الرؤية نيوز

(الإنتباهة) ترصد الأحداث وردود الافعال بحقل بليلة النفطي

0

الخرطوم: الرؤية نيوز

تحقيق:آدم أبوعاقلة

أهل منطقة (الفردوس) من العرب البدو يهتمون بتربية الماشية والزراعة اللتين تمثلان الركيزة الأساسية لتوفير الدخل الشخصي وتأمين الحياة الأسرية، وعرفت المنطقة بتفردها في تربية الأبقار والأغنام والماعز ساعد على ذلك جودة المراعي الطبيعية وندرة الأمراض الوبائية، ويوجد بالمنطقة قطاع غابي عريض ويتمتع إنسان المنطقة بصحة كبيرة نادراً ما يحتاج لمقابلة الطبيب، لاعتماده على الغذاء الطبيعي.

?شركات ولكن؟

ولكن صاحب دخول شركات البترول للمنطقة مطلع عام (2000) بعض التأثيرات السالبة على البيئة والمراعي والغابات والثروة الحيوانية والإنسان بسبب عدم التزام الشركات بالمسؤولية المجتمعية وعدم متابعة حكومتي المركز والولاية في متابعة دفعيات وتنفيذ المشروعات المتفق عليها وفوق هذا وذاك عدم توعية إنسان المنطقة بمخاطر استخراج البترول مما أدى لنفوق أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية وإصابة المواطن بالأمراض الفتاكة وفقدان الخصوبة الأرض والإنسان.

?تجاهل مطالب

كما لم تجد مطالبات المواطن الذي كون اللجان المشتركة وطرق أبواب الحكومة في الولاية والمركز بل حمل السلاح وتمرد على السلطات أكثر من مرة والتي كان آخرها خروج شباب أولاد هيبان الذين وصل بهم الحال لتخريب وإيقاف بعض آبار النفط العاملة بحقل بليلة مما كبد الدولة والمواطن خسائر اقتصادية فادحة. صحيفة (الإنتباهة) تابعت تطورات الأحداث وتحصلت على إفادات مهمة من حكومة الولاية وقيادات جبهة الشباب المتمردة وقيادات المنطقة فماذا قالوا؟.

?أين المسؤولية المجتمعية؟

أوضح رئيس شباب قبيلة أولاد هيبان الصادق حميدان حمودي أن شركات النفط لم تهتم بتنفيذ مشروعات المسؤولية المجتمعية المتفق عليها من الخدمات والتنمية مبيناً أن مواطن المنطقة بعد (22) عاماً من عمل الشركات بالمنطقة ما زال يشرب المياه بصورة مؤقتة بالـ (تانكر) مع العلم أن هنالك مصادر مياه متفق عليها لسقية الإنسان والحيوان لم تنفذ، مما جعل الماشية عرضةً لشرب مياه غسيل النفط الملوث بالمواد الكيماوية والذي يؤدي لنفوق وعدم وعي المواطن بمخاطره يجعله يذبح البهائم المسمومة ويأكل لحومها مما يسبب له هو الآخر الأمراض غير المألوفة لأهل المنطقة والتي ذكر منها (السرطان، الفشل الكلوي، التشوهات الخلقية وانخفاض الخصوبة وعدم الإنجاب) مبيناً أن المنطقة تفقد سنوياً حوالي (80-90) مواطنا بسبب آثار البترول، (80%) منهم بسبب السرطان و(20%) بالفشل الكلوي.

?آثار سالبة

وأوضح حميدان أن استخراج البترول أثر على القطاع الغابي الذي تتميز به المنطقة والأشجار التي كانت تستخدم كأعلاف للماشية وأدوية طبيعية لعلاج أغلب الأمراض مثل (اللالوب- النبق-التبلدي والعرديب وغيرها) ويتمتع إنسان المنطقة بصحة كبيرة وعافية ولا يحتاج للطبيب إلا في الحالات الطارئة، لاعتماده على الغذاء الطبيعي (لبن- دخن-لحوم طازجة-عسل – مياه نقية وجو طبيعي غير ملوث بأول أوكسيد الكربون) كما أثر البترول على الثروة الحيوانية حتى أصبح المواطن بدلاً من امتلاكه آلاف الرؤوس من الماشية يشتري خروف الضحية من السوق.
وكشف حمودي أن المنطقة بها مستشفى نموذجي تم تشييده منذ عام 2013م ولكنه ظل مغلقاً رقم حاجة المواطن له حيث يقطع حوالي (80) كيلو للوصول والعلاج في مستشفيات الفولة أو (40) كيلو للعلاج في لقاوة، وناشد الجهات المعنية بضرورة تشغيل المستشفى لمقابلة احتياجات المواطن الصحية.

?تعيينات من المركز

وأوضح الصادق أن أهالي المنطقة لم يستفيدوا من وجود الشركات في مجال الخدمات والتنمية أو تشغيل العاملة المحلية حيث تعين الشركات حتى الدرجات العمالية من الخرطوم مبيناً أن إنسان المنطقة يستفيد فقط من تعويضات الأراضي غير المجزية حيث يمنح صاحبها درجة عمالية في وظيفة (خفير) مرتبا لا يتجاوز الثلاثة آلاف جنيه من دون امتيازات إعاشة أو سكن، مبيناً أن التعويضات في سد مروي شجرة النخيل تبني بيتا في الخرطوم مطالباً بضرورة المساواة في الحقوق حتى لا يتولد غبن اجتماعي في المنطقة.

?ازدواجية معايير

وأوضح الصادق أن الشركات تحافظ على صحة موظفيها وعمالها فقط بتوفير اللبس الواقي والإجازة الشهرية كل (28) لتجنب آثار البترول ولكن المواطن يتعامل بحسن نيه ويتواجد بصورة دائمة في المنطقة حيث لم يتم توعيته بالمخاطر مما جعل الشركات تورده مورد الهلاك ويفقد المئات سنوياً، وأوضح أن بعض الدراسات أكدت توقف بعض الشباب المتزوجين عن الإنجاب بسبب الآثار الضارة للبترول.

?ظلام دامس

وأوضح الصادق أن الخام يجمع على بعد (7) سبعة كيلومترات فقط من مدينة (الفردوس) ووصول الكهرباء للمنطقة منه يحتاج لحوالي (3-4) أعمدة فقط لإنارة المنطقة، ولكن الشركات لم تفعل ذلك ليعيش المواطن في الظلام الدامس، وأن كل الطرق عبارة عن (ردميات محفرة) والكبري الذي يربط الفردوس بالفولة مقطوع لأكثر من (12) عاماً حيث يعمل على فصل المنطقة تماماً في فصل الخريف عن عاصمة الولاية التي يبعد عنه حوالي (5) كيلومترات.

?وسائل للمطالبة

في السياق قال رئيس الآلية الرباعية المشتركة آدم تقديمة طرقنا أبواب الحكومة بالمركز والولاية وتواصلنا مع الشركات بصورة ودية وجربنا الوقفات الاحتجاجية ولكن محصلة كل ذلك تكوين لجان تسافر لمقابلة المسؤولين بالخرطوم وهذه اللجان تمكث الشهور بالعاصمة متحملة أعباء السكن والموصلات والإعاشة لكنها تفشل في مقابلة المسؤول وإن قابلته لم تخرج بنتائج مجدية وهذا العمل يقصد به زعزعة الثقة بين اللجان وأهلهم بأن اللجنة تم إغراؤها عن القضية وبالتالي يتم حل اللجنة.

?رفع السلاح

وأضاف آدم كذلك جربنا حمل السلاح والتمرد على السلطات مشيراً لحركة أشبال التي كانت تنادي بالحرية والتنمية وعدم التهميش، وحركة السوار التي كانت تنادي بنفس المطالب وآخرها جبهة أبناء غرب كردفان النضالية بمناطق البترول بقيادة الجنرال إبراهيم آدم عمر التي أحدثت تخريبا في حقل بليلة مؤخراً.

