الرؤية نيوز

رغم تأهله لدور الـ32… جماهير الهلال السوداني غاضبة م̷ـــِْن ريجيكامب

0 6

متابعة:الرؤية نيوز
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بموجة غضب واسعة من قِبل جماهير نادي الهلال السوداني رغم بلوغ الفريق دور الـ32 من منافسات دوري أبطال إفريقيا بعد الفوز الصعب على جاموس الجنوب السوداني. تداول المشجعون مقاطع فيديو وصوراً تظهر لحظات توتر اللاعبين وسط هتافات الاستهجان داخل المدرجات الافتراضية، بينما حمل كثيرون أسلوب اللعب مسؤولية هذا الموقف، مؤكدين أن النتيجة الإيجابية لا تعكس الأداء المتواضع الذي ظهر به الأزرق. تصدّر وسم #إقالة_ريجيكامب قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في السودان وعدد من الدول الأفريقية، حيث انضم إليه لاعبو كرة قدم سابقون ومسؤولون رياضيون للمطالبة بإحداث تغيير فوري على مقعد المدرب. وتباينت التعليقات بين من يرى أن الفريق استعاد توازنه في اللحظات الحرجة وبين من يصف انتصاره بـ«المهزوز» و«غير المقنع»، مع دعوات إلى مراجعة جذرية لجميع الخطط الفنية. أجمعت الآراء على أن الرضا الجماهيري لن يتحقق إلا من خلال تقديم مستوى متزن يليق بتاريخ الهلال وإمكاناته المالية والإدارية. بدت ألوان الزرق في الحسابات الرسمية خانعة أمام موجة النقد، ما يعكس حجم الاحتقان الذي يعيشه الشارع الهلالي قبل الانخراط في المراحل المقبلة من البطولة القارية.

أداء مهزوز
انصبَّت الانتقادات بشكلٍ أساسي على الأداء الفني الذي قدمه الهلال في مباراة جاموس الجنوب، إذ وصفه أنصار النادي بأنه «لا يقنع ولا يطمئن»، على الرغم من تمكن المهاجم كلود من تسجيل هدف الفوز الوحيد. لفت الجمهور إلى ضعف الإنسجام بين خطوط الفريق الثلاثة، حيث بدا الخط الخلفي متردداً في التعامل مع الكرات العرضية، بينما افتقر الوسط إلى الفاعلية في التحول إلى الهجوم السريع. واعتبر المتابعون أن الريجيكامب لم يستطع حتى اللحظة تطبيق الأفكار التكتيكية التي يُعرف بها في المباريات الكبرى، ما جعل تنفيذ الخطط عشوائياً في فترات النفاذ دفاعياً. وأطلقت شرائح واسعة من الأنصار وسم #الهلال_مهزوز للإشارة إلى أن الفريق كان على أعتاب خسارة أو تعادل محرج أمام منافسٍ لا يملك ذات السمعة القارية. ورأى كثيرون أن هذه التسجيلات الحماسية لم تكن سوى تحصيل حاصل، وأن الأهم يكمن في التفاصيل الدقيقة التي غابت عن تحركات اللاعبين وحماستهم في الكرات الثابتة والهجمات المرتدة.

جذور الإحباط
تعود جذور هذا السخط الجماهيري، وفقاً للمتابعين، إلى الأداء المخيب الذي قدمه الهلال في بطولة سيكافا الأخيرة، حيث خرج مبكراً بخسائر متكررة أمام فرق تصنف أقل مستوىً منه بكثير. أضافت الخيبة التي عمّت الشارع الهلالي بعد هذا الإقصاء عبئاً إضافياً على الجهاز الفني الحالي، ما جعل أي نتيجة متواضعة في الدوري المحلي أو البطولة القارية تُقرأ باعتبارها فشلاً جديداً. قلّصت هذه الخلفية سلطة الثقة التي كانت تحيط بإريجيكامب فوراً، إذ اعتبر أنصار الأزرق أنه خسر القدرة على تطوير الخطط ورصد نقاط ضعف المنافسين بفعالية. ولم تساعد صولاته وجولاته في التشبع بتلك القيادات الفنية بعد أن ظهرت أخطاء تكتيكية متكررة تتعلق ببطء الانتشار في المساحات وفقدان التمركز السليم. في المجمل، يرى الجمهور أن العبء الملقى على كاهل المدرب يوازي حجم الطموحات الهلالية التي لا ترضى بأقل من المنافسة على اللقب الإفريقي.

