الرؤية نيوز

رقية الزاكي تكتب: عودة حمدوك !

0

غادر رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك مقعده وفي نفسه شيئ من حتى، وفي نفس مؤيديه (عتاب) (شديد اللهجة ) وفي نفس معارضيه (سرور وغبطة ) بسبب اختفائه من المشهد السياسي السوداني.

نجاح وفشل حمدوك ليس في مقدور (عامة الناس ) التنبؤ به، وحتى الآن من يتحدثون عن نجاح حمدوك في مهمته يتحدثون بلغة رفيعة يقاس فيها مستوى النجاح بالعلاقة مع مؤسسات مالية دولية وارقام حسابية معينة ومواقف خارجية،

كما أن فشله ايضا لدى العامة مقروناً بملفات داخلية (كثيرة) وارتباط وثيق بتحسين معاش الناس من عدمه وحلحلة عثرات الوضع السياسي ومتغيرات الراهن.

ولدى أهل السياسة ايضا نجاح حمدوك وفشله مرهون بمواقف تلك القوى ودرجة قربه وابتعاده من المؤسسة العسكرية ومن الشارع .

من يتعاملون مع (العسكر) وهي مفردة تختصر العديد من المفاهيم ..من يتعاملون مع هذه المؤسسة ومن يتملكهم السرور مما قام به الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ويتحدثون عنه بقبطة واعجاب شديدين ويعتبرونه اصلاحاً ويرفضون تسميته بـ(انقلاب مكتمل الاركان) هؤلاء كانوا سعيدين بالعودة الاولى لحمدوك في الحادي والعشرين من نوفمبر حينما وضع يده في يد البرهان، سعيدين بحمدوك وبعودته ووضع يده في يد البرهان!

والذين ينظرون للبرهان ومناصريه من المدنيين والعسكريين بانهم (انقلابيون) افسدوا مسار التحول الديمقراطي فهؤلاء قطعا حتى الآن (غاضبون ) من حمدوك ومن اتفاقه مع البرهان لان الاتفاق تأييد ضمني لما قام به البرهان وشرعنة مكتملة الاركان ايضاً..

وحديث البرهان السابق الذي كان يفيض اجلالاً لحمدوك وكان يتحدث عنه كالشريك الأصلي دون السياسيين الآخرين الذين كانوا في المشهد ومشاكساتهم مع المؤسسة العسكرية.. فالبرهان كان يرى أن فترة الشراكة السابقة كانت فعلياً مع حمدوك (فقط) في اشارة لسوء العلاقة بينهم والآخرين.

سقت هذا الحديث في محاولة للملمة اطراف المشهد الحالي الذي يتحدث عن عودة حمدوك ان كانت عودة محتملة او عودة مؤكدة.. ويبدو لي ان العودة محاطة بنفس السيناريوهات ونفس المواقف.

الآن القوى التي كانت مرنة الى حد ما مع البرهان او لنقل الشخصيات داخل بعض القوى هذه ترى ان منصب رئيس الوزراء مفصّل على مقاس حمدوك وانه الاقدر والاجدر بهذا المنصب ، أما التي تخالف هذا الرأي من القوى (المعاندة) للبرهان بضراوة هذه ترى أن حمدوك اصبح (من الماضي ).

اظن ان المواقف كما هي طالما لم يحدث اي تغيير فلا تزال (التظاهرات ) الرافضة لهذا الواقع في حالة صمود لم يكسرها ارتفاع حصيلة الشهداء ،ولم تقدم القوى السياسية مايكسر جمود المشهد، كما ان القوى الثورية ولجان المقاومة حتى الآن لم تتزحزح عن (اللاءات الثلاث ) ولم تتراجع عن رفض وجود العسكر في المشهد .. وحتى الآن تشهر هذه اللاءات بعناد واضح (لا تفاوض لاشرعية لا شراكة).

سيناريو عودة حمدوك وثيق الصلة بالمبادرة التي سبق ان تقدم بها الرجل للخروج من حالة الاحتقان السياسي..

وحديث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة اليونيتامس فولكر بريتس عن مبادرة حمدوك وعن تنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والايقاد ترجح (بقاء ) المبادرة على الطاولة..

و فولكر تحدث عن تواصل مع حمدوك وعن طرح مبادرته والحوار الذي تتحدث عنه، كما أن شهية التكهن بالعودة زادت بلقاء الرجل مع البرهان بدولة الامارات العربية المتحدة كما ورد في الاخبار (المؤكدة).

لكن الاحتمال الاقرب بشأن عودة حمدوك من عدمها رهين بكل تفاصيل المشهد ، والراجح أن عودة حمدوك هي فقط استدعاء لمبادرة الحوار المطروحة وليس حمدوك كشخص لان مياهاً كثيرة مرت من تحت الجسر بعد ذهاب الرجل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!