الرؤية نيوز

محمدعبدالماجد يكتب: حميدتي والحوري (أرى تحت الرماد وميض نار)

0

1)

 واضح ان هنالك فروقات كبيرة في التعامل مع الاشياء ومع (السلطة) ومنها بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ولو كانت هذه الفروقات في (الوقت)… تصريحاتهم تؤكد ذلك ناهيك عن تسريباتهم.

 أي تسوية بين المكون العسكري والمكون المدني لا يحدث فيها دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة تبقى تسوية بدون جدوى وسوف تقودنا الى انقلاب اخر بعد انقلاب 25 اكتوبر.

 اذا كانت هنالك (تسوية) فهي لن يرحب بها إلّا اذا استطاعت ان تدمج (الجيوش) المتواجدة في العاصمة الخرطوم في القوات المسلحة.

 يجب ان تنتهي هذه الحالة التعددية للعسكر ولجيوشهم.

 السلطة (العسكرية) ظهرت في وجود (10) جيوش في الخرطوم مما يؤكد ذلك ان الحل الامثل للازمة السودانية يتمثل في الحكم (المدني).

 اذا استمرت الاوضاع على ما هو عليه الآن سوف تصبح الخرطوم عبارة عن ثكنات عسكرية حاكمة.

 سوف تصبح حياتنا عبارة عن مارشال عسكري… وطابور (بطانية) و (9) طويلة.

 من هنا تظهر خطورة الحكم العسكري الذي لا يتعامل إلّا مع الجهات التى تحمل (البندقية).

 الامر يمكن ان ينتقل الى الشرق بعد ان جاء من الغرب .. ويمكن ان يدخل الشمال ليكون طرفاً في النزاع على السلطة.

 هذه البلاد لا تحتمل المزيد من النزف.

 نحن على مقربة من الخطر ان لم نكن في الخطر ذاته.

(2)

 قال نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، إن موقفه سيظل ثابتًا تجاه التغيير الذي تم في الحادي عشر من أبريل من العام 2019م واتهم حميدتي، خلال كلمة له أمام حشد جماهيري بمنطقة “ود السفوري” بالنيل الأبيض، جهات – لم يسمها- بالاستئثار بالسلطة والمال ومنع أي شخص يحاول التقرب منهما، ودعاهم إلى قبول الآخرين وإشراكهم في إدارة البلاد وأضاف ( البلد دي ماسكنها ناس معينين مسيطرين على السلطة والمال) وتابع ( نقول لهؤلاء والله لازم ترضوا بالآخرين واللقمة الكبيرة بتفرق الضرا).

 في الوقت ذاته أعلن رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة العميد ابراهيم الحوري، عدم وجود تسوية تعيد من أسمتهم بـ”الحالمين” إلى السلطة.

 اذا كان الحوري يعبر عن الجيش فهو يكشف عن اختلاف جوهري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

 حميدتي يؤكد ان الازمة في السلطة ويشير لجهات تعمل للاستئثار بالسلطة والمال ومنع أي شخص يحاول التقرب منهما. في الوقت الذي يبعد فيه الحوري الازمة من السلطة ويقول ان الازمة في الحالمين بالسلطة.

 الحلم لا يمكن ان يصبح (ازمة).. إلّا اذا وصلنا الى مرحلة تصبح الحكومة فيها تخشى من ضعفها حتى (الحالمين) بها.

 هناك اختلاف او خلاف جوهري بين الطرفين… فالأول يؤكد ان الازمة في السلطة والآخر يؤكد ان الازمة خارجها.

 لا ندري من الذين يقصدهم الحوري وهو يتحدث عن (الحالمين) للعودة من جديد الى السلطة.. اذا كان يقصد الحوري بـ(الحالمين) قيادات الحرية والتغيير المجلس المركزي فذلك يعني ان العسكر لم يستوعبوا الدرس بعد، اما اذا كان يقصد الاسلاميين فهو قد صدق.. وان كان الحوري من خلال كتاباته يعبر دائماً عن (الاسلاميين) وهو يتحدث عن (الجيش).

 الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع يظهر في هذا التشاكس العسكري الذي كان يرفضه البرهان بين المدنيين، حيث شدد الحوري على أن القوات المسلحة ستقف على مسافة واحدة من كل المكونات السياسية، ولن تعتمد “دستورًا معلبًا لا يتفق ولا يتسق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا السمحة”.

