شمال كردفان : كيف الوضع في مدينة الابيض عقب المواجهات الاخيرة؟
هاجمت قوات الدعم السريع المدينة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين باستخدام طائرات مسيّرة، لاستهداف مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش السوداني.
تمر مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بفترة هدوء نسبي يوم السبت بعد تراجع المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث لم تعد هناك هجمات باستخدام الطائرات المسيرة.
استخدمت القوات المسلحة الدفاعات الأرضية لصدها الهجوم. وأفاد شاهد عيان في المدينة لموقع (التغيير) بأن الانقطاعات ما زالت مستمرة في خدمات الإنترنت، ولكن هناك عودة جزئية لشبكات الاتصالات “زين” و”إم تي إن” بحيث تسمح بإجراء المكالمات فقط، بينما تظل شبكة “سوداني” غير متاحة. كما يعاني السكان من استمرار انقطاع خدمات المياه والكهرباء، مما يزيد من معاناتهم.
وأشار الشاهد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ مع استمرار النقص في السيولة النقدية، مما أدى إلى وجود فرق في أسعار السلع بين الدفع النقدي والتحويل الإلكتروني عبر خدمة “بنكك”. ومن المعلومات المتاحة، فإن سعر جوال السكر نقداً يبلغ 160 ألف جنيه، بينما يرتفع السعر إلى 170 ألف جنيه عبر التحويل الإلكتروني، وسط صعوبات إجراء التحويلات المالية.
وقد اختتمت امتحانات الشهادة السودانية بسلام في المدينة، دون أن تتأثر بالأوضاع الأمنية أو الهجوم الأخير الذي لم يؤثر على سير الامتحانات.
تعيش المدينة ظروفاً صعبة جراء الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية، في وقت يطالب فيه المواطنون بضرورة التدخل العاجل لتخفيف معاناتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية.
ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت مدينة الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين الطرفين، مما أسفر عن سقوط المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين نتيجة القصف العشوائي.
منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة، بينما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.
تتميز مدينة الأبيض بموقعها الاستراتيجي في غرب البلاد، حيث تحتوي على أكبر سوق لمستخلصات الصمغ العربي في العالم، وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية، بالإضافة إلى ارتباطها بطريق الصادرات الذي يربط بين ولايات غرب السودان المختلفة.