بعد إستهداف مدينة بورتسودان .. القاعدة الروسية في البحر الاحمر هل إقترب الموعد؟؟
الحرب تتطلب إستخدام السودان لكل امكانياته العسكرية وتفعيل الإتفاق الروسي
القاعدة الروسية في منطقة البحر الأحمر أمراً ضرورياً تفرضه تطورات الأوضاع الأمنية ودخول قوى دولية مسرح الحرب
روسيا ستكون مسؤولة عن حماية حدود المنطقة المائية والدفاع الجوي والأمن الداخلي
قاعدة بورتسودان قادرة على استقبال ما يصل إلى 4 سفن روسية في وقت واحد
تقرير : ضياءالدين سليمان
لم يك أكثر المتفائلين من أنصار مليشيا الدعم السريع يعتقد أن تخترق مسيرات المليشيا دفاعات الجيش ومضاداته الأرضية واستهداف مواقع مهمة في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة نظراً للدفاعات الحصينة التي تتخذها قوات الجيش السوداني وتأمينها لكامل الولاية الواقعة شرقي البلاد.
فالمليشيا التي ظلت تتلقى الهزائم المتلاحقة مع كل صباح يوم جديد لجأت مؤخراً لاستخدام المسيرات التي تستهدف مقرات ودواويين الدولة ومؤسساتها الخدمية لمواراة فشلها في تحقيق اي انتصار عسكري على الأرض اخرها المسيرات التي استهدفت مطاري بورتسودان وكسلا والتي ذكرت مصادر بأن الإستهداف كان عبر مسيرات إستراتيجية حدد بعض الخبراء العسكريين اماكن إنطلاقتها من مناطق وقواعد عسكرية تابعة لدولة الإمارات ما يشير الي ان الحرب انتقلت الي مرحلة جديدة تتطلب استخدام السودان لكل امكانياته العسكرية بما فيها تفعيل اتفاقية القاعدة الروسية في البحر الأحمر.
معلومات خطيرة
وفي تنويره للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية حول تطورات الأوضاع الأمنية قال قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، الفريق الركن محجوب بشرى إن هجوم المسيرات على بورتسودان إستهدف محطة الرادار في قاعدة “فلمينقو” وعثمان دقنة الجوية وبعض المنشآت الاستراتيجية المدنية المهمة.
وأكد أن كل الطائرات الانتحارية، وعددها 11 مسيرة، تم التعامل معها بواسطة وسائل الدفاع الجوي والسيطرة عليها وتحييدها تمامًا، حيث سقط جزء منها في البحر وتبقى منها سبع بحوزة الجيش.
وأضاف: “أثناء معركة الدفاع الجوي مع هذه المسيرات، هاجمت مسيرة استراتيجية قاعدة عثمان دقنة الجوية، محدثة بعض الأضرار المادية”، مؤكدًا عدم حدوث أي خسائر بشرية باستثناء بعض الإصابات الطفيفة وسط العاملين بالقاعدة.
وقال إن الهدف من هجوم الطائرات الانتحارية كان التغطية على هجوم الطائرة الاستراتيجية وإشغال وسائل الدفاع الجوي عن الطائرة الأساسية الاستراتيجية وهو ما يؤكد على أن الطائرة الاستراتيجية لم يتم اطلاقها من داخل الأراضي السودانية بل من منصة إطلاق في إحدى القواعد العسكرية التابعة لدولة الإمارات
توقيت مناسب
وتبرز الحاجة الي القاعدة الروسية في البحر الأحمر في دخول قوة دولية حليفة لمليشيا الدعم السريع الي مسرح الحرب في السودان من خلال ايصال الامداد العسكري لصالح المليشيا تارة أو توفير الدعم والغطاء السياسي تارة أخرى فدول تشاد واثوبيا وجنوب السودان وكينيا الي جانب الإمارات الداعم الرئيسي في هذا الحرب أظهرت دعماً كبيراً لمليشيا الدعم السريع خلال الفترة الماضية وبعد استهداف مدينة بورتسودان أصبحت الحاجة الي وجود القاعدة الروسية في منطقة البحر الأحمر أمراً ضرورياً تفرضه تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة والتي تعتبر تهديداً لعدد من الدول ذات المصالح المشتركة مع السودان.
وشهدت الفترة السابقة تقارب سوداني روسي تشير فيها المعلومات إلى قرب التوقيع على اتفاق تعاون إستراتيجي عامّ وآخر عسكري، بين مجلس السيادة وروسيا، يتيح لروسيا إنشاء قاعدة دعم لوجستي عسكرية على ساحل البحر الأحمر في بورتسودان، في تطوُّر لافت قد يُعَدّ بداية لتحوُّل إدارة السودان نحو روسيا على حساب القُوى الغربية ومصالحها في المنطقة.
حماية كاملة
ويرى مراقبون بأن روسيا تحتاج إلى قاعدة الدعم اللوجستي في السودان لتكون بوابة رئيسية لها تجاه القارة الإفريقية
ويقول الدكتور خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية ان موسكو تحتاج الي القاعدة اللوجستية في بورتسودان لتسهيل أنشطتها وتعزيز نفوذها في إفريقيا لتكون كقاعدة دعم بحرية.
ويضيف الطريفي وبحسب الاتفاق المقترح بين السودان وروسيا فإن قاعدة بورتسودان قادرة على استقبال ما يصل إلى 4 سفن روسية في وقت واحد، بما في ذلك السفن العاملة بالطاقة النووية، وسيكون السودان مسؤولاً عن الأمن الخارجي للقاعدة، بينما تقع مسؤولية حماية حدود المنطقة المائية والدفاع الجوي والأمن الداخلي للقاعدة على عاتق الجانب الروسي، وبالتالي ستتيح القاعدة لروسيا إمكانية استيراد وتصدير أي أسلحة وذخيرة ومعدات لازمة للقاعدة، وكذلك حق إقامة مواقع عسكرية مؤقتة بالسودان لحماية القاعدة المزمع إنشاؤها وهو الامر الذي سيوفر الحماية الكاملة لمنطقة البحر الاحمر والولايات المجاورة لها ويمكن أن يتم تطوير منظومة متكاملة للدفاع الجوي لتغطي كل البلاد .
مصالح مشتركة
التعاون بين البلدين اصبح ضرورة يفرضها الواقع فالسودان الذي يخوض حرب الكرامة ضد مليشيات الدعم السريع وعصابة ال دقلو الإرهابية يسعى الي تحقيق اعلى درجات التعاون للاستفادة من الامكانيات الروسية في المجالات العسكرية يعزز موقفه خلال الحرب لاسيما وان روسيا برزت في صناعة الأسلحة والذخائر وتتميز بامتلاكها مخزون وافر من الصناعات الدفاعية والاسلحة المتطورة والمقاتلات روسية الصنع عطفاً على ان السودان يحتاج لحليف قوي يوجه من خلاله رسائل في بريد بعض الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع ، كما أن روسيا تحتاج الي أن تعزز نفوذها في أفريقيا عبر تحالفها مع السودان بعد تمددها في المناطق التي تستعمرها فرنسا في أفريقيا كما ان روسيا تسعى الي الاستفادة من امكانيات السودان في المعادن لتعزيز وضعها الاقتصادي الذي تراجع بعد الحرب الاوكرانية.