 في الوقت ذاته كان حميدتي يرد على الحوري ويقول: ( هناك رسائل هنا وهناك انو نحنا واقفين ضد الدين وواقفين مع فلان وعلان واللبيب بالإشارة يفهم ) وزاد قائلاً (قبيل عندما كان هناك تطاول على الدين انا الوحيد وقفت متصدياً لهذا التطاول بينما توارى الآخرون ).

 لقد فهمها حميدتي.

 هذا التشاكس يمكن ان يقود الى فتنة وحرب.. انتبهوا الى النار التى يشتعل وميضها تحت الرماد.

 نار تشتعل تحت غطاء (التسوية) و (الدين).

 هنالك نار تحت هذه (التصريحات)… اقرعوها.

 انتبهوا لهذا الوطن.. لم يبق إلّا القليل.

(3)

 قبل ان تحدث تسوية بين المكون العسكري والمكون المدني يجب ان تحدث تسوية بين الجيش وقوات الدعم السريع ويجب ان يتم دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش اذ لا يعقل ان تحدثونا عن السلام وان تأخذ الحركات المسلحة مخصصات السلام وتنعم بالسلطة بفضله في الوقت الذي تتواجد فيه جيوشهم في الخرطوم منفصلة وهي في حالة اقرب لحالة الحرب او التهديد بها او الاستعداد لها.

 هذا مكر وخبث سياسي يجب ألا تدخلوا (البندقية) طرفاً فيه.

 الذين هم في السلطة الآن من عسكر الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة في حاجة الى اقامة (تسوية) بينهم قبل ان يقوموا بها مع الاخرين.

 في حاجة الى (سلام) حقيقي بدلاً من الاتفاقيات التى لم تحترموا عقودها وعهودها.

 فاقد الشيء لا يعطيه.. الحرية والتغيير المجلس المركزي لا يعقل ان تدخل في اتفاق مع سلطة اطرافها في حد ذاتها مختلفة ومتصارعة وتهدد حركاتها بالحرب والعودة الى الغابة.

 العودة الى الغابة افضل من ان تأتي بالغابة الى الخرطوم لتصبح العاصمة القومية عبارة عن غابة كبيرة.

(4)

 الذي نحذر منه ونخشاه هو ان تكون (التسوية) والسلطة المدنية في محل (مزايدة) بين الجيش وقوات الدعم السريع.. حيث يبدو صراعاً لم يعد خفياً بين قيادات في الجيش وقيادات في الدعم السريع تعمل على كسب الشارع وضرب الطرف الاخر من خلال الاقتراب اكثر من المكون المدني.

 الوطن ليس في موضع نزاع – يجب ان تبعدوا مطامعكم في السلطة عن امن الوطن واستقراره.. لا تجعلوا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في صراع او في سباق على ذلك.

 الاعتراف بالذنب فضيلة .. قال نائب رئيس مجلس السيادة، إن مجموعة تسعى للكسب وتنفذ أجندة، وقال: “بعد 11 شهر من التغيير لم تشكل حكومة أو إحداث أي تقدم”، داعياً الشباب الذين قادوا التغيير إلى الظهور في الواجهة وأن لا ينخدعوا باسم الدين، مشيراً إلى أن هناك حملات تضليل ومزايدة على مواقفه تجاه القضايا الوطنية، مؤكداً إيمانه القاطع بوحدة تراب البلد والحرص على أمنه واستقراره، وشدد على أهمية التكاتف لنبذ خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية.

 نعم نتفق مع حميدتي في هذه الجزئية اذ لم يحدث أي تغيير بعد 11 شهر من الانقلاب ولم تشكل حكومة او يحدث أي تقدم.

 هذا هو الفشل كله.

(5)

 بغم

 في هذا التوقيت لا بد ان الدكتور جبريل ابراهيم يفكر في اختراع ضريبة جديدة على الشعب السوداني باسم (ضريبة التسوية) بعد (ضريبة السلام).. وهي ضريبة ايضاً سوف يدفعها الشعب بدلاً من تدفعها القيادات الحاكمة الآن.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!