مواجهة كينية
يتجه الهلال حالياً نحو مباراةٍ مهمة في دور الـ32 أمام نادي البوليس الكيني، الذي تأهل على إثر قاعدة الهدف خارج الأرض رغم خسارته أمام مقديشو الصومالي بهدفين دون رد. نجح البوليس في الفوز ذهاباً بفضل أداءٍ تكتيكي متوازن، ما أكسبه ثقة كبيرة دفعته إلى الدور الحالي للمرة الأولى منذ سنوات. هذا المسار الاستثنائي للفريق الكيني يجعله خصماً لا يستهان به، لاسيما وأن مواجته مع الهلال ستُقام في أجواءٍ افتراضية مغايرة لنهج الجماهير السودانية. يراهن الهلاليون على استثمار قوة ملعبهم الإفتراضي وذاكرة لاعبي الأزرق أمام المنافسين التقليديين، لكنهم يخشون مغامرات فريق البوليس الذي أثبت قدرةً على التعامل مع الضغوط الخارجية وفرض أسلوبه الخاص. وقد دعا محللون فنيون إلى ضرورة إعداد خطط مضادة للكرة المرتدة التي يعتمدها البوليس وتجنب تكرار الأخطاء الدفاعية التي كادت أن تكلف الهلال سقوطاً في أوقات حرجة أمام جاموس الجنوب.

مطالب إدارة
رغم أن الهلال حقق متطلبه الأساسي بالتأهل إلى دور الـ32، إلا أن الجماهير تعتبر أن هذا الإنجاز لا ينبغي أن يخفي العيوب الفنية والإدارية الواضحة. وانتشرت دعوات قوية تطالب إدارة النادي بمراجعة شاملة لمسيرة الفريق، تبدأ بدعم الجهاز الفني الحالي بطريقةٍ مختلفة أو بالبحث سريعاً عن بديلٍ يتحلى بخبرة مناسبة لقيادة الفريق نحو المنافسة الفعلية. يرى الرأي العام الهلالي أنه لا بد من إقرار رؤية استراتيجية واضحة قبل خوض المباريات الحاسمة، تشمل استقطاب لاعبين جدد أو تغيير أساليب التدريب والتحضير النفسي. واجهت الإدارة انتقادات لعدم إعلانها خططاً تفصيلية حول السبل الكفيلة بتحقيق التطور المطلوب، خاصة في الإعداد البدني والتكتيكي. وفي ظل هذا المناخ الحرج، برزت مطالب برفع الحظر عن بعض الصفقات المطروحة سابقاً وتعيين مدير فني يمتلك سجلاً حافلاً بالنجاحات القارية.

قرار حرج
وضع هذا الضغط الجماهيري إدارة الهلال في مأزق حقيقي، إذ أصبحت مطالَبَة الجمهور بإقالة ريجيكامب أمراً يهدد باستنزاف قدرة النادي على التركيز في جوانب أخرى تتعلق بالتحضير الفني والمعنوي للفريق. وتواجه الإدارة خيارين رئيسيين: التنازل أمام شعارات المشجعين وتنفيذ الإقالة بصورةٍ عاجلة، أو منح المدرب فرصة أخيرة لإعادة هيكلة المشروع الفني على أن يتم تقييمه مجدداً بعد جولة مواجهات دور الـ32. وبينما يتحدث بعض أعضاء المجلس عن ضرورة التحلي بالصبر ودعم المدرب رغم الإخفاقات المؤقتة، يصر آخرون على أن الهزات الأخيرة لم تعد تحتمل أي مزيد من المراوغة. يضاف إلى ذلك عامل التكلفة المالية لأي قرارٍ متسرع قد يؤثر على ميزانية النادي ويخلق متغيرات جديدة في سوق الانتقالات.

كشف مستقبل
قبل انطلاق الدور التمهيدي الثاني، يطالب أنصار الهلال بالكشف الفوري عن الخطوات المقبلة ومآلاتها في مسار الفريق الإفريقي، معتبرين أن هذه الفترة الحساسة تتطلب شفافية عالية من مجلس الإدارة. ويتوقع الجمهور أن يتم الإعلان عن خطة متكاملة تشمل إعادة صياغة الخطط التدريبية وتحديد بدائل فنية وتنفيذية واضحة، فضلاً عن عرض جدول يوضح خارطة طريق الفريق حتى نهاية البطولة. ويأمل المشجعون في رؤية ردٍّ عملي على انتقاداتهم يتمثل في قرارات تُرفع عنها ستار التكتم المعتاد، ليظهر الهلال بمظهر المؤسسة المنظمة القادرة على التعامل مع ضغط المنافسات القارية. وتشير كل المؤشرات إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل معها تغييرات عملية، قد تكون مفصلية في تحديد مصير المدرب وإعادة رسم ملامح المربع الأول للمنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.