جمعة البشتنة و سهر الجداد
بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن
لقد كتب الله النجاح ( منقطع النظير ) لجمعة أمس (17 يوليو) والتي كان هدفها واضح ، وهو عودة زمرة حمدوك الى رشدها وأن لا تتلاعب بالدين وأنّ الإسلام هنا في السودان خط أحمر دونه الدماء والأرواح .
فمن بركات جمعة أمس التأكيد على أنّ زمرة حمدوك بمثابة نمر من ورق ، وأنّ نظام حمدوك على الحافة وأقلّ (لزة ) سوف تشيعه الى مكبّ التاريخ غير مأسوف عليه .
لقد أكدت جمعة أمس أنّ ثورة المساجد هي أم الثورات وهي الثورة الجديرة باقتلاع زمرة حمدوك من الجذور وتشييع العصابة الى مثواها الأخيرة خارج حدود السودان هناك في عرض البحار وماورائها ، فأرض السودان تلفظ مثل هكذا جثامين وترفض أن تقبر بداخلها ‘ فهي أرض النبل والطهر ، وهذا ما درسناه في الزمن الجميل ( سأمشي رافعاً رأسي بأرض النبل والطهر ومن تقديس أوطاني وحباً في دمي يجري ) .
لقد ( لخبطت) الجمعة الميمونة حسابات زمرة حمدوك ومنظومتها الأمنيّة المساندة ، فتوجس الجميع وطبقت الطوارئ دون أن يعلنها أحد ، واختفت ( قحات) التي دخلت مخابئها في انتظار الخلاص ، حيث لا صوت يعلو صوت الله أكبر ، فعلى الرغم من ولوج القوات المسلحة المسرح وظهورها كحام للعلمانيّة وملاذًأ لأعداء الدين ، إلا أنّ الغلبة كانت للمتقين ، لقد ارتاب الأعداء وندموا على فعلتهم وتجاوزهم حدود الله بتحريفات وقعها رئيس مجلس السيادة يوم الجمعة ( يوم عطلة المسلمين ) ليدفع بها الى الجريدة الرسمية وهو في عجالة من أمره حتى لا يحاصر.
لقد قال التيار الإسلامي والوطني كلمته أمس والتي أظهرت الإجماع القاتل لزمرة حمدوك ، حيث توحدت كلمة المسلمين (المتطرفين والمعتدلين والمنبطحين ) وصوبت نحو الهدف ( لا تجاوز لحدود الله ) .
لقد أدارت تنسيقيّة ثورة الجمعة الفعاليّة باقتدار، ووجهت جموع المصلين وأعدت الخطط البديلة والتزم الجميع بتوجيهاتها ، فالغاية واحدة هي زلزلة أركان هذه العصابة وإنهاء حكومتها الغاصبة . ومن الواضح أن الزمرة قد سهرت يوم الخميس ولكن ليس بالطريقة التي تريدها بل بالطريقة التي يريدها الثعلب وهو يساهر( بالجداد) ، فقد ساهرت بهم التنسيقيّة وبجدادهم الألكتروني، وتنسيقيّة الجمعة وهي تحشد المسلمين لا تنسى بأن تذكرهم بقوله تعالى (مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 120وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 121 [سورة التوبة.
صحيح فقد تعبت الأجهزة الغاصبة وهي تريد الخروج من هذه الجمعة بأخف الأضرار ولكنها فشلت فهذه الجمعة (بشتنتهم) شر بشتنة وجرحت سمعتهم بعمق ، وشتت شملهم ومرقت أنفهم وأذلت كبرياءهم .
إنه الحجم الطبيعي لهذه الزمرة التي لا يتجاوز عددها مجتمعة عدد مصلي مسجد واحد متوسط الحجم ، وتريد مع ذلك أن تغيّر مجرى تاريخ السودان وطمس هويّته ولكن هيهات هيهات ؟
هذه الجمعة هديّة للأخ المعتقل الدكتور محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون والتنمية الذي بادر بها وخططّ لها ( فكّ الله أسره ) .