الرؤية نيوز

بعد تحديد موعده.. العام الدراسي.. مشكلات وتحديات في بريد الدولة

0

الشمالية: نعاني من نقص في المعلمين ولفترة (4) أعوام لم نتحصل على كتب الثانوي
التربية: العام الدراسي في موعده
والٍ: هناك مدارس مشيدة بـ (القش) ولدينا عجز في (….) وواقعنا مرير
نهر النيل: حريصون على انطلاقة الدراسة في موعدها ونطالب باعتماد مشروع الخريجين
الجزيرة: نقص المعلمين في محلية واحدة يقدر بـ (1612) ونتوقع تأجيل العام حتى أكتوبر

لجنة التعليم: زيادة الطلاب الهائلة لا تتناسب مع المباني وبيئة المدارس سيئة

تاجر: ارتفاع أسعار المستلزمات يعود إلى ارتفاع إيجارات المتاجر وغلاء المعيشة
مواطنة: تضاعفت أسعار المستلزمات المدرسية وراتبي لا يكفي
تحقيق: خديجة الرحيمة ــ إسراء بلال

أسهمت الأزمات المتتالية في البلاد في تعقيد العملية التعليمية، وأجبرت الاوضاع الاقتصادية المتردية آلاف الأساتذة على الهجرة خارج البلاد بحثاً عن وضعا أفضل، الأمر الذي أدى الى النقص الحاد في المعلمين أخيراً، وهناك مشكلات أخرى متعلقة بالتوزيع الجغرافي تسببت في زيادة حدة التفاوت الاجتماعي بين العاصمة والأقاليم، فضلاً عن وجود نقص حاد في الكتاب المدرسي ويكاد يكون معدوماً في بعض الولايات.
وفي العام الماضي لم تتحصل أية مدرسة على كتاب الصف الثاني وحتى الخامس بالسودان، بحسب تصريح وزير التربية المكلف محمود الحوري.
ومع اقتراب العام الدراسي اشتكى عدد من مديري التعليم بالعاصمة والولايات من وجود عقبات تواجه العام الدراسي، كما اشتكى عدد من أولياء الأمور من زيادة اسعار المستلزمات المدرسية في ظل تردي الوضع الاقتصادي. ولعدة سنوات يعاني التعليم من انهيار كبير مما أدى إلى ارتفاع نسب المتسربين.
وحددت وزارة التربية والتعليم الاتحادية الثامن عشر من سبتمبر موعداً لانطلاق العام الدراسي الجديد في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد من فيضانات وغيرها، وأشار وزير التربية والتعليم محمود سر الختم الحوري الى اكتمال كافة الاستعدادات لبداية العام الدراسي في موعده، لافتاً الى توفير الكتاب المدرسي للصف الثاني وحتى الخامس اساس وايصالها لغالبية ولايات السودان.
شكاوى ومطالب
ومع بداية كل عام دراسي جديد تتزايد قوائم الطلبات المدرسية على أولياء الأمور لتستنزف ما تبقى من راتبهم بعد مصاريف المعيشة وغيرها. والمعتاد أن التاجر هو المتحكم الوحيد في أسعار الأدوات المدرسية، وتجد أولياء الأمور عاجزين عن تحمل المطالب المتزايدة التي تفرضها المدارس وعاجزين عن تلبية احتياجات أبنائهم.. (الانتباهة) التقت بعدد من تجار المستلزمات المدرسية وأولياء الامور وخرجت بالآتي:
وتقول المواطنة تهاني حسن إن أسعار المستلزمات المدرسية تضاعفت مع اقتراب العام الدراسي، بجانب تزايد المطالب التي تفرضها المدارس على الطلاب دون مراعاة لدخل أسرهم المحدود، مشيرة الى أن هذه الزيادات أصبحت هاجساً لهم. وصرحت قائلة: (راتبي قليل ولا يكفي لمصاريف المدارس بعد ارتفاع تكلفة الزي المدرسي والحقائب وبقية المستلزمات)، مطالبة الحكومة بالنظر في ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية وفرض رقابة على المكتبات والتجار الموردين.
وفي ذات السياق قالت المواطنة فادية محمد إن الزيادة في اسعار ادوات المدرسة من كراسات وحقائب وغيرها تكون مع اقتراب فتح المدارس كل عام، مشيرة الى وجود استغلال من التجار، مطالبة أولياء الأمور بعدم شراء الأدوات كل عام، وأضافت قائلة: (ليس من الضروري شراء حقائب جديدة كل عام، ومن الممكن استخدام أدوات العام الماضي، وتأخير شراء المستلزمات الى حين حدوث انخفاض في الأسعار).
ارتفاع ومبررات
وبحسب وكيل مكتبة للأدوات المدرسية محمد أحمد فإن أسعار الادوات المدرسية في ازدياد كل عام وتزداد مع اقتراب بداية العام الدراسي، مشيراً الى انعدام كتاب ثانية متوسط بالأسواق بالرغم من اقتراب انطلاق العام الدراسي في موعده المحدد، منوهاً بأن الكراس الواحد بلغ سعره 40 جنيهاً بدلاً من 25 جنيهاً، وأضاف قائلاً: (اي زول ببيع على كيفو والضمير هو البحكم انك تبيع بسعر غالٍ ام لا)، وتابع قائلاً: (الاسعار غير ثابتة وتتغير حسب الايراد، وهناك بعض الاسر غير قادرة على شراء مستلزمات ابنائها هذا العام)، كاشفاً عن ان المتحكم الرئيس في السوق هم الموردون، وقال: (نحن مجبرون على الشراء منهم لتسيير أوضاعنا).
فيما يرى تاجر الزي المدرسي اسحاق ابراهيم أن ارتفاع الاسعار يعود الى ارتفاع إيجارات الدكاكين وغلاء المعيشة، مشيراً الى الركود الكبير في البيع، وقال: (هناك جدل بين الناس من مؤيد لهذه الأسعار ورافض لها)، لافتاً الى مطالبة البعض بتخفيض الأسعار.
ضياع طلاب
وعن المشكلات التي تواجه كثيراً من المدارس، كشف رئيس لجنة التعليم بمنطقة ام عشر احمد الصافي عن مواجهتهم كثيراً من التحديات المتمثلة في زيادة عدد الطلاب وانعدام الكتاب المدرسي، بجانب النقص في المعلمين والعمال المشرفين على النظافة.
وقال الصافي في حديثه لـ (الانتباهة): (هناك زيادة في أعداد الطلاب والمباني كما هي ولا تواكب هذه الزيادة الهائلة)، مشيراً الى اكتظاظ المدارس، وأن اقل مدرسة متوسط الفصل الواحد فيها 100 طالب، ونوه بأن بيئة المدارس بالمنطقة سيئة ويمكن ان تتسبب في ضياع الطلاب، وأضاف قائلاً: (نعاني من ازدحام الفصول ونقص المعلمين والكتاب المدرسي، والنقص الحاد في عمال النظافة، إضافة لمشكلة الإجلاس، وعقدنا مؤتمراً لقضايا التعليم بالمنطقة، وكل المخرجات حبر على ورق)، مؤكداً عدم وجود فصول للمرحلة المتوسطة، مناشداً الخيرين بناء فصلين لاستيعاب المرحلة المتوسطة في مدرسة زينب تنقساوي.
تحديات وتأجيل
وبشأن استعدادات ولاية الجزيرة لانطلاق العام الدراسي بعد الفيضانات التي ضربت المنطقة أخيراً، يقول مدير تعليم مرحلة الاساس بالولاية رفعت أحمد الماحي لـ (الانتباهة): (استعداداتنا هي استعدادات الوزارة، ومشكلتنا الاساسية انهيار 69 مدرسة كلياً وجزئياً، بجانب وجود أخرى محاطة بالمياه), مشيراً الى تكوين لجنة لتقدير الضرر، وأضاف قائلاً: (بحسب حديث المدير العام فإنه سوف يستقطب رؤوس أموال من الخيرين، ولدينا نقص مريع في المعلمين، ويقدر العجز في محلية واحدة فقط بـ (1612) معلماً)، مطالباً السلطات المختصة بالولاية بالإسراع في التعيينات، وأضاف قائلاً: (لدينا مدارس تعمل بالمتعاونين، ويجب الإسراع في تعيين الخريجين الذين يقفون في الصفوف، لأن هذه هي المشكلة الاساسية التي تواجهنا، وكل شيء مقدور عليه من مشكلة كتب وغيرها الا نقص المعلمين، وسوف تبدأ امتحانات الملاحق للصف الثامن الاحد القادم، وكل المعطيات التي أمامنا تؤكد تأجيل العام الدراسي حتى أكتوبر).
مشكلات واستعدادات
الى ذلك كشف مدير عام التعليم بولاية نهر النيل شمس الدين احمد مصطفى عن تأثر ٣٥ مدرسة بالولاية بالفيضانات، وأشار في حديثه لـ (الإنتباهة) الى ان التأثر جزئي ويتراوح ما بين الاسوار والحمامات والسقوفات، بجانب تشقق بعض الفصول، وقال: (نحاول الاستعانة بخيام بدلاً من الفصول التي تضررت، ونحن حريصون على أن يكون العام الدراسي في الموعد المحدد، ونستبعد تأجيله)، لافتاً الى مواجهتهم بعض الاشكالات التي تمثلت في مشكلات الخريف وشح المعلمين، بجانب عدم وصول الكتاب المدرسي، مطالباً الدولة باعتماد مشروع الخريجين لحل مشكلة نقص المعلمين.
وفي سياق متصل كشف مدير عام التربية والتعليم بالولاية الشمالية سيف الدين محمد عوض عن اجراء امتحانات الملاحق للصف الثامن، بجانب انعقاد الاستشاريات وعمل الموازنات وتوزيع طلاب الصف الثامن على مدارس المرحلة الثانوية، إضافة لسد العجز في الكتاب المدرسي، مشيراً الى توفر الكتاب المدرسي لمرحلة الأساس الى حد ما بحسب قوله، مؤكداً انعدام كتب المرحلة الثانوية لأكثر من أربعة أعوام بالولاية، منوهاَ بتضرر اكثر من ٦٠ مدرسة بالولاية، لافتاً الى ان هذا الضرر لا يستدعي تأجيل العام الدراسي، وأضاف قائلاً: (نسعى الى أن يكون العام الدراسي في موعده) كاشفاً عن مواجهتهم كثيراً من المشكلات المتمثلة في النقص الحاد في المعلمين خاصة في المرحلة المتوسطة، إضافة الى عدم توفير التغذية للمدارس الداخلية، وصرح قائلاً: (الاشكالية الكبرى التي تواجهنا هي صيانة المدارس التي تأثرت بالفيضانات).
عجز وواقع مرير
وبالمقابل قال والي وسط دارفور سعد آدم ابكر لـ (الانتباهة): (إن التعليم بالولاية متأخر جداً ولم يجد الاهتمام طيلة الفترات الماضية، وسجلت زيارات الى الادارات المختلفة وناقشنا كل القضايا وأهمها النقص الحاد في عدد المدارس، وللأسف هناك عدد من المحليات مازالت بها مدارس مشيدة (بالقش)، اضافة الى وجود عجز كبير جداً في المعلمين، ومعظم الذين يعملون في هذا المجال متطوعون، ويمكن أن تجد قرية كاملة بها معلم واحد، كذلك تجد ستاً او سبعاً من مناطق الدمر والرحل لا توجد بها مدرسة واحدة، وحتى المدارس المقامة بيئتها رديئة جداً)، لافتاً الى أن واحدة من الإشكاليات التي يعانون منها التكدس في المدن، واصفاً ذلك بالواقع المرير، منوهاً بوجود فاقد تربوي كبير في مناطق النازحين قد يقود بدوره الى الامية، وهذا هو الجانب المظلم في الولاية، وتابع قائلاً: (نعم هناك جهود لبعض المنظمات ولكن ليست بحجم التحديات، كما أن دعم هذه المنظمات توقف بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر، ومن هنا نناشد هذه المنظمات أن هذا العمل انساني وما كان يجب ان يتوقف ولا يتم ربطه بوضع سياسي).
وأردف قائلاً: (نسبة لعدم وصول الخدمات الاساسية بالصورة المطلوبة مع وجود عدد منهم في سن التعليم، فإن هذا يقودنا الى الحديث عن تكدس في الفصول بواقع 120 تلميذاً في الفصل الواحد، الأمر الذي انعكس سلباً على عملية التحصيل، وهناك تلاميذ لا يجيدون الكتابة وهم بالفصلين الثالث والرابع، وبكل صراحة يصدف ان تكون هناك مرحلة كاملة لا يوجد بها غير كتاب واحد فقط في وضع مأساوي، ولا نتوقع ان تكون النتيجة غير التي تحققت، وواحد من الأسباب الأساسية الإضرابات غير المبررة للمعلمين لاكثر من شهر، باعتبار أنه لا يوجد معلم واحد مطالب الحكومة بقرش، وقمنا بصرف المرتبات المعدلة من مواردنا الذاتية).
وأضاف قائلاً: (مطلوب من المركز ان يتدخل بصورة واضحة, خاصة في توزيع الكتاب، وما نجده من المركز ضعيف، وهذه أسباب جوهرية للمرحلة النهائية، ولمعالجة قضايا التعليم انعقدت ورشة ورفعنا شعار هذا العام بأن يكون عاماً للتعليم، واول خطوة ان نعمل على معالجة الكم الهائل من الرسوب، ونعمل كذلك على تشغيل مطبعة جاهزة للتشغيل، وذلك لمعالجة مشكلة الكتاب المدرسي، الى جانب فتح فرص توظيف 2000 معلم بشرط ان يكونوا في الريف، كذلك هناك جهود من منظمة قطر الخيرية عبر إنشاء مجمعات بها مدارس، وكل هذا يتطلب وجود الموجهين التربويين، كذلك لا بد لنا من الاهتمام بالتعليم قبل المدرسي، واقول ان الشعار المرفوع عن مجانية التعليم لم يجد حظه).
اكتمال الاستعدادات
وفي غضون ذلك جدد وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري تأكيده بانطلاقة العام الدراسي في الثامن عشر من سبتمبر الجاري، وأشار الحوري في تصريحات صحفية الى اكتمال كافة الترتيبات لبداية الدراسة في موعدها، لافتاً الى توفير الكتاب المدرسي للصف الثاني وحتى الخامس أساس وإيصاله لمعظم الولايات ما عدا كسلا والقضارف ونهر النيل، متوقعاً اكتمال تسليم كل الولايات قبل بداية العام، مضيفاً أن كتاب الصفين الأول والسادس متوفر بالوزارة ويوزع مجاناً للمدارس الحكومية، كاشفاً عن وجود إشكالية تواجه كتاب الصف الثاني متوسط الذي تجرى عمليات طباعته حالياً، موضحاً ان العام الجديد سيشهد استمرار المرحلة الابتدائية وستكون ثابتة، كما سيكون هناك امتحان نهائي للمرحلة الابتدائية لكل السودان، منوهاً بأن المدارس التي تأثرت بالفيضانات عبارة عن 623 مدرسة تكسيراً كاملاً وجزئياً، وأكثر الولايات تأثراً كسلا بواقع 126 مدرسة والبحر الأحمر بواقع 27 مدرسة والقضارف 22 مدرسة والنيل الأزرق 72 مدرسة و58 مدرسة بالخرطوم، اضافة لولايتي الجزيرة ونهر النيل، مبيناً أن هناك لجنة عليا تعمل على تجهيز المدارس المتأثرة بالسيول، وعلى ضوء تقريرها سوف ينطلق العام الدراسي، وأضاف قائلاً: (وثيقة المناهج تنص على الا يحتوي المنهج على اي منحنى سياسي)، كاشفاً عن وجود إشارات سياسية سالبة في كتب الصف الثاني وحتى الخامس لمنهج هذا العام وضعها المدير السابق للمناهج في كتاب العلوم واللغة العربية، وسيتم عمل نشرات وحذفها، وصرح قائلاً: (نحن ليس لدينا اي اتجاه سياسي ولا نتبع لأية جهة سياسية، ونريد المصلحة العامة وغرس التربية الوطنية في نفس الطالب السوداني).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!