الرؤية نيوز

عثمان ميرغني ينتقد جولة نيويورك لكامل ادريس ويقارنها بإنجازات حمدوك الدولية

0 7

متابعة:الرؤية نيوز
في قراءة تحليلية كتبها رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني، استعاد فيها لحظة فارقة من تاريخ السودان الحديث، حين ترأس رئيس الوزراء الانتقالي السابق الدكتور عبدالله حمدوك وفد بلاده إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2019، بعد توقيع الوثيقة الدستورية وتشكيل الحكومة الانتقالية الأولى. تلك الزيارة، كما وصفها ميرغني، كانت بمثابة إعلان رمزي لعودة السودان إلى المجتمع الدولي، وقد لاقت احتفاءً شعبيًا واسعًا، تجسد في مشاهد التفاعل الجماهيري التي وصلت حد الزغاريد المتداولة على منصات التواصل.

نتائج ملموسة
ميرغني أشار إلى أن زيارة حمدوك لم تكن مجرد مشاركة دبلوماسية، بل تخللتها لقاءات مؤثرة مع وفود أجنبية، ثم تبعتها محطات مهمة في باريس وبرلين، حيث التقى رئيس الوزراء الفرنسي، واجتمع مع عبد الواحد محمد نور بعد أن تخلى مؤقتًا عن صفته الرسمية تلبية لشرط اللقاء. هذه التحركات مهدت لانعقاد مؤتمر برلين للشراكة مع السودان، ثم مؤتمر باريس الذي أطلق برنامجًا دوليًا لإزالة الديون الثقيلة، وانتهت بإعلان الولايات المتحدة إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. بحسب ميرغني، فإن هذا الحراك الخارجي كان له أثر ملموس، وربما لو استمر حمدوك في منصبه، لكان السودان قد بلغ مرحلة متقدمة من التعافي الاقتصادي.

إدريس ونيويورك
في المقابل، يرى ميرغني أن زيارة رئيس الوزراء الحالي الدكتور كامل إدريس إلى نيويورك لا تحمل ذات الزخم أو النتائج، بل تبدو أقرب إلى محاولة لإثبات الذات وتعويض زيارات سابقة إلى السعودية ومصر. اللقاءات التي أجراها إدريس، بحسب المقال، شملت دولًا أفريقية بعيدة عن المجال الحيوي للسودان، بينما اتسمت بعض الاجتماعات بطابع بروتوكولي أقرب إلى الصور التذكارية منها إلى اختراق دبلوماسي حقيقي. ميرغني يصف الجولة بأنها تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، وتُظهر حاجة ملحة لإعادة تقييم الأداء الحكومي في الملفات الخارجية.

أزمة داخلية
الكاتب لم يكتف بالنقد الدبلوماسي، بل انتقل إلى توصيف الواقع الداخلي، مشيرًا إلى أن حكومة “الأمل” لا تزال بعيدة عن تحقيق تطلعات المواطنين. السودان، كما يقول، يواجه تفشيًا غير مسبوق لحميات الضنك والملاريا، وسط استجابة حكومية ضعيفة، تجعل المواطن في مواجهة منفردة مع وباء يتطلب تدخلًا مؤسسيًا عاجلًا. هذا التدهور الصحي يتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة، وعودة متزايدة للنازحين واللاجئين الذين يفتقرون إلى الخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه وتعليم وصحة، فضلًا عن غياب فرص العمل لمن ظلوا لأكثر من عامين بلا دخل.

دعوة للإصلاح
في ختام مقاله، يدعو عثمان ميرغني إلى ضرورة إعادة ضبط أداء حكومة الأمل، عبر تحديد رؤية واضحة وتصميم خطة مؤسسية تلتزم بها الدولة. ويحذر من الإفراط في التعويل على الرمزية والشكليات، سواء في الجولات الداخلية أو الخارجية، مؤكدًا أن ثمن هذا النهج سيدفعه السودان بأكمله، وليس الحكومة وحدها. فالمطلوب، كما يرى، هو الانتقال من التمثيل إلى الفعل، ومن الخطاب إلى التنفيذ، لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة واستعادة ثقة المواطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.