الرؤية نيوز

غرق 51 سودانياً في المتوسط

0 24

متابعة:الرؤية نيوز
في حادثة مأساوية جديدة تعكس عمق أزمة الهجرة غير النظامية، لقي 51 شاباً سودانياً مصرعهم غرقاً أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط باتجاه السواحل اليونانية، في واحدة من أكثر الكوارث إيلاماً التي شهدها السودان في هذا السياق. الحادثة أعادت إلى الواجهة حجم المخاطر التي يواجهها الشباب السوداني في رحلات الهجرة، وسط ظروف اقتصادية وأمنية تدفعهم إلى خيارات محفوفة بالموت.

صدمة مجتمعية
أحد أقارب الضحايا أفاد لراديو دبنقا بأن معظم الغرقى ينحدرون من مناطق العسيلات، الدبيبة، العيلفون، كسلا، وأمدرمان، مشيراً إلى أن القائمة تضم أسماء من أسر وعائلات معروفة في تلك المناطق، ما ضاعف من حجم الصدمة وأثرها الاجتماعي. المأساة لم تكن فقط في عدد الضحايا، بل في امتدادها إلى نسيج مجتمعي واسع، يعاني أصلاً من تداعيات الحرب والنزوح والضغوط الاقتصادية.

مسؤولية المهربين
مالك الديجاوي، رئيس منظمة مكافحة الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية، وصف الحادثة بأنها حلقة جديدة في سلسلة المآسي المرتبطة بالهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، محمّلاً المسؤولية لشبكات التهريب التي تستغل طموحات الشباب وأحلامهم في الوصول إلى أوروبا عبر طرق بحرية محفوفة بالمخاطر. وأكد أن هذه الشبكات تواصل نشاطها رغم التحذيرات المتكررة، مستفيدة من غياب الرقابة وتردي الأوضاع الداخلية.

نقطة الانطلاق
الديجاوي أوضح أن مدينة طبرق الليبية تُعد أقرب نقطة انطلاق للرحلات البحرية التي يسلكها المهاجرون في طريقهم إلى اليونان، مشيراً إلى أن المنظمة التي يرأسها دأبت على التحذير من خطورة هذه المسارات، إلا أن تلك التحذيرات لم تلقَ الاستجابة المطلوبة. وأضاف أن هذه الطرق باتت معروفة بكونها ممرات للموت، لكنها لا تزال تستقطب مئات الشباب السودانيين سنوياً.

دعوة للعودة
وجّه الديجاوي نداءً عاجلاً إلى الشباب السوداني وأسرهم، داعياً إياهم إلى العودة الطوعية إلى المناطق المستقرة داخل البلاد، بدلاً من الانجرار وراء أوهام المهربين. كما طالب وزارة الخارجية وجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج بالتدخل الفوري ووضع سياسات أكثر فاعلية للحد من هذه الظاهرة، عبر برامج توعية ومبادرات اقتصادية تفتح آفاقاً بديلة للشباب.

نزيف مستمر
المأساة الأخيرة، بحسب مراقبين، تفتح الباب مجدداً أمام تساؤلات جوهرية حول أسباب استمرار نزيف الشباب السوداني في عرض البحر، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الطاقات البشرية المؤهلة، وتحتاج إلى جهودهم في إعادة البناء والاستقرار. الحادثة ليست مجرد رقم في سجل الضحايا، بل مؤشر على أزمة مركبة تتطلب معالجة عاجلة وشاملة من جميع الجهات المعنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.