في تطور مثير على الساحة السياسية الأمريكية، أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، عزمه مقاضاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية إرساله قوات من الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا واعتُبرت من قبل نيوسوم تعديًا صارخًا على صلاحيات حكام الولايات.
نيوسوم يتهم ترامب بإشعال الفوضى والتجاوز على صلاحياته
وفي تغريدة نارية عبر منصة “إكس”، قال نيوسوم: “لقد أشعل (دونالد ترامب) النيران، والآن يحاول بشكل غير قانوني فرض الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني. القرار الذي وقّعه لا ينطبق على كاليفورنيا وحدها… ونحن سنقاضيه”.
واعتبر نيوسوم أن قرار ترامب ليس فقط انتهاكًا للقوانين الفيدرالية، بل محاولة لتأجيج الفوضى السياسية والاجتماعية قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أنه سيلجأ إلى القضاء الفيدرالي لوقف هذا القرار.
كامالا هاريس: خطوة ترامب تصعيد خطير لإثارة الفوضى
ولم تتأخر نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، في دخولها على خط الأزمة، حيث وصفت نشر الحرس الوطني بأنه “تصعيد خطير يهدف لإثارة الفوضى أكثر من حماية النظام”. وأضافت: “ما يحدث في لوس أنجلوس نتيجة مباشرة لسياسات ترامب العنصرية ضد المهاجرين”.
خلفية الاحتجاجات.. ترحيل جماعي للمهاجرين يثير الغضب الشعبي
تأتي هذه الأحداث في ظل احتجاجات شعبية متصاعدة في لوس أنجلوس، تدخل يومها الثالث، ضد ما وصفه المتظاهرون بـ”الاعتقالات الجماعية والوحشية” للمهاجرين غير الشرعيين، بعد قرارات اتحادية مشددة تجاه الهجرة.
وكان نائب كبير موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، قد وصف تلك الاحتجاجات وأعمال الشغب بـ”التمرد”، وانتقد موقف شرطة لوس أنجلوس، حيث رفض رئيسها المشاركة في عمليات ترحيل المهاجرين، ما اعتُبر تحديًا مباشرا لإدارة ترامب.
ترامب يتجاوز نيوسوم ويأمر بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني
وفي خطوة تصعيدية، أمر الرئيس دونالد ترامب، متجاوزًا صلاحيات حاكم كاليفورنيا، بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس لـ”مكافحة أعمال الشغب”. القرار الذي أثار موجة انتقادات عارمة من السياسيين والحقوقيين، اعتُبر سابقة دستورية خطيرة، تعكس نهج ترامب في فرض السيطرة بالقوة العسكرية حتى داخل الولايات المعارضة له.
تقارير عن عنف واشتباكات في الشوارع.. والشرطة تسعى لاستعادة السيطرة
وفي سياق ميداني متوتر، أكدت السلطات المحلية إصابة اثنين من ضباط الشرطة في 8 يونيو، خلال محاولات لفتح الطريق السريع الرئيسي للمدينة الذي أغلقه المتظاهرون. وأفادت تقارير إعلامية محلية باندلاع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، ورشق القوات بالزجاجات والحجارة، فيما تم حرق خمس سيارات شرطة على الأقل.
البيت الأبيض يراقب.. لكن قانون التمرد لم يُفعّل حتى الآن
ورغم التصعيد الحاصل، لم يُفعّل ترامب حتى الآن “قانون التمرد” الصادر عام 1807، والذي يمنحه صلاحية نشر الجيش الأمريكي لقمع الاضطرابات المدنية. ومع ذلك، أعلن وزير الدفاع بيت هيجسيث أن البنتاغون “على استعداد تام لتعبئة القوات العسكرية العاملة” إذا استمر العنف في لوس أنجلوس.
نيوسوم يتحدى ترامب قانونيًا وسياسيًا
ويرى مراقبون أن خطوة نيوسوم تهدف ليس فقط إلى حماية سيادة الولاية، بل تمثل تحديًا سياسيًا مباشرًا للرئيس ترامب، في وقت تتصاعد فيه حدة الانقسام الأمريكي الداخلي بشأن قضايا الهجرة، واستخدام القوة ضد المواطنين، وتجاوز صلاحيات الولايات.
توقيفات واعتقالات.. سان فرانسيسكو ليست بمنأى عن الاضطرابات
وفي مدينة سان فرانسيسكو، التي تأثرت هي الأخرى بموجة الغضب الشعبي، أفادت التقارير بتوقيف 60 شخصًا على خلفية المظاهرات المنددة بقرارات الترحيل، ما يشير إلى احتمال توسع رقعة الاحتجاجات إلى مدن أخرى في ولاية كاليفورنيا.
السيناريو القادم.. صدام قانوني أم دستوري؟
وتتجه الأنظار إلى المحكمة الفيدرالية، التي من المتوقع أن تنظر في دعوى نيوسوم خلال الأيام القادمة. ويرى خبراء دستوريون أن القضية قد تفتح الباب أمام جدل كبير حول صلاحيات الرئيس الأمريكي في إدارة الأزمات الداخلية، وحقوق الولايات في رفض أو قبول التدخل الفيدرالي، ما قد يُحدث سابقة قانونية في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث.
