الرؤية نيوز

القاهرة وواشنطن تبحثان تسوية النزاع السوداني وفق رؤية ترمب للسلام

0 67

في سياق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، استضافت العاصمة المصرية القاهرة جولة حوار استراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، تناولت إمكانية تطبيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تسوية النزاعات الأفريقية، على غرار اتفاق وقف الحرب في غزة. وأكد الجانب المصري تطلعه إلى العمل مع واشنطن لحلحلة الأزمات في القارة، مستندًا إلى حرص ترمب على إنهاء الحروب والنزاعات حول العالم.

قيادة الجلسات
ترأس وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وفد بلاده في جلسات الحوار، بينما قاد الوفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس ترمب للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، بمشاركة نائب وزير الخارجية الأميركية للإدارة والموارد مايكل ريغاس. وركزت المشاورات على عدد من الملفات الأفريقية، من بينها تطورات الأوضاع في السودان وليبيا، ومنطقة البحيرات العظمى، والساحل الأفريقي، والقرن الأفريقي، إضافة إلى ملف الأمن المائي المصري، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.

إشادة مصرية
خلال الجلسات، أشاد وزير الخارجية المصري بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، واصفًا إياها بأنها كانت عاملًا حاسمًا في وقف الحرب في غزة. وأكد عبد العاطي أن مصر تعوّل على التزام ترمب بتنفيذ رؤيته لإنهاء النزاعات الدولية، بما في ذلك في القارة الأفريقية. كما عبّر عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع الإدارة الأميركية لتسوية النزاعات، واستكشاف فرص الشراكة في مجالات التنمية والاستثمار، مستندًا إلى الدور المصري الفاعل في دعم الأمن والاستقرار بالقارة، من خلال مؤسسات مثل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات.

دعم أميركي
نقل البيان المصري عن مسعد بولس إشادته بالعلاقات الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، مؤكدًا أهمية الدور المصري في دعم الأمن الإقليمي في أفريقيا والشرق الأوسط. وأعرب بولس عن حرص الجانب الأميركي على مواصلة التنسيق مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية الجهود المصرية في تسوية النزاعات وتعزيز التنمية الإقليمية.

ملفات النزاع
ناقش الجانبان النزاعات القائمة في عدد من الدول الأفريقية، من بينها السودان وليبيا والساحل الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى. وأكد عبد العاطي أن رؤية مصر ترتكز على معالجة جذور النزاعات، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لضمان استدامة السلام. كما جدّد دعم بلاده للجهود الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب في شرق الكونغو الديمقراطية، وأبدى استعداد مصر لتقديم خبراتها في تنفيذ اتفاق واشنطن للسلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، الموقع في يونيو الماضي.

تحديات قائمة
أوضح السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الحوار المصري الأميركي يمكن أن يسهم في حلحلة النزاعات الأفريقية رغم التحديات المعقدة. وأشار إلى أهمية التعاون مع المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، والتواصل المباشر مع أطراف النزاع، إلى جانب القوى الإقليمية الفاعلة، بهدف خلق تفهم دولي لخطورة هذه الأزمات. ولفت إلى أن أبرز التحديات تتمثل في تعقّد الأزمات وتعدد أطرافها، مثلما هو الحال في ليبيا والسودان والقرن الأفريقي، إضافة إلى محدودية فهم الإدارة الأميركية لتفاصيل هذه الصراعات.

الأمن المائي
تطرق وزير الخارجية المصري إلى ملف الأمن المائي، مؤكدًا أن نهر النيل يمثل شريان الحياة للشعب المصري، وأن بلاده تلتزم بالتعاون مع دول حوض النيل لتحقيق المصالح المشتركة. وشدد على أهمية احترام القانون الدولي، لا سيما مبادئ عدم الإضرار، والإخطار المسبق، والتشاور والتوافق، للحفاظ على مصالح جميع دول الحوض. كما أكد رفض مصر للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، مشيرًا إلى أن بلاده تتابع التطورات عن كثب، وستتخذ كافة الإجراءات التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة لحماية أمنها المائي.

رؤية تحليلية
اعتبر الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحوار المصري الأميركي يحمل أهمية كبيرة في توضيح حقيقة النزاعات الأفريقية للإدارة الأميركية، التي لا تمتلك إلمامًا كافيًا بتفاصيلها. وأوضح أن رؤية ترمب لإنهاء الحروب يمكن أن تُستثمر في خلق رأي عام دولي يدعم تقنين التدخلات الخارجية في النزاعات الأفريقية، لا سيما تلك التي تتم عبر تسليح الميليشيات والجماعات المتطرفة، والتي ساهمت في تصاعد حدة الصراعات بالقارة خلال الفترة الأخيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.