الرؤية نيوز

صديق البصيلي يكتب: في مسلسل الإقتتال القبلي متى نشاهد الحلقة الأخيرة..!

0

الخرطوم: الرؤية نيوز

تدويرة مقصودة لم تقف بعد ومشاهد فظيعة أستقرت واستفحلت في أطراف البلاد من حين إلى أخر وأسفرت عن مئات الضحايا واصبحت مألوفة لدى الجميع ومتوقعة في أي مكان أن تتفجر براكن الأحتراب الأهلي وتلفظ الحِمم والشظايا المسمومة وتقضي على الأنفس البشرية بأسباب غريبة لا يصدقها العقل الراشد.. لن ترحل مساحة الموقع الجغرافي الشاسع والواسع وتضيق المساحة لدجة إنه لم يجد المواطن محلاً لينام فيه ويرعى ويزرع ويمارس حياته الطبيعية ولم(تتكرفس) وتنطوي الأرض و يتغير الزمن بل تغيرت نوايا الناس وتوجهت إلى دفائن الشر والضرر. السودان بلد حدادي و مدادي يسع الجميع قبل غضب الله على الشعب المنحرف والمنجرف أخلاقياً وسلوكياً! كانت البلاد مفتوحة بلا أسوار بلا حواجز بلا تميَّيز الكل يصّول ويجّول على (كيفه) محل قلبه يريد يسكن ويعمل ويعيش في أمان وطمأنينة. لكن في الآونة الأخيرة تغيرت الأحوال وتبدلت المفاهيم وجعلت الفرد (ينفُر) حتى نفسه إذ ضاقت به يعمل على تصفيتها كذلك، بينما تمدَّد «خطاب الكراهية» وعدم قبول الآخر و أنتشر بصورة مخيفة بين الأثنيات وحتى المجتمعات المتمدنة والمتحضرة – المتعلمة – لم تسلم من ذلك السلوك العدواني وأصبح هناك تمييَّز وتفضيل وتفرقة بين الجماعات ورفض الآخر بطريقة تحسب ناحية الجاه والمعتقدات والقبلية والمناطقية مما تسبب ذلك في العنف وقتل الأرواح في المدن، ومن المتعارف عليه أن المدن في كيانها التاريخي الطويل (لحم رأس) لم تكن حيازة لأحد ترحب وتقبل التائه وضال الطريق من أراد الإستقرار كله. وما نتابعه الآن ما يجري بالساحة في متوالية الأحداث المؤسفة التي تثير القلق والتوتر بين المكونات الإجتماعية، وما يصاحبها من أسباب مختلفة صراع حول الموارد (ثروات معدنية) في دارفور و(أراضي زراعية) في كردفان و(حواكير) في الوسط و (ملف سياسي) في الخرطوم و(عُرف أهلي) في النيل الأزرق و(تمُرد جهوي) في الشرق وخراب معادي وآخر تضامني في بقية المناطق.. يقود البلاد إلى مضبات يصعب الخروج منها ثم إنهيار وهلاك كلي. كل ذلك نتج في ظل تدهور الأوضاع المأزومة وعدم الإستقرار السياسي وتعدى ذلك إلى الإنفلات الأمني وتراكم الأزمات الإجتماعية في الوقت الراهن. وما حدث في النيل الأزرق الإقتتال القبلي والخراب الذي تمدد إلى حرق الممتلكات وتنامي العنصرية البغيضة كان من الأجدى ان تتدخل الحكومة قبل الإنفجار لأن هناك مشاحنات سابقة تنذر بالحرب بين المكونات؛ الهوسا من طرف وقبائل أخري بالإقليم من طرف آخر بحجة تكوين نظارة الهوسا كي تنظر واقعهم وتنظم حياتهم الإجتماعية وتدير أهليتهم وتحفظ حقوقهم العُرفية حسب ما يريدون، بعد أن وجدت هذه الخطوة مقاطعة واضحة من الأطراف الأخرى، والحكومة تعلم ذلك جيداً لكنها لم تحرك ساكناً إلا بعد – خراب سوبا – تبرر بإيقاف ديوان الحكم الإتحادي لهذه التكوينات الجديدة للإدارة الأهلية ولم تستعد في البحث عن جزور المشكلات وتسعى في حلها غير حظر التجوال و هدنة الأوضاع إلى حين إنفجار آخر. متى ينتظر الشعب السوداني زمن الحلقة الأخيرة لهذا المسلسل الممل في آكشن الموت الحقيقي بالسودان؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!