الرؤية نيوز

عثمان محمد حسن يكتب: إتَّفِقُوا ، يا ناس ، حتى لا يزدردكم حميدتي ويسجل السودان باسم آل دقلو !!

0

  • بقليل من التأمل في مبادرات ومواثيق قوى الثورة الحية المطروحة لحل أزمة الحكم في السودان ، نجد أن الجميع متفقون على مدنية السلطة .. ومتفقون على إسقاط إنقلاب البرهان وحميدتي .. ومتفقون على إنشاء دولة المؤسسات الكفيلة بمحاسبة الفاسدين والقَتَلة الحاليين والسابقين .. ومتفقون على أيلولة ولاية المال العام لوزارة المالية ..
  • وبين طيات المبادرات والمواثيق المقترحة اتفاق عام وبعض اختلاف في المفردات ، وهي إختلافات لا تغير المقاصد .. ولا تفسد قضية الثورة المجيدة ..
  • وقصارى القول أن الجميع يدْعُون لقيام حكومة راشدة .. وقيام حكومة راشدة في البلد يعني ، في تقديري ، وأْد تطلعات حميدتي للارتقاء إلى نمرة (1) في البلد .. (مع إنو ما في زول جاب سيرة حميدتي) في المواثيق والمبادرات المطروحة ..
  • والمؤلم ، حقاً ، أن إتفاق قوى الثورة الحية ، المذكور ، إتفاقٌ نظريٌّ فقط .. لكنهم ، عمليأ ، يتنابذون ويتعاركون ، بينما حميدتي يتحرك ، في كل الإتجاهات الداعمة لتوسيع مصالح آل دقلو المتمددة ، منتهزاً البيئة السياسية السودانية المرتبكة ، ومستغلاً الأموال التي سطا عليها (بليلٍ بهيمٍ) ، وعلى كتفيه دبابير، واتته من سفك دماء الأبرياء ، ويستخدمها في مآرب أخرى ..
  • وتكاد (أطيانه) تملأ كل شبر في البلد .. وهو اليوم الرئيس الفعلي لجمهورية السودان المأزوم به .. و(سيبك) .. (سيبك) من البرهان ! .
  • حميدتي يتلقى دعوات ، شخصية ، من رؤساء بعض الدول لزيارة بلدانهم .. وها هو يسافر إلى روسيا بدعوة من بوتين لتبادل الآراء حول مصالحهما ، حاملاً حقيبة رئيس الجمهورية .. وفي الحقيبة مهام وزراء الخارجية والدفاع والداخلية .. ولن تخلو مباحثاته مع بوتين من الحديث عن مرتزقة فاغنر الروسية ، وعن إمداد ميليشيا الجنجويد بأحدث الأسلحة الفتاكة .. وعن وسائل أخرى لدعم سيطرته هو على القرار في السودان ..
  • ويُتوقع أن يتم التنسيق بين أعمال ميليشيا الجنجويد ومرتزقة فاغندر التي جاء في الأنباء أنها أخْلت مواقعَها في ليبيا ، ولم تحدد الأنباء وجهتَها ، لكن الراجح أن تكون وجهتها أوكرانيا او سودان حميدتي ..
  • وقبول حميدتي للزيارة في هذا التوقيت ، بالذات ، دليل على الإنتهازية الكامنة فيه ، ففي خاطره انتهاز ما يريد من حاجة روسيا الشديدة حالياً لبعض الدعم المعنوي من الدول ، حتى وإن كان الدعم المعنوي من دولة هشة كجمهورية سودان حميدتي ، رجل السودان القوي ..
  • وكلمة “رجل السودان القوي” هذه تطلقه عليه وسائل الإعلام الغربية ، وتلك حقيقة ماثلة أمام أعين غالبية السودانيين ! و(سيبك) من البرهان ! .
  • وقد تمددت سلطات حميدتي من القصر الجمهوري إلى الكلية الحربية والدفاع الجوي في وادي سيدنا .. ويُقال أن لا طائرة تقلع من هناك دون تصريح منه ، وأن معسكرات التدريب في منطقة فتاشة تحت إمرته..
  • وآل دقلو يكسبون الأراضي في السياسة والإدارة والاقتصاد ويضيفون ، إلى الحواكير المحتلة في دارفور ، أراضٍ زراعية وسكينة في كل ولايات ومدن السودان .. ويتوسعون توسعاً جغرافياً خرافياً في الخرطوم ..
  • حميدتي (طلع فوق الكفر) منذ سقوط البشير ، وتجده في كل منشط اقتصادي واجتماعي وسياسي .. وهو حلّال (المشبوك) في الشرق .. و(فكَّاك) تناقضات سلام جوبا في الغرب .. وما سلام جوبا سوى صنيعته تحت رعاية دولة الإمارات العربية المتحدة .. والبرهان ( قاعد ساكت!) .
  • يا قوى الثورة الحية ، إحذروا وحاذروا خبث الثعبان حميدتي (The serpent) .. ودعوا التنابذ والتعارك والخُلْفَ المحتد بينكم .. إفتحوا قنوات التواصل للتفاهم بين أحسابكم ..ذروا حماقاتكم، فالحماقات قد تكون تُنَفِيساً عن ضَيمٍ تكابدونه هوناً ما .. لكنها لابد من أن يأتي يوم تؤكد فيه لكم قولة المتنبئ :-
    “لكل داءٍ دواءٌ يُسْتَطَبُّ بهِ … إلاّ الحماقَةَ أَعيتْ من يُداويها!” .
  • وما دمتم سادرين في الحماقات فإنها لن تعيِيَ السودان فقط ، بل سوف تكون مورد هلاكه المحتوم..
  • أيها الناس ، لا تجعلوا وصول أحزابكم وكياناتكم إلى كراسي السلطة أقصى غاياتكم ، كما سبق وفعلتم حين شارك بعضكم السلطة مع جنرالات اللجنة الأمنية فتلاعب بهم الجنرالات ، وفرضوا عليهم أجندة العمالة والارتزاق ؛ ولاتَ ساعةَ مندَمٍ ! ولاتَ ساعةَ تقريعٍ وتشنيعٍ وفجورٍ في الخصام ..
  • إنها ساعةُ طرح الأحقاد والضغائن جانباً ، لتجاوز مرحلة الطفولة السياسية ، والارتقاء لمستوى المسئولية الوطنية التاريخية بتأجيل الخلافات إلى ما بعد سقوط البرهان وضمور سطوة حميدتي ، ومن ثم إزالتها إلى الأبد .. ولن يتم ذلك بالجدالات العقيمة والتنابذ اللا مجدي والعراك في غير معترك ، وبينما حميدتي يتمدد .. ويتمدد .. ويتمدد ..
  • إن حالكم اليوم مثل حالُ أهل (بيزنطة) حين كانوا يتجادلون حول النوعية الجنسية للملائكة : أذكورية هي الجنسية أم أنثوية ؟.. ويشتطون في الجدال حول من سبق الآخر في الوجود ، البيضة أم الدجاجة؟! .
  • لم يخطر ببال علماء بيزنطة أن بمقدور قوات السلطان محمد الفاتح ، التي تحيط بالأسوار العالية المحيطة بمدينة القسطنطينية التي كان اسمها (بيزنطة) ، إقتحام المدينة .. لكن القوات اقتحمتها بعد أن دكَّوا أسوارها بالمنجنيق ، دكاً دكاً ..
  • وأسأل الله ألا أردد مع دريد بن الصمة قولته :-
    “نصحتُ قومِي بمُنْعرجِ اللّوى فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحَى الغدِ!“
    إذا امكن حميدتي من ذك أسوار الثورة المجيدة ، دكاً دكاً .. لا قدر الله.
    ————
    حاشية:-
    بلداً ما فيهو تمساح ، يقدل فيهو الورل! .
    osmanabuasad@gmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!