بيان خطير من الأمم المتحدة بعد هجمات مخيمي زمزم وأبو شوك
في بيان رسمي صدر من مدينة بورتسودان يوم 12 أبريل 2025، أعربت كليمنتين سلامي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، عن صدمتها العميقة وقلقها البالغ إزاء الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، والتي وقعت يوم الجمعة 11 أبريل الجاري.
وأكدت سلامي أن التقارير الميدانية التي وردت إلى الأمم المتحدة أوضحت أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات منسقة، برية وجوية، من عدة محاور، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة وسقوط مئات الضحايا من المدنيين.
أكثر من 100 قتيل بينهم أطفال وعمال إغاثة
بحسب التصريحات، فإن الهجمات الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، إضافة إلى تسعة من العاملين في المجال الإنساني، بعضهم قتل أثناء أداء مهام طبية داخل مركز صحي في أحد المخيمات.
وشددت المسؤولة الأممية على أن هذه الهجمات تمثل “تصعيداً مروعاً وغير مقبول” في سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون منذ اندلاع الحرب في السودان قبل ما يقرب من عامين.
الانتهاكات تخالف قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي
طالبت سلامي قوات الدعم السريع بوقف هذه الهجمات فوراً، والالتزام بـ قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي يحظر بشكل صارم استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
كما دانت بأشد العبارات هذه الانتهاكات، ووصفتها بأنها “تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”، معتبرة أن “استهداف المدنيين وموظفي الإغاثة والبنية التحتية الإنسانية أعمال بغيضة ولا يمكن التغاضي عنها”.
أزمة إنسانية متفاقمة وسط غياب المأوى
أوضحت سلامي أن مخيمي زمزم وأبو شوك يضمان أكثر من 700 ألف نازح، كثير منهم نزحوا مرات عدة خلال السنوات الماضية، ليجدوا أنفسهم اليوم مرة أخرى في قلب دائرة العنف بلا مأوى أو حماية.
ووجهت دعوة عاجلة إلى جميع أطراف النزاع، وبشكل خاص إلى قوات الدعم السريع، لاحترام القانون الإنساني الدولي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، مع ضرورة تمكين منظمات الإغاثة من الوصول الفوري والآمن إلى المدنيين المتضررين.
دعوة إلى وقف شامل للقتال
اختتمت المسؤولة الأممية بيانها بالتشديد على أن المجتمع الدولي “لا يمكنه أن يغض الطرف عن الفظائع المتكررة بحق المدنيين”، مؤكدة على ضرورة وقف شامل وفوري للأعمال العدائية في دارفور وفي جميع أنحاء السودان.