?اتهام للحكومة

وطالب السلطات بضرورة تدارك الموقف حتى لا تتسع دائرة هذه الجبهة وحذر أن (تجر) المنطقة لمصير دارفور بسبب جور السلطات وظلم شركات البترول، وحمّل حكومة المركز المسؤولية بصورة مباشرة لعدم تكوينها لجهاز مركزي لمتابعة مشروعات المسؤولية الاجتماعية التي يجب تنفيذها في المنطقة، وتخوف تقديمة من المصير المظلم للمنطقة مبيناً أن الذي حدث بداية شرارة داعياً لتدارك الموقف لإغلاق الباب أمام المتربصين بأمن الوطن والمنطقة.

?تردي خدمي

من جهته أوضح رئيس جبهة أبناء غرب كردفان النضالية بمناطق البترول الجنرال إبراهيم آدم عمر أن مواطن (الفردوس) عانى على مر الحكومات من الظلم والتهميش مشيراً لعدم التزام الشركات بالمسؤولية الاجتماعية والتي من أهمها المياه مبيناً أن المواطن يشرب بالتنكر داخل (الفردوس) ويتيمم للصلاة بسبب انعدام المياه وأضاف ولو أردنا الحمام نذهب للفولة ونحن مسؤولون من الوضع الأمني لحقول البترول لكننا مستخدمون كدروع، وأضاف:الآن نحن (وعينا) بحقوقنا وخرجنا وحملنا السلاح ولن نعود إلا بعد إنصافنا من قبل الدولة من خلال فتح مساحات للحرية بعد تكميم الأفواه، وكشف أن السلطات المحلية تلاحقهم عند الحديث عن حقوق أهلهم يتم اعتقالهم بالدوشكا، وفي حالة عدم الحصول عليهم تعاقب السلطات أسرنا ويتم اعتقال حرائرنهم أيضاً بالدوشكات وهذا ظلم لم نتحمله وخرجنا لنموت بعزة بدلاً من أن نموت بآثار البترول وإذلال السلطات، وأبان أن عددهم يتجاوز الـ(300) شاب خرجوا وحملوا السلاح لنصرة قضايا أهلهم من والأرامل والأيتام الذين يتجاوز عددهم الـ(400) فرد.

?وقف إطلاق النار

وكشف إبراهيم عن هدنة ووقف إطلاق النار لمدة (24) ساعة للتفاوض مع السلطات وإذا لم يستجيبوا سوف نواصل النضال حتى يسمع صوتنا، ودعا الأجانب والعاملين في الحقل إلى ضرورة الخروج لسلامة أنفسهم.

?فوضى وانفلات

في حين، أكد مصدر موثوق لـ(الإنتباهة) إن الحقل شهد أعمال تخريب في الآبار وإتلاف (12) بئراً عاملة، إضافةً لحرق (3) غرف تحكم كهربائي بإدخال (الحطب والقش) فيها وحرقها بالكامل.كما نبه إلى فتح عدد من بلوفة الآبار العاملة ما أدى لتدفق خام البترول على الأرض ما يتسبب في كارثة بيئية وصحية خطيرة على أهالي المنطقة في حال عدم تدخل الشركات والجهات المختصة لتلافي الأمر عاجلاً.
في السياق كشف أحد شهود عيان من أبناء المنطقة لـ(الإنتباهة) عبر الهاتف أن حقل بليلة للبترول يشهد هذه الأيام حالات اانفلات وسيولة أمنية وتحركات المتفلتين الذين قاموا بعمليات تخريب لآبار النفط في مناطق (كدركي) و(بليلة) وتم من خلال تلك العمليات استهداف مطار (بليلة) الدولي بقذائف من مدفع (آربجي) من قبل نفس المجموعة المسلحة والمتفلتة.
وأضاف شاهد العيان أن المتفلتين وفي ظل غياب الأجهزة الأمنية قاموا كذلك بإتلاف الخط الرئيسي للكهرباء الناقل للبترول والتابع لشركة (بترونرجي ).

