قبائل البجا تهدد مجدداً بإغلاق ميناء بورتسودان و الطرق البرية الرابطة وتكشف عن جدول تصعيدي ثوري كامل
الخرطوم: أحمد يونس
أعلن تجمع قبلي بشرق السودان الشروع في تصعيد جديد بإغلاق شرق البلاد والطريق البري الرابط بينه وبقية أنحاء البلاد، بما في ذلك الموانئ على البحر الأحمر، وذلك للمرة الثانية في غضون أشهر، بعد أن أعاد افتتاحها بعد استيلاء القائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، على السلطة في البلاد الشهر الماضي. ونقلت قناة «العربية» عن البرهان أمس، قوله إن «شرق السودان لديه قضية ونعمل على حلها».
وقال بيان صادر عن «المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة»، وهو تجمع قبلي يضم مكونات في شرق البلاد، إن المهلة التي منحها للحكومة المركزية لحسم القضايا السياسية التي يطالب بها، وعلى رأسها ما اصطُلح عليه بـ«مسار الشرق»، وهو تفصيلة من تفصيلات اتفاقية جوبا للسلام، قضت بحل تظلمات سكان البلاد وفقاً لعدة مسارات، من بينها «مسار الشرق».
ونقلت مصادر صحافية محلية أن التجمع الذي يقوده ناظر عشائر من قبيلة الهدندوة، محمد الأمين ترك، كوّن لجاناً مختصة تتعلق بإغلاق الموانئ والطريق القومي، وإنها اتخذت ترتيبات عديدة لتنفيذ إغلاق شرق البلاد «فوراً»، وذلك بعد إمهال السلطات لإلغاء المسار حتى اليوم (السبت) الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وقال الأمين السياسي للمجلس الأعلى لـ«نظارات البجا والعموديات المستقلة» سيد علي أبو آمنة، إن تجمعه سيغلق شرق البلاد في «الموعد المحدد»، فيما نقلت المصادر الصحافية المحلية عن أمين الإعلام في المجلس عثمان كلوج، قوله إن الموانئ والطريق القومي ستُغلق يوم السبت، حسب اتفاقهم مع الحكومة بإلغاء مسار الشرق. ووجه تحذيراً إلى المعنيين بقوله: «نحذّر شركات الملاحة واتحاد أصحاب العمل واتحاد غرف النقل بالسودان والموردين وأصحاب الصادرات وشركات التعدين». وكان المجلس قد أكد أمس تمسكه بالفترة الزمنية المحددة، التي تنقضي اليوم بموجب الاتفاق، محذراً من أنه «إذا استمر الحال بهذه الطريقة، سيكون خيارنا المضي قدماً في التعبير السلمي والعودة لمربع التتريس والاعتصام عند انتهاء الفترة المحددة».
من جانبه، أعلن أمين شباب المجلس الأعلى لنظارات البجا شرقي السودان، كرار عسكر، أنه سوف يتم إعلان جدول تصعيدي ثوري كامل من اللجنة التصعيدية للمجلس الأعلى لنظارات البجا.
وقال كرار عسكر في بيان أمس (الجمعة): «جماهير شعب البجا العظيمة… إن الإشاعات المستمرة من الانتهازيين المرتزقة الذين أدمنوا الارتزاق بقضايا شعبنا مكانهم مزبلة التاريخ وليس قيادة شعبنا». وتابع البيان: «فمسار الشرق لم يتم إلغاؤه حتى الآن من المجلس السيادي». وأردف: «ننوه لعدم الاستماع للإشاعات التي تقودها آليات التنسيق بين جهاز المخابرات والميليشيات و17 بوكو حرام». وختم البيان: «وعليه سوف يتم خلال الساعات القادمة إعلان جدول تصعيدي ثوري كامل من اللجنة التصعيدية للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، ترقبوا الجدول التصعيدي».
وكان تجمع قبائل البجا قد أعلن إنهاء إغلاق سابق لميناء بورتسودان والطريق البري، لمدة شهر اعتباراً من 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد استيلاء الجيش على السلطة في البلاد، بعد أن كانوا قد أغلقوه لمدة 39 يوماً، تسببت في خسائر فادحة للاقتصاد السوداني بلغت ملايين الدولارات، كما تسببت في أزمات في السلع والخدمات. وكان الغرض من الإغلاق الأول هو الضغط على الحكومة المركزية التي كان يرأسها الدكتور عبد الله حمدوك قبل انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول)، بغرض إلغاء «مسار الشرق»، ومعالجة قضايا الإقليم التنموية المعقدة التي ظلت من دون حلول منذ استقلال البلاد، وفق ما تقول قبائل البجا.
الشرق الاوسط