إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نقطة…. سطر)
وسطر من الشرح يكفي، لأن كل شيء الآن واضح.
وأمس، رئيس أركان مصر في الخرطوم، الأمر إذن عسكري وليس دبلوماسيًا.
رئيس تركيا يعقد مؤتمرًا ليقول جملة واحدة: إن الأمر في السودان لا يمكن السكوت عليه.
وتركيا تعلم أن فصل دارفور يعني تمدد حفتر، وتركيا عدوها هو حفتر.
ومصر ترسل أركان جيشها، لأن احتلال الدعم لدارفور يعني إسرائيل جديدة غرب مصر بعد إسرائيل على الشرق.
ومصر تدعم الصومال من قبل لأن إثيوبيا تشرع فعلًا في حرب جديدة.
فإثيوبيا تُغرق السودان قبل شهر بفتح سد النهضة، ثم تُعلن – عمدًا – أنها إنما فتحت ربع السد، والتصريح هو تهديد كامل لمصر والسودان.
وسد النهضة في حقيقته هو قنبلة إسرائيلية/إماراتية/إثيوبية… قنبلة فوق رأس مصر والسودان.
وضربة بورتسودان الشهر الماضي كانت جملة إعرابها هو:
الطائرات المجهولة تضرب مخازن الطائرات التركية… مما يعني، ويعني.
ومصر وتركيا والسعودية المتنازعين في ليبيا، يتفقون في التصدي للجنجا، لأن الخطر هنا مشترك.
والإمارات – وبوقاحة غريبة – تذكّر مصر بأن مفاتيح مصر في يدها، لكن مصر تحصل على مفاتيح الآن من جهات أخرى.
ومصر لها ثلاث جيوش، والرابع هو مخابرات تعرف أين وكيف تفعل، وتفعل.
…
وإعلام وإعلان مجازر الفاشر كان عملًا لإرهاب المواطنين، لكن صرخة الدنيا تصبح مفاجأة للإمارات.
والعالم يصرخ ضد الدعم، وضد الإمارات التي تصنع الدعم… وورطة.
وللفرفرة، الدعم – والورطة – الدعم يطلب من مصر التوسط لمحادثات مع الخرطوم، ومصر ترفض.
قال الدعم: طيب… تفاوضوا معنا أنتم.
مصر قالت: نحن لا نتفاوض مع ميليشيات.
والسعودية تُقارب تركيا – كان التباعد منذ حادثة خاشقجي – والتقارب ضد الإمارات.
واليمن التي تقصف السفن الأمريكية تعلن أن (السفن الباركة) أسهل.
والآن، شخصيات المسرح هي:
السعودية… تركيا… مصر… السودان – من جهة.
والإمارات… وإثيوبيا… وحفتر – من جهة.
ثم نثار الزجاج تحت الأقدام العارية…
والآن، ومن الزجاج المكسور، بحث الدعم عن أي مفاوضات.
والدعم يقول إنه لا يصر على الاتفاقية السابقة (التي تُعطي كل شيء للدعم)، وإنه يرضى بأي مفاوضات.
والخدعة هي أن جلوس البرهان مع الدعم للمفاوضات يعني إعلانًا بالاعتراف بها، والاعتراف بها يعني حق المشاركة في أي سلطة قادمة.
وهذه هي صورة الأحداث الآن، التي سوف تصبح لها صورة أخرى بعد ساعات.
ولا نقول لماذا.
إسحق أحمد فضل الله