?استهداف المطار

في غضون ذلك، أجرت (الإنتباهة) عدة اتصالات مع أعيان المنطقة المحيطة بحقول بليلة والذين أكدوا أن متفلتين قاموا أول أمس باستهداف مطار بليلة بإطلاق قذائف من مدفع (آر بي جي) ما تسبب في إحداث خسائر كبيرة داخل المطار.

?الشرطة تؤكد

وفي الاتجاه نفسه، أكد مدير شرطة ولاية غرب كردفان اللواء إيهاب عبد الحميد ، أن حقل بليلة النفطي لم يخرج عن السيطرة الأمنية وأن كل الحقول تعمل في الإنتاج، ولم يتم استهداف مطار بليلة بقذائف RPG بحسب ما تم تداوله.
وأضاف: لا توجد معلومات حول هجوم مسلّح على المطار، ولم يتوقّف الإنتاج في حقل بليلة، وتوقّف في حقل واحد يسمى (البرصاية) وتم إطفاء الشعلة في أقل من ساعة ثم اُستؤنف العمل.

?إصابات وسط الموظفين

وأكد إصابة موظفين اثنين الأسبوع الماضي برصاص أثناء تغيير وردية العاملين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تبحث عن الأشخاص وراء الهجوم، وتابع: (بعضهم متفلتون وآخرون من العمالة المحلية).

?بيان الجبهة

وعن الحقوق المطالب أصدرت جبهة أبناء غرب كردفان النضالية بمناطق البترول بياناً تحصلت (الإنتباهة) على نسخة منه حيث كانت أهم مطالبه:
الالتزام بنسبة 5% من عائدات حقول (بترونرجي) من إنتاجها لصالح تنمية القطاع الصحي وقطاع المياه بمناطق إنتاجها خاصةً إدارية (الفردوس)، والالتزام بعدد (300) فرصة عاملة وتوظيف بـ(بتروانرجي) وبالشركات المٌشغلة بواسطتها، وإبعاد مدير شركة (بتروانرجي) ومدير أمن الشركة وذلك لأنهما يمثلان رأسي التواطؤ في هضم حقوق المنطقة، والالتزام بإنشاء الـ(80) دكانا بإدارية المتفق عليها، وقال البيان انه سوف يصبح خيار التهدئه وإزاحة الخطر منطقياً في حالة قبول هذه الشروط والمطالب كاملة.

?استقرار الأوضاع

في السياق أكد والي غرب كردفان المكلف رئيس لجنة الأمن خالد محمد أحمد جيليه بعدم المجاملة في أمن واستقرار حقول البترول وأن كل من يحاول المساس بأمن واقتصاد البلد ستتعامل معه الدولة بحسم .
وأكد الوالي المكلف عقب ترؤسه بحقل بليلة للبترول الاجتماع المشترك للجنة أمن الولاية وحقل بليلة للبترول أكد استقرار الأوضاع الأمنية بجميع مناطق الحقول لاسيما حقل بليلة الذي شهد أعمالاً تخريبية من بعض المجموعات المطالبة بحقوقها التنموية والخدمية والتوظيف .

?تحذير رسمي

وحذر جيليه من خطوة التخريب وقال إن حكومة الولاية والمنظومة الأمنية لن يسمح بذلك مجدداً وأن البترول ثروة قومية لا يمكن المجاملة في أمنها والمحافظة عليها ..
وأقر والي غرب كردفان بمشروعية المطالب التي تقدمت بها هذه المجموعة غير أنه شدد بأن تكون هذه المطالب وفقاً للقانون والطرق السلمية وليس التخريب مناشداً قيادات المجتمع المحلي بضرورة أن تعي دورها المنوط بها في دعم جهود الأجهزة الأمنية الرامية لحماية هذه الثروة القومية المهمة .
وقال الوالي المكلف إن الإنتاج النفطي ينساب بصورة طبيعية بكل الحقول ووصلت تعزيزات أمنية لتلك المناطق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!