دبلوماسيون سابقون في واشنطن يتحدثون عن فرص نجاحها..مبادرة أميركية جديدة لانهاء الحرب في السودان
اطلقت الولايات المتحدة مبادرة جديدة تهدف إلى إحياء المفاوضات لوقف الحرب في السودان.
ووجه وزير الخارجية الأمريكي دعوة رسمية إلى قوات “الدعم السريع” والقوات المسلحة السودانية للمشاركة في محادثات بهدف وقف إطلاق النار برعاية أمريكية في 14 أغسطس في سويسرا.
ذكر بلينكن أن المحادثات المزمع عقدها ستتم برعاية مشتركة من السعودية وسويسرا، وستشمل مشاركة جهات أخرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بصفة مراقب.
ووفقًا لما نشرته مجلة “فورين بوليسي”، فإن مسؤولين في الخارجية الأميركية، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أكدوا أنه إذا تعهد الطرفان المتنازعان بإرسال مفاوضين رفيعي المستوى والالتزام بجدية بإنهاء النزاع، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد سيتدخلان في المفاوضات.
وهذا في حال حدوثه سيمثل أعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في جهود تسوية النزاع.
يقول كاميرون هادسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، لـجريدة “الشرق الأوسط”: “إن إعلاناً من هذا النوع يعد مغامرة كبيرة لأنه ليس هناك أي ضمان بمشاركة الأطراف المعنية”. ولكنه يرى أن هذه المساعي الأميركية تشير إلى أن “الولايات المتحدة تدرك أن السودان في مرحلة حاسمة، ما يفسر سبب اعتمادها على خطوة محفوفة بالمخاطر كهذه”.
يؤكد هادسون أن نجاح هذه المحادثات يعتمد على قدرة واشنطن على التحكم في تأثيرات الدول الخارجية المرتبطة بالصراع، بينما تسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى ممارسة الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى اتفاق والمحافظة على هذا الضغط.
يؤكد هادسون أن المهمة ليست سهلة، ويوضح قائلاً: “ستحتاج إلى توازن دقيق يتطلب جهوداً دبلوماسية من الطراز الرفيع، وهو ما كان مفقوداً حتى الآن من الجانب الأميركي، بالإضافة إلى الحاجة إلى تهديد جدي بفرض تداعيات على الأطراف لرفضها اتفاق سلام”.
من جانبه، يصرح ألبرتو فرنانديز، الذي شغل منصب القائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان سابقاً، لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن “المبادرة الأميركية الجديدة تُعتبر تطوراً إيجابياً بناءً على التجاهل الأميركي السابق لهذا الملف”، على حد قوله.
لكن فرنانديز يحذر من أن “الوقت لا يزال مبكراً جداً لتحديد مدى نجاح هذه المبادرة أو ما إذا كانت تختلف عن الجهود السابقة في جدة أو أديس أبابا أو القاهرة”.
مضيفًا: “يكمن الاختلاف الأساسي هنا في أن هذا المسار سيكون بقيادة أمريكية رفيعة المستوى.”
لكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الطرفان ملتزمان فعلاً بمفاوضات جادة تهدف إلى وقف إطلاق النار.