كشفت وسائل إعلام عبرية، الأحد، عن أن الولايات المتحدة طلبت من حكومة الاحتلال الإسرائيلي تأجيل إطلاق العملية العسكرية الشاملة في قطاع غزة، وذلك بهدف إعطاء الفرصة للمفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى، رغم استمرار تل أبيب في شن غاراتها على مختلف مناطق القطاع.
صحيفة جيروزاليم بوست: تأجيل التوغل البري لمنح فرصة للمفاوضات
وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل بتأجيل العملية البرية الواسعة في غزة، في محاولة لإتاحة وقت إضافي لإحراز تقدم ملموس في مفاوضات تبادل الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
نقطتان محوريتان في الطلب الأميركي
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الطلب الأميركي تركز على محورين أساسيين: أولهما تأجيل العملية البرية الكبرى، وثانيهما السماح بمواصلة المفاوضات مع تنفيذ عمليات عسكرية محدودة، كما هو حاصل حاليًا في بعض المناطق من القطاع.
القلق الأميركي من تعقيد التوصل إلى وقف إطلاق النار
وأشارت المصادر إلى أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الجانب الأميركي بأن أي دخول بري شامل إلى عمق غزة سيجعل انسحاب القوات لاحقًا أمرًا شبه مستحيل، حتى وإن تم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، مما سيعقد الوصول إلى أي هدنة مستقبلية.
تل أبيب مستمرة في التصعيد رغم الوساطات
ورغم الموقف الأميركي، واصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية، حيث أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس مؤخرًا أن الجيش “سيعمل بكامل قوته حتى تحقيق الأهداف”، في إشارة مباشرة إلى العملية الشاملة المخطط لها في القطاع.
نتنياهو يفتح نافذة محدودة لوقف إطلاق النار
في السياق ذاته، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام، بأنه “مستعد لوقف إطلاق نار مؤقت من أجل إعادة الرهائن”، ما يشير إلى وجود مرونة محدودة لدى القيادة الإسرائيلية في حال أحرزت المفاوضات نتائج ملموسة.
خطة عربات جدعون تدخل حيز التنفيذ
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قد أقر في 4 مايو الجاري خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، تهدف إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، وبدأت السلطات الإسرائيلية بتنفيذ الخطة تدريجيًا من خلال تعبئة واسعة لجنود الاحتياط.
الجيش الإسرائيلي يبدأ الهجوم البري في 18 مايو
وفي 18 مايو، أعلن جيش الاحتلال بدء تنفيذ العملية فعليًا، عبر توغلات برية من محاور متعددة داخل القطاع، في ما اعتبره مراقبون تصعيدًا واسع النطاق في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
خطة للسيطرة على 75% من قطاع غزة خلال 3 أشهر
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يخطط للسيطرة على ما بين 70 إلى 75 في المئة من مساحة قطاع غزة خلال مدة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ضمن العملية العسكرية الموسعة التي تنفذها تل أبيب حاليًا.
ارتفاع هائل في حصيلة الضحايا الفلسطينيين
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 53 ألفًا و939 شهيدًا، إضافة إلى 122 ألفًا و797 مصابًا، مشيرة إلى أن هناك العديد من الضحايا لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض أو في الشوارع، في ظل تعذر وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليهم بسبب القصف المستمر.
