محمد عبد الماجد يكتب: نفس (القصر) الذي قدم الموز وكبدة الإبل حدثت فيه الاشتباكات والاعتقالات
(1)
عندما حدث اعتصام القصر في اكتوبر الماضي تمهيداً لانقلاب 25 اكتوبر – كان الاعتصام تحت رعاية مجموعة الميثاق في الحرية والتغيير– وكان الدعم للاعتصام يقدم من الفلول ويحفّز من القيادات العسكرية في الحكومة الانتقالية.
كلنا شاهدنا المشويات والفطائر والفواكه والعصائر التي كانت تقدم للمعتصمين في باحة القصر وكأنهم في حفلات لعيد الميلاد.
شاهدنا كبدة الابل في موائد الاعتصام – وهي وجبة نفتقدها حتى في مناسبات افراحنا وأعراسنا.
الاعتصام قدم فيه المحشي والقيمة وكانت (الطبائخ) تعرض عبر خدمة (البوفيه المفتوح) الفاخرة.
قدموا فيه الفواكه التي حرم منها الشعب السوداني حتى اطلق عليه اعتصام الموز.
في ذلك الاعتصام الذي نظمه (فلول) النظام البائد في الحكومة الانتقالية لم نشاهد اعتقالات او مضايقات يتعرض لها المعتصمون رغم ان الاعتصام كان في شارع القصر – يتابع البرهان وحميدتي مجرياته من (شباك) مكاتبهما في القصر الجمهوري.
لم تطلق رصاصة في الفضاء لفض اعتصام القصر من قبل الذين فضوا اعتصام القيادة العامة والشعب في حماية جيشه بما يعرف بمجزرة رمضان. بل لم تطلق علبة (بمبان) واحدة والاعتصام يشل الحركة في قلب الخرطوم وتلفزيون السودان ينقل احداثه على الهواء.
كان ذلك الاعتصام يخاطبه مني اركو مناوي (حاكم اقليم دارفور) وجبريل ابراهيم وزير المالية السابق وبقية كشكول الفلول من اربعة طويلة.
اين كان قانون تقويض النظام الذي يحاسب به ود الفكي وخالد سلك وابراهيم الشيخ ووجدي صالح الآن؟
المهرجل التوم هجو الذي كان يعتبر الحزب الشيوعي سبباً في مقتل المحتجين بعد انقلاب البرهان كان يتحدث في اعتصام القصر عن الحرية والسلام والعدالة.
رفضوا (الاقصاء) لأحزابهم الواهية في الوقت الذي رحبوا فيه بإطلاق الرصاص على المحتجين العزل والسلميين.
اعتصام القصر تمت مكافأة من خططوا له بان اصبحوا (اعضاء في مجلس السيادة) بينما تم اعتقال اعضاء في مجلس السيادة ووزراء في حكومة الثورة بحجة تقويض النظام والتحريض على الكراهية.
(2)
الذي كان يحدث في اعتصام القصر والذي كان اشبه بمهرجان (سينمائي) في كان او الجونة او قرطاج حدث عكسه تماماً في احتجاجات سلمية ضد (الاتفاق السياسي) والاحتجاجات تقع على بعد اكثر من كيلو متر من القصر.
في موكب 30 نوفمبر حسب خبر صحيفة (الانتباهة) امس : (منعت قوات الأمن آلاف المتظاهرين من الوصول الى القصر الرئاسي بالخرطوم غداة مليونية هي السادسة منذ اعلان اجراءات الجيش 25 اكتوبر الماضي. وأطلقت القوات الامنية بالقرب من تقاطع شارع القصر والجمهورية سيلاً كثيفاً من الرصاص والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لمنع المتظاهرين الذين لبوا نداء للجان المقاومة في الخرطوم للخروج في مليونية 30 نوفمبر رفضاً لاتفاق البرهان وحمدوك).
في الانتباهة ايضاً : (حمّل القيادي بالحرية والتغيير عادل خلف الله ما اسماه بالسلطة الانقلابية مسؤولية القمع المفرط ضد المتظاهرين).
يحدث ذلك في احتجاجات سلمية عابرة في حين انهم كانوا يقابلون اعتصام استمر قرابة العشرة ايام في شارع القصر بكبدة الابل والموز والعصائر!
لجنة أطباء السودان المركزية في تقرير ميداني لها بعد موكب 30 نوفمبر قالت ما لا يقل عن 100 حالة إصابة في المجمل تم حصرها حتى الآن، منها (6) حالات إصابة بقنابل صوتية واحدة منها أدت لتهتك أنسجة اليد. وحالة تهشم بعظام الأنف والوجه.
الشيوعي: (مواكب 30 نوفمبر تعرضت لقمع وحشي رغم وعود حمدوك).
وفي الاخبار ايضاً : اقتحم رجال شرطة وأفراد من قوات أمنية أخرى بأزياء مدنية الثلاثاء عدداً من المستشفيات في وسط الخرطوم من بينها مستشفى الفيصل التخصصي والقبض على محتجين كانوا يتلقون الإسعافات بداخله بعد إصابتهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع. واكد مسؤول كبير في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في جنيف أن “اقتحام المستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى جريمة حرب حسب نص المــادة 8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.
أين الموز؟
اين كبدة الابل؟
(3)
قلنا سابقاً ان قيادات في الحركات المسلحة حافظت على مواقعها في مجلس السيادة لأنها تمتلك قوات مسلحة. وهي ايضاً سوف تحتفظ بنصيبها في حكومة قالوا انها سوف تكون (حكومة كفاءات)! علماً ان قيادات تلك الحركات المسلحة حتى رتبهم العسكرية حصلوا عليها بدون كفاءة وبعيداً عن لوائح وقوانين (الجيش) المعروفة.
محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق وإبراهيم الشيخ وخالد سلك وزراء في حكومة حمدوك تم اعتقالهم والتحقيق معهم بتهم تصل عقوبتها للإعدام من قبل نيابة امن الدولة بسبب تقويض نظام هم جزء منه. نفس السلطة التي اعتقلت عضواً في مجلس السيادة ووزراء في مجلس الوزراء تفاوض الآن في الناظر تِرك الذي اغلق الشرق والميناء ليكون عضواً في مجلس السيادة وهو يؤخر موافقته بسبب المزيد من الاشتراطات.
تِرك العضو المرتقب في مجلس السيادة اعلنت نظارته عن اغلاق الشرق يوم 4 ديسمبر ان لم يتم الغاء مسار الشرق.
بعد الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد انقلاب 25 اكتوبر سمعت احد قيادات البجا في احدى الفضائيات العربية الشهيرة يتحدث عن عدم شرعية هذه المواكب وعن عدم سلميتها!
(4)
بغم /
امنحوهم رتباً عسكرية فهم عسكريون اكثر من العسكر.
الفريق مبارك الفاضل.
اللواء ابوالقاسم برطم.
العميد (م) تِرك.
عقيد مني اركو مناوي.
نقيب جبريل ابراهيم.
وكيل عريف التوم هجو.