البرهان يشيد بانتقاد بايدن لهجمات الدعم السريع ويطالب بمحاسبة الداعمين
أشاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، بالانتقادات التي وجهها رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، للهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي بيان صدر صباح الأربعاء، أعرب بايدن عن قلقه من تكرار العنف في الفاشر، التي كانت تحت حصار قوات الدعم السريع لعدة أشهر قبل أن تتحول المعركة إلى هجوم شامل.
ورحب البرهان في بيان مساء الاربعاء بتصريحات بايدن قائلاً: “نحن نشارك الرئيس بايدن قلقه البالغ إزاء التكلفة البشرية الباهظة للصراع الجاري، الذي جلب معاناة شديدة لشعب السودان”.
وأشار البرهان إلى أن الهجمات المنهجية التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر “ما هي إلا جزء صغير من الفظائع التي ارتكبت في مناطق أخرى من السودان”. وأضاف أن القوات بدأت هجماتها على المدينة منذ 10 مايو، وزادت من وتيرتها خلال الأيام الأخيرة باستخدام المدفعية الثقيلة بهدف السيطرة على دارفور.
وأكد البرهان التزام الحكومة السودانية بإنهاء معاناة المواطنين، قائلاً: “نحن عازمون على إنهاء الصراع بسرعة وحسم، مع ضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار”. وأوضح أن الهدف ليس فقط إنهاء العنف، بل تحقيق سلام مستدام يعالج أسباب عدم الاستقرار، ويعزز الوحدة الوطنية والمصالحة على المدى الطويل.
وأشار البرهان إلى أنه يتطلع إلى مناقشة الحلول السلمية مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
ودعا بايدن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى العودة لطاولة المفاوضات، مجددًا الاتهام للطرفين بارتكاب جرائم حرب وعرقلة العمليات الإنسانية.
وفي ختام بيانه، أكد البرهان التزام الجيش السوداني بمبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، مندداً بـ”استهتار” الدعم السريع بحياة البشر، وتدمير البنية التحتية والتراث الثقافي السوداني الذي يعود إلى الحضارتين الكوشية والمروية.
كما طالب البرهان المجتمع الدولي بإدانة جرائم الدعم السريع ومحاسبة الجهات التي تواصل دعم وتمكين هذه المليشيات.
وتتهم السلطات السودانية بعض الدول، بما في ذلك الإمارات، بدعم قوات الدعم السريع عبر تزويدها بالعتاد الحربي المتطور وتوفير غطاء سياسي لعملياتها، بينما تنفي أبو ظبي هذه الاتهامات.
ورفض الجيش مفاوضات دعت إليها الولايات المتحدة في 14 أغسطس المنصرم بجنيف، لتبدأ واشنطن بعد ذلك في مشاورات مع السعودية وسويسرا والإمارات ومصر والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، نتج عنها تشكيل تحالف “متحدون” لتعزيز جهود إنهاء النزاع.