الرؤية نيوز

إبراهيم عربي يكتب: متعودة دايما…!

0


أعتقد ما كشفته إيزوبيل كولمان نائبة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية في جلسة الكونغرس الأمريكي عن السودان بشأن (100) مليون دولار إن تمت أو فيما يكون دعما لمنظمات المجتمع المدني لمساعدتهم في مجالات الإعلام وورش التدريب والتثقيف المدني ورصد إنتهاكات القوات الأمنية في الإحتجاجات، ودعم النساء عبر تغطية تكاليف تحركاتهن لأجل التحول الديمقراطي في السودان، ليس جديدا حتي ينفيه عبدة الدرهم والدولار فقد ظل الدعم متواصلا في الاعوام (2019 ، 2020 ، 2021) كما قال عادل متعودة دايما ..! .
ولذلك أعتقد إنه من السذاجة القول بأن الأموال لم يتم صرفها وإنها مجرد فيما يكون وكانها أموالا مشروعة ، ولذلك من الغباء أن يتبرع مأجورين للدفاع عنهم بحجة أنها أموالا لم يتم إستلامها ، صحيح إنها أموال (…) مخصصة لهؤلاء من غير إذن الحكومة وبالطبع ليست دعما للحكومة بل ضدها ، وقطعا ستكشف المعونة الأمريكية عن الأسماء والجهات التي سيتم أو تم تسليمها هذه الدولارات بالقوائم والتوقيعات وربما صور لهم إلتقطتها كاميراتها المنصوبة في كل حدب وصوب مثلما جاءت في الجلسة السرية للكنغرس الأمريكي .
وقد لا يعلم هؤلاء السذج أن المعونة الأمريكية أخذت مناقشات جانبية طويلة جدا تم كشف الكثير وقد مورست خلالها الشفافية لأنها أموالا يدفعها الشعب الأمريكي وليست حكومته لإلتزامات وأجندات محددة تم التصديق عليها مسبقا طوال تاريخ المعونة في السودان لأكثر من (مائة) عام ، وبالتالي فإنه من البلاهة لأن تعقد مكونات قحت المنقسمة علي نفسها مؤتمرات صحفية لتنفي عنها الإرتزاق الذي دمغت به وهي متعودة دايما ..!، فلا داعي للنفي مع المؤكد ، إنهم قبضوا أموالا كثيرة وبالثابتة من المعونة الأمريكية ومن غيرها ، لا ياهؤلاء (….) لا تمارسوا مع الشعب تجارة البغاء هذه ..! .
الشينة منكورة وربما لأن المعونة الأمريكية كشفت هذا المرة علي الملأ دعمها لمكونات (قحت) والثوار وكأنها أرادت إحراجهم وحرقهم أمام الرأي العام مقابل خصمهم العسكر وربما ذلك مؤشر لأدوار جديدة في إطار سياسة المصالح المشتركة بين أمريكا وحلفاءها لمصلحة العسكر لأجندة خاصة بها .
غير أن مصادر (خاصة) كشفت عن أسماء نشطاء وكوادر قالت إنها تتبع لتجمع المهنيين ومنظمات القوي المدنية والحزب الشيوعي والحركة الشعبية – شمال وحركة جيش تحرير السودان وتحالف الحرية والتغيير (قحت) المعروفة (4 طويلة) وغيرها من مؤسسات ومراكز إعلامية وحقوقية وانسانية ، فيهم من حج إلي دول الخليج وفيهم من ذهب القاهرة وفيهم من حج إلي دول أوربا ومنهم من تردد علي السفارات في الخرطوم وقبض ما قبض بالدرهم والريال والدولار ، تماما كما ضبطت طلبات للتمويل يا(تجم) وليس المؤسس ورئيسكم السابق محمد يوسف مستشار الحلو حينما طلب من السفير السعودي بالخرطوم تمويلا (مليون) دولار امريكي دعما للثوار بخطاب إلا ممارسة لذات الدور عارا وفضيحة يؤكد الدناءة والعمالة والإرتزاق ، وبالطبع هذا غيض من فيض ..! .
وليس ذلك بعيدا عن الوفود أفراد وجماعات والتي نعلمها جيدا وبالاسماء والمواقيت ذهبت كينيا ويوغندا وإثيوبيا وغيرها من تحت ستار دورات تدريبية وكذلك مؤتمرات ودورات وملتقيات بفرنسا وألمانيا وبالداخل والخارج قبل واثناء وبعد الثورة تمهيدا لهذا الدور بيع الوطن والوطنية وقد ظلت جميعها تتلقي دعما ماديا ولوجستيا من المعونة الأمريكية والبعثة الأممية والإتحاد الاوربي والسفارات وغيرها من المنظمات والجهات .
فما إنكشفت من مخرجات للقاء سري ثلاثي بكاودا بين (الموساد والحزب الشيوعي وحركة الحلو) إلا واحدة من عدة لقاءات مثلها تؤكد الخيانة والعمالة والإرتزاق ، وليس ذلك فحسب بل يؤكد كل ذلك صحة المعلومات التي تواترت أن وزارة مجلس الوزراء جيئ بها خصيصا لتغطية تمويل النشطاء فكانت كذلك في عهد السفير عمر مانيز وتسلمها من بعده خالد سلك بعد صراع عميق بينه ومدني مرشح القوي المدنية وما أدراك ما مدني ، وقد إنكشف كل شيئ ولذلك نطالب البرهان بان يأمر بمراجعة حسابات وزارة مجلس الوزراء ..!.
ولكن بالطبع ليست تلك المرة الأولي فقد ظل الدعم الأمريكي لهؤلاء ورفاقهم متواصلا في حربها الطويلة مع حكومة البشير ، وقد ظلت تدفع الغالي والنفيس دعما للمعارضة السودانية المدنية والمسلحة معا عبر ما يعرف بعملية (شد الأطراف) وبموجبها أشعلت الحروب في السودان فصلت الجنوب وأشعلتها في الشرق والغرب والمنطقتين لأجل إسقاط حكم الإسلاميين في السودان .
وبل إعترفت المسؤولة الأمريكية سوزان رايس في كتبها ومذكراتها (تف لف ، إنها إمرأة جسورة وغيرها) أن حكومتها ظلت تدعم تمرد جون قرنق وحرب جنوب السودان الأهلية منذ التسعينات من القرن الماضي ليذهب في درب الإنفصال ، تماما كما دعمت الحرب في دارفور وفرضت بلادها حظرا اقتصاديا علي السودان (20) عاما ودعمت تورط البشير وإعوانه لمحاكمتهم لدي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، وليس كل ذلك بعيدا عن تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن حكومتهم مولت المعارضة السودانية المدنية والعسكرية بمليارات الدولارات إذا هي متعودة دايما ..!.
الرادار .. السبت الخامس من فبراير 2022 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!