متابعة:الرؤية نيوز
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سلسلة قرارات شملت تغييرات ملحوظة في رئاسة هيئة الأركان ونوابها، إلى جانب إحالة عدد من كبار القادة العسكريين إلى التقاعد.
وتأتي هذه الخطوة في توقيت بالغ الحساسية، حيث لا يزال السودان يرزح تحت وطأة صراع ممتد وضغوط سياسية وأمنية متزايدة، ما يُضفي على هذه القرارات أبعادًا تتجاوز مجرد إعادة توزيع للمناصب العسكرية.
دلالات استراتيجية في لحظة حرجة
يرى مراقبون أن قرارات البرهان تعكس توجهًا لإعادة ترتيب أولويات القيادة داخل المؤسسة العسكرية، بما يتماشى مع متطلبات المعركة الحالية وتوازن القوى المتغير.
إسناد مناصب عليا لقيادات جديدة يُفهم منه رغبة القيادة في ضخ دماء أكثر انسجامًا مع الخطط العسكرية والسياسية للمرحلة القادمة، كما أن إحالة بعض القادة للتقاعد قد تحمل رسائل تتعلق بإعادة بناء الثقة وترتيب البيت الداخلي.
بين التكتيك العسكري والرسائل السياسية
وبحسب محللين، لا يمكن فصل هذه التغييرات عن المشهد السياسي الأوسع، إذ تأتي في ظل مواجهة مستمرة مع قوات الدعم السريع، إلى جانب أزمة اقتصادية خانقة وضغوط دولية متزايدة لإنهاء النزاع.
إعادة هيكلة القيادة العسكرية في هذا التوقيت، قد تهدف إلى تعزيز التماسك داخل الجيش، وتحقيق قدر من الانضباط والفاعلية العملياتية، وهو ما يُعد رسالة سياسية موجهة إلى الداخل والخارج بأن المؤسسة العسكرية لا تزال متماسكة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة.
تأثير مباشر على سير العمليات الميدانية
من الناحية الميدانية، يُتوقع أن تُحدث هذه التغييرات أثرًا مباشرًا على إدارة العمليات، خاصة في ظل تعيين قيادات جديدة في مواقع محورية مثل رئاسة هيئة الأركان ونوابها المكلفين بالإمداد والتخطيط والعمليات.
وجود قيادات جديدة قد يفتح الباب أمام تبني تكتيكات أكثر حسمًا ومرونة، ما قد يُغيّر من معادلة القتال في عدد من الجبهات الساخنة خلال الأسابيع المقبلة.
اختبار صعب أمام القيادة الجديدة
ورغم أهمية التغييرات، إلا أن التحديات أمام القيادة الجديدة لا تقل جسامة، وتشمل إعادة رفع الروح المعنوية للقوات، تأمين خطوط الإمداد في ظل الحصار الاقتصادي، وتنسيق العمليات بين الوحدات المنتشرة في جبهات مختلفة.
وتواجه القيادة الجديدة اختبارًا حقيقيًا في قدرتها على إثبات الكفاءة وتحقيق نتائج ملموسة خلال فترة زمنية قصيرة، في ظل التحديات الميدانية والسياسية التي تحيط بالمشهد السوداني.
