هداف بمواصفات جديدة.. رونالدو في ثوب ميسي بعد ال40
متابعة : الرؤية نيوز
لا خلاف على كفاءة وقوة المعدات القديمة عالية الجودة، لكن الحفاظ على حالتها يتطلب الصيانة دائما، وإزالة الرواسب والأتربة، من أجل العودة للعمل بأفضل شكل ممكن.
وينطبق هذا المثال على الأسطورة كريستيانو رونالدو، قائد النصر، الذي كلما تقدم في العمر، ازداد توهجا، والسر في ذلك، يعود إلى حرصه الدائم على تحسين مستواه البدني، واتباع الأنظمة الغذائية السليمة، مع وضع برامج تدريبية تساهم في استمراره على القمة.
ومن المفترض أن ينخفض المستوى تدريجيا لأغلب اللاعبين عند بلوغ الـ30، ولكن الوضع كان مختلفا بالنسبة للنجم البرتغالي الذي انفجر بشكل أكبر، وواصل تحقيق الإنجازات الفردية والجماعية والتنافس بأفضل دوريات العالم.
شغف لا ينتهي
أكمل رونالدو 40 عاما، مطلع الشهر الماضي، ولكنه لا يزال متمسكا بالتسجيل المستمر، ومساعدة النصر على تحقيق الانتصارات، ويحتفل بكل هدف، كأنه الأول في مسيرته.
كذلك، يستمر “الدون” في تحقيق الأرقام التاريخية، حيث وصل إلى 464 هدفا بعد بلوغ الـ30، وهو أكثر مما سجله قبل الوصول لهذا العمر بهدف واحد فقط (463).
ووصل النجم البرتغالي لهذا الرقم، بعدما سجل هدفا في ليلة الفوز على استقلال طهران الإيراني (3-0)، أمس الإثنين، في إياب ثمن نهائي دوري النخبة الآسيوي، حيث تربع على قمة ترتيب هدافي المسابقة برصيد 7 أهداف.
والمثير في الأمر، أن رونالدو يستمر في قمة ترتيب هدافي دوري روشن للموسم الثاني تواليا، بتسجيل 18 هدفا، رغم وجود العديد من النجوم الأصغر منه سنا، أمثال الصربي ألكسندر ميتروفيتش (الهلال)، والفرنسي كريم بنزيما (الاتحاد)، والإنجليزي إيفان توني (الأهلي).
وبعيدا عن التسجيل، فإن شغف رونالدو يتمثل دائما في الضغط على الحكام خلال المباريات من أجل الحصول على المخالفات ومساعدة الفريق، بالإضافة لعلامات الحزن التي ظهرت على وجهه بعد استبداله في ديربي الشباب الأخير بالدوري.
كل هذه العوامل تدل على أن رونالدو يتمتع بشغف وقدرات لا تقل قيمة عن اللاعبين الشباب، بل يتفوق عليهم بخبراته الكبيرة.
هداف بمواصفات جديدة.
مع وصول رونالدو للنصر في يناير/كانون ثان 2023، خطف الأضواء من الجميع، وأصبح الهداف الأول للفريق، والدوري السعودي بأكمله باستثناء ظهوره في الـ6 أشهر الأولى من موسم 2022-2023.
واستمر “الدون” في مركز رأس الحربة الذي اعتاد عليه منذ موسم 2014-2015، حتى قرر النصر التعاقد مع الكولومبي جون دوران، خلال الميركاتو الشتوي الأخير، وهو ما أثار دهشة الجميع حول إمكانية اللعب بثنائي هجومي في العمق.
لكن المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، فاجأ الجميع، بتغيير مركز رونالدو ومنحه عدة أدوار جديدة، بجانب الاستمرار في الدخول لمنطقة الجزاء وتسجيل الأهداف.
بيولي يعتمد على دوران كرأس حربة بالتواجد دائما داخل منطقة الجزاء، مع منح الحرية لرونالدو للتحرك بين الخطوط، بالإضافة للمجي من الخلف والدخول بالعمق، من أجل استغلال انشغال المدافعين مع زميله الكولومبي.
وظهر ذلك الأمر، في عدة مناسبات سابقة، وخاصة مباراة الوصل الإماراتي التي سجل فيها رونالدو من ضربة رأسية مذهلة، بسبب نجاح دوران في سحب ثنائي الدفاع على القائم القريب، من أجل تفريغ مساحات العمق للقادم من خلف وهو “الدون”.
وبتواجد رونالدو خلف دوران، فإنه يساهم في عملية بناء اللعب والتحكم في مسار الهجمة، سواء بتوزيع اللعب على الأطراف، أو اتخاذ قرار التسديد من الخارج، وهو ما فعله بشكل مستمر خلال المباريات الأخيرة محليا وقاريا.
ثوب ميسي
لا يقل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، قيمة عن غريمه التقليدي رونالدو، بل يراه أغلب المحللين، بأنه اللاعب الأعظم في تاريخ كرة القدم.
لكن مع تقدمه في العمر، بدأ مستواه البدني في التراجع كغيره من النجوم، ليقرر تحويل مركزه من الجناح الأيمن إلى صانع ألعاب (10)، مع عدم التقيد بالواجبات الدفاعية.
وجود ميسي في هذا المركز، جعل الفريق الذي ينتمي إليه سواء برشلونة أو باريس سان جيرمان وحتى الأرجنتين، أكثر قوة على مستوى صناعة الفرص المحققة والتحكم في رتم اللعب، من أجل الحصول على خدماته الهجومية فقط، وعدم إهدار مجهوده بالواجبات الدفاعية.
وبالنظر لمشاركة رونالدو الأخيرة أمام استقلال طهران، فإنه ارتدى ثوب ميسي بشكل صريح، باللعب في مركز “10”، والحصول على الحرية الكاملة للتحرك بين الخطوط، وعدم التقيد بأي مركز، مع وضع بصمته على أغلب الهجمات.
وشهدت مباراة الاستقلال، نجاح رونالدو في التسديد 5 مرات على المرمى والقيام بمراوغتين صحيحتين، بالإضافة للهدف الذي سجله على مدار 90 دقيقة كاملة، خاضها ابن الـ40 عاما.
ومع استمرار “الدون” في ثوب ميسي، فإن “العالمي” سيحصل على استفادة فنية كبيرة، نظرا لرؤيته الواضحة، وقوة قدميه في التسديد خارج منطقة الجزاء، فضلا عن الميزة الأهم وهي اقتحام العمق.
كووورة