الرؤية نيوز

أزمة رواتب المعلمين تتفاقم واعتقال في كسلا

0 2

متابعة:الرؤية نيوز
في تطور أثار ردود فعل واسعة، طالبت لجنة المعلمين السودانيين السلطات المحلية في ولاية كسلا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المعلم طارق ميرغني عبود، الذي تم اعتقاله من منزله في الثامن من أكتوبر الجاري على خلفية مطالبته بصرف رواتب المعلمين المتأخرة.

ووصفت اللجنة في بيانها الصادر يوم الثلاثاء عملية الاعتقال بأنها جزء من حملة تضييق ممنهجة تستهدف المعلمين والنشطاء النقابيين، مؤكدة أن الاحتجاز تم دون أي سند قانوني، ومن دون السماح لأسرته أو محاميه بزيارته. وشددت اللجنة على أن المطالبة بالحقوق المشروعة لا تُعد جريمة، داعية إلى احترام الحريات النقابية ووقف الممارسات القمعية بحق العاملين في قطاع التعليم.

الخلية الأمنية:
الخلية الأمنية في السودان، والتي تُعرف رسمياً أحياناً باسم “اللجنة الأمنية المشتركة في الولاية”، تُعد من أبرز الأجهزة التنسيقية المحلية التي تشرف على الملفات الأمنية في كل ولاية. ويتكون هذا الجهاز من ممثلين عن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطة، ويعمل تحت إشراف مباشر من الوالي أو الحاكم العسكري.
وتثير تركيبة هذا الجهاز جدلاً واسعاً، خاصة بعد أن أعاد عدداً من عناصر النظام السابق إلى مواقعهم القيادية، ما عزز من نفوذهم داخل هذه اللجان.

أزمة تعليمية
تشهد المدارس الحكومية في السودان منذ عدة أشهر حالة من الشلل شبه الكامل، نتيجة توقفات متكررة وإضرابات واسعة النطاق بسبب تأخر صرف الرواتب وتدني الأجور، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ويواجه قطاع التعليم تحديات متزايدة، أبرزها نقص التمويل وانهيار البنية التحتية، ما أدى إلى تراجع كبير في جودة الخدمات التعليمية.

وتُعد هذه الأزمة جزءاً من تداعيات الحرب المستمرة، التي أثرت بشكل مباشر على قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها تجاه العاملين في القطاع العام، بما في ذلك المعلمون الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة.

احتجاجات كسلا
في ولاية كسلا، تصاعدت احتجاجات المعلمين خلال الأسابيع الأخيرة، وسط مطالبات متكررة بصرف الرواتب وتحسين بيئة العمل في المدارس الحكومية. وتأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه الحكومة المحلية صعوبات مالية كبيرة، نتيجة تعطّل الإيرادات العامة وانهيار مؤسسات الدولة في عدد من الولايات.

ويعكس اعتقال المعلم طارق ميرغني عبود حجم التوتر بين السلطات والمعلمين، الذين يواصلون الضغط من أجل تحقيق مطالبهم الأساسية. وتُعد كسلا واحدة من الولايات التي تشهد نشاطاً نقابياً متزايداً، في ظل غياب حلول ملموسة من قبل الجهات الرسمية، ما ينذر بمزيد من التصعيد في حال استمرار تجاهل المطالب المشروعة للعاملين في قطاع التعليم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.