعودي378.66 جنيها.
الدرهم الاماراتي386.92 جنيها.
اليورو1526.88 جنيها.
الجنيه الاسترليني 1797.46 جنيها | غير متداول .
الجنية المصري 25 جنيها | متباين السعر الرسمي = 19.608 .
الدينار البحريني3736.84 جنيها.
الريال القطري389.04 جنيها.
الريال العماني3641.02 جنيها.
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير.