..سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .الحلقة 4 .كاهنة يثرب وعبدالله الذبيح
.
اخبرها “عبد المطلب” بالأمر .
فقالت الكاهنة . أمهلوني اليوم وارجعوا إلي في الغد حتى يأتيني قريني فأسأله !!
كان الكهنة والعرافين علاقتهم مع الجن تسأل قرينها أي الجني الذي تتعامل معه .
تركوها ورجعوا ….
كان من عادته عبدالمطلب إن وصل يثرب يذهب لزيارة اخواله والتجول في اسواق المدينة .
ولما خرجوا من عندها لم يذهب عبد المطلب لزيارة اخواله من بني النجار ولم يذهب الى اسواق المدينة يتذكر طفولته فيها .
كان مشغول البال بمصير ابنه عبدالله فقام يتضرع ويدعو الله أن يوفقه لما يرضاه .
رجعوا في اليوم الثاني الى الكاهنة فقالت لهم قد جاءني الجواب .
كم دية الرجل عندكم إذا قتل ؟؟
“أي رجل منكم قتل رجل . كم تدفعوا ديته مقابل أن يرضى أهله .”
قالوا : نعطيهم عشرة من الأبل .
قالت : إذآ تُقدِموا صاحبكم “تعني عبدالله” وتقدموا عشرة من الأبل .
وأطرحوا القدح .
تكتبوا اسم عبدالله على القدح الأول . وعلى الثاني تكتبوا عشرة من الأبل .
“قرعة” وأضربوا عليها وعلى صاحبكم القدح .
فإن خرجت عليه زد من الأبل عشرة .
اعملوا قرعة بين عبدالله والعشرة من الأبل .فلو خرجت القدح في القرعة بأسم العشرة من الأبل فقد رضي ربكم بالفداء .
فإن خرجت بأسم عبدالله يجب عليكم ان تزيدوها عشرة وتعيدوا القرعة .
قال عبد المطلب : وإن خرجت عليه مرة اخرى ماذا نفعل ؟؟
قالت : تزيدوا عشرة ثم عشرة حتى تخرج على الأبل . حتى يرضى ربكم ويفدى هذا الغلام .
ولا تتردد وأعلم أنك ستنال رضا الآلهة ونجاة صاحبك .
يقول النبي ﷺ أنا أبن الذبيحين .
والمقصود ابوه عبد الله ..
وأبوه الثاني اسماعيل عليه السلام . لما رأى ابراهيم عليه السلام رؤيا تأمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام .
فصدق الرؤيا وهمّ بذبحه ففداه الله بذبح عظيم .
الجد الأكبر للنبي ﷺ نبي الله اسماعيل عليه السلام أنا ابن الذبيحين .
فرحت قريش جميعاً وأصبحت قريش ترفع صوتها وتتفاخر بالكرم والسخاء والنخوة .
وأخذوا يصيحون بأعلى صوتهم يقولون :
واللات والعزى . لنفدي عبد الله وإن لم يبقى في مكة إبل .
رجعوا مكة . والناس في مكة حزينه وفي قلق لأن عبدالله كان في مكة من أحب الناس إليهم وكان أجمل شباب قريش وأكرمهم خلقاً فكيف يذبح ؟
فصار عندهم قلق وكآبة .
شاع الخبر في مكة وإجتمع الناس وأحضروا عشرة من الإبل .
قدموا عبدالله وقدموا عشرة من الإبل ..
طرحوا القدح فخرج السهم على عبدالله !
فأضافوا عشرة فخرج السهم على عبدالله !!
فألحقوها عشرة فخرج السهم على عبد الله !!!
فما زالوا يزيدون عشرة فوق عشرة يلحقونها عشرة حتى بلغت الإبل مئة على التمام .
عشر عشرات حتى خرج السهم على الإبل .
صرخت قريش بصوت عالي قد رضي ربك يا عبد المطلب
فقال لا .
قالوا لما لا . يا سيد قومك ؟
ما القصة يا عبد المطلب . القدح أول مرة طلع على عبد الله مباشرة هممت لذبحه .
قال لهم حتى أضرب القدح ثلاث فإن خرجت على الإبل ثلاث هنا أعلم أن ربي قد رضي .
وإلا فلابد من ذبح الولد .
قالوا كما تريد
فقاموا بالقرعة ثلاث مرات وفي كل مرة تخرج على الإبل .
فقال عبد المطلب الآن إطمأن قلبي وأن ربي قد رضي .
وكان فداء عبدالله 100 من الإبل .
نحرت الإبل وجعلها عبد المطلب طعام للناس والسباع والوحوش في الجبال لا يمنع عنها أحد .
فرحت قريش بفداء عبد الله فرحاً ما بعده فرح .. ثم أخذ عبد المطلب بيد إبنه عبد الله و سار به باتجاه الكعبة .
📗 الأنوار المحمدية .